الرئيسية / أخبار / الملك عبدالله يربط الهواجس الأمنية الأردنية بفتح المعابر مع سوريا

الملك عبدالله يربط الهواجس الأمنية الأردنية بفتح المعابر مع سوريا

فى: 

د. شهاب المكاحله –

في حديثة لوكالة الأنباء الأردنية الأسبوع الماضي، قال جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن معني بالتطورات في جنوب سوريا وفي ذلك إشارة ملكية إلى أن هناك توجهاً أردنياًللتعامل مع التنظيمات الإرهابية القريبة من الحدود إضافة إلى دفع التنظيمات الميليشوية إلى الداخل السوري بعمق 40 كلم قبيل النظر في إعادة تأهيل معبري نصيب-جابر والرمثا-درعا بين الأردن وسوريا لاستئناف عملهما.

لقد حملت عبارة الملك أنه :”من الممكن العمل على فتح المعابر إذا ما سمحت التطورات والظروف الأمنية على الأرض بذلك” الكثير من التأويلات والتفسيرات. إن ما يهمنا كأردنيين أن جلالته يعمل عن كثب ويرى أن فتح الحدود مع سوريا وإن بات وشيكاً لا بد من أن يتم بعد تهيئة الظروف المناسبة للدولتين: الأردن وسوريا وذلك لتجنب أية إشكالات مستقبلية أو أية معضلات يمكن أن يسببها التسرع في فتح الحدود. وهنا يرى الملك أنه لا بد من ضمانات دولية بهذا الخصوص ومنها روسية وأميركية على جانبي الحدود.

فقد عاود الملك تكرار عبارته فيما يتعلق بالجنوب السوري حين قال: “أولويتنا القصوى حماية حدودنا الشمالية من الجماعات الإرهابية والميليشيات الأجنبية”، مع استمرار الأردن دعم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب مع خشية المملكة من تقدم “داعش” بعد الضغط عليها من كل الاتجاهات وترك معبر آمن له من الجنوب ما قد يدفع عناصر التنظيم الإرهابي إلى الحدود السورية الأردنية.

وتجدر الإشارة إلى أن ما قاله جلالته من أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأميركية “يحقق مصالح مشتركة ويمكن تطبيقه نموذجاً في مناطق أخرى من سوريا، ما يفضي إلى الإسهام بإيجاد البيئة المناسبة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية عبر مسار جنيف والأستانة. ومع تأكيد الملك عبدالله الثاني أنه و”بعد سبعة أعوام من الدمار والقتل والتشريد فلا بد من الوصول إلى حل سياسي تقبله جميع الأطراف في سوريا لإنهاء الأزمة، وضمان وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وضمان مستقبل من السلام والعيش الكريم لكل السوريين”. وما تجدر الإشارة إليه والوقوف عنده كثيراً هو أن جلالته قال بشكل واضح أن فتح الحدود مع سوريا ممكن ولكن بشروط يجب توافرها ومنها: أولاً عودة اللأجئين السوريين إلى أوطانهم وهذا يستدعي مساندة دولية مثلما كان هناك قرار أممي بهذا الخصوص حين استقبل الأردن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين عند اندلاع المواجهات بين الجيش السوري والمعارضة السورية المسلحة.

والشرط الثاني الذي يجب توافره هو تأهيل المعابر الحدودية: نصيب-جابر والرمثا-درعا مع مراقبة من الجانبين للمعابر غير الشرعية بين البلدين والعمل على سحب القوات الميليشوية والحزبية إلى مدى يبعد عن الحدود الأردنية 40 كلم تقريباً فيما يسمى بالعرق الدبلوماسي “Buffer Zones” مع ضمان التخلص من جيوب المسلحين وبقايا تنظيم “داعش” الإرهابي التي بات عناصرها بين فكي كماشة في البادية السورية بين القوات السورية والعراقية. ويرى القائد الأعلى للقوات المسلحة أن الحرب على الإرهاب هي حرب طويلة الأمد وأنه لا بد من استمرار التنسيق والعمل المشترك مع الأطراف ذات العلاقة وهنا يشير إلى التعاون بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة بدعم من الأمم المتحدة وذلك من خلال القضاء على جذور الإرهاب.

داعش قد يظهر من جديد

ولكن الملك عبدالله حذر من أن داعش قد يظهر من جديد إذا لم نوفر حلولاً جذرية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة مع توفير الأمل للأجيال بمستقبل واعد. وجاءت تصريحات جلالته متزامنة مع انعقاد مؤتمر أستانة في العاصمة الكازاخستانية بحضور ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة إذ تم التوصل إلى إنشاءالمنطقة الرابعة لخفض التصعيد وتشمل هذه المرة إدلب المحافظة القريبة من الحدود التركية مع السماح لتركيا بإدخال جنودها إلى تلك المحافظة لإعادة تأهيلها.

وحذر جلالته من أن المناطق التي تم تحريرها من عصابة داعش الإرهابية في العراق وسوريا ليست نهاية المطاف؛ فداعش قد تظهر من جديد إذا لم نوفر حلولاً جذرية لمختلف الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية.وتابع الملك: “الإرهاب عابر للحدود، وضرب في أكثر من بلد وقارة، وبات خطره يستهدف الأمن والاستقرار في العالم أجمع، خاصة مع تضييق الخناق عليه في العراق وسوريا”، داعياً إلى الاستمرار بالعمل ضمن استراتيجية شمولية، لأن تهديد الإرهاب لا يقتصر على الشرق الأوسط، بل يهدد المجتمع الإنساني بأسره.

ويبدو أنه بانتهاء معركة دير الزور مع انتهاء مرحلة إعادة تأهيل إدلب وضمها إلى الحضن السوري من جديد خصوصاً بعد أن أعلنت روسيا أن الجيش السوري يسيطر اليوم على حوالي 85% من مساحة البلاد وأن هناك فقط أقل من 27,000 كلم مربع تحت سيطرة التنظيمات المسلحة الأخرى فإنه من المتوقع أن يسيطر الجيش السوري على المزيد من تلك المساحة قبيل انتهاء الشهر الجاري. لذلك فإن المؤشرات تدلل وبشكل قاطع على أن روسيا ساهمت في توزيع الأدوار بين طهران وأنقرة في سوريا وأنها أي موسكو هي قائد الأوركسترا في الميدان السوري وهي التي تستطيع أن توقف أياً من الدولتين وتحد من نفوذهما في سوريا. وهذا ما أكد عليه مراراً وتكراراً الخطاب الرسمي الأردني. ولعل ساعة فتح الحدود الأردنية لناظرينا قريب، تحددهاجتماعات نهاية شهر أكتوبر القادم بين مسؤولين أردنيين وروس وأميركيين ليستعيد الأردن ما قد فقده من ميزة حدودية مع سوريا ومعاودة النشاط التجاري بين البلدين الذي تسبب بخسائر سنوية مباشرة فاقت الـ 400 مليون دينار ما يعني قرابة 2.7 مليار دينار خلال سنوات الحرب السورية. ألا إن أكتوبر من بقريب!!!

المصدر: Alawalnews