كما جاءت التوقعات، صمد اتفاق الجنوب السوري حول وقف الأعمال القتالية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة فيما يعتبر أنه نجاحا مبدأيا للاتفاق قد يتحول إلى نهاية للحرب التي استمرت ل 6 سنوات في الجنوب السوري.
وأوضحت موسكو أنها تتواصل مع الجانب الأميركي حول إقامة «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية بموجب ما نص عليه اتفاق أستانا، وذلك بعد أن تسربت أنباء عن اقتراب الجانبين من التوصل إلى هدنة جديدة في كل من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وبعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هدنة جديدة في منطقة سورية معقدة.
التوضيح الروسي جاء مترافقاً مع استكمال روسيا والأردن لمفاوضاتهما بشأن منطقة تخفيف التصعيد بجنوب غرب سورية، وإعلان عمان عن أن الاتفاق بشأن هذه المنطقة بات في مراحله النهائية.
وعلق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على تصريحات الرئيس ترامب حول الجهود للتوصل إلى «هدنة ثانية» في سورية، قائلاً: إن «الجانب الروسي على اتصال بالشركاء الأميركيين حول إقامة مناطق تخفيف التوتر بسورية، والمواضيع الأخرى المطروحة للنقاش في سياق عملية أستانا للتفاوض حول التسوية السورية». وتابع ريابكوف المسؤول في الخارجية الروسية عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي يتولى التفاوض مع نظيره الأميركي توماس شانون قائلا: «من الطبيعي أنه مع تسريع وتائر العمل على هذا الاتجاه وتراكم الخبرة، فإن ذلك يتيح لنا مواصلة اتصالاتنا بهذا الشأن وتعميقها».
وذكرت مصادر إعلامية أن خبراء، من أميركا وروسيا، يجرون مشاورات في إحدى العواصم الأوروبية حول هذا الموضوع. وتوقع أن يتم الإعلان عن الهدنة قبل الجولة القادمة من اجتماعات أستانا، المقررة في شهر آب المقبل، ورجحت أن يبدأ سريان وقف إطلاق النار، في أواسط الشهر المقبل. وأضافت: «على الأرجح، ستشمل الهدنة حمص، وربما الغوطة الشرقية».
من جانب آخر، تناول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأردني أيمن الصفدي خلال مكالمة هاتفية جاءت استمراراً لمحادثات هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد اللـه الثاني الأسبوع الماضي، القضايا الإقليمية الملحة، ولاسيما تسوية الأزمة السورية. وبحث لافروف والصفدي الإجراءات التي تتخذها روسيا والأردن وبعض الدول الأخرى لإحلال نظام وقف إطلاق النار في سورية، ولاسيما في سياق تنفيذ المذكرة الموقعة من قبل ممثلي روسيا والأردن والولايات المتحدة في 7 تموز الجاري حول إقامة منطقة لتخفيف التصعيد جنوب غربي سورية. كما تم خلال المكالمة التشديد على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها بمراعاة أحكام القرار الدولي رقم 2254.
وفي عمان، كشف وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غرب سورية، التي اتفق عليها الأردن وأميركا وروسيا ضمن اتفاق عمان، وصلت إلى مراحلها النهائية.
وأشار المومني، وهو المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إلى أن اتفاق عمان يهدف لدعم وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية بين قوات الجيش العربي السوري والقوات الموالية لها و«قوات المعارضة السورية المسلحة»، مبيناً دور وأهمية الاتفاق في تعزيز جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في سورية ودعم الجهود الساعية إلى حل سياسي بين جميع أطراف الأزمة السورية، بالإضافة إلى تسهيل عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين.
وشرح المومني رؤية الأردن للاتفاق باعتباره خطوة مهمة لدعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية والقضاء على الإرهاب، وبالتالي ضمان أمن الحدود وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مشدداً على أن أمن واستقرار سورية يعد مصلحة إستراتيجية للمنطقة. وأكد أن اتفاق عمان يعد اختباراً وتحدياً لروسيا وأميركا بصفته نقطة تحول وسابقة يسعى البلدان للبناء عليها لحل النزاع السوري.
وفي السياق ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن اجتماعاً ضم عدداً من قياديي ميليشيا «الجبهة الجنوبية» مع خبراء أميركان وروس وأردنيين، أول من أمس، في العاصمة الأردنية عمان، بهدف بحث هدنة جنوب غرب سورية.