الرئيسية / أخبار / كيف سيستثمر ترامب علاقته بروسيا؟
Getty Images

كيف سيستثمر ترامب علاقته بروسيا؟

في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، اتهم دونالد ترامب الأجهزة الأمنية الأمريكية بتسريب ملفات عن روسيا، مؤكداً أن من أوجد “داعش” هي الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها.

مع اقتراب موعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني 2017، عقد الرئيس المنتخب دونالد ترامب مؤتمراً صحافيا، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2017، في نيويورك، اتهم فيه وكالات الاستخبارات الأمريكية بتسهيل تسريب الملف الروسي المتعلق بالقرصنة الإلكترونية، ووصف ذلك بالأمر “المخزي”.

وقد علقت وسائل إعلام أمريكية وعالمية كثيرة على هذا المؤتمر.

وفي هذا السياق، نشرت شبكة “إيه بي سي نيوز” الإخبارية تقريرا أشارت فيه إلى أن المؤتمر تمحور حول نقاط رئيسة، هي: “تحميل تكاليف بناء الجدار مع المكسيك للحكومة المكسيكية، ودحض الاتهامات للاتحاد الروسي بالقرصنة الإلكترونية للتأثير في سير الانتخابات الرئاسية، والغزل الرفيع بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتهامه حكومة أوباما بالتسبب في إنشاء تنظيم داعش”.

من ناحية ثانية، ذكرت شبكة “فوكس نيوز” أن تجديد ترامب نفيه لصحة معلومات تداولتها وسائل الإعلام عن حيازة روسيا معلومات “محرجة” عن حياته الشخصية والمالية يعد أمراً مخزياً. وأضافت أن دفاع ترامب عن الرئيس الروسي وحكومته يعني أنه يتطلع إلى إقامة نوع جديد من العلاقة بين الدولتين مبني على مراعاة مصالح كل منهما.

وعلق موقع “نيويوركر” على ما تحدث به ترامب عن روسيا من أنه “إذا كان بوتين يحب ترامب فإن ذلك أمر جيد، لأن هذا سيساعد البلدين على التعاون في عدة مجالات، وبينها مكافحة الإرهاب” بالقول: “إن المرحلة المقبلة ستتمثل بتركيز ترامب على الشأن الداخلي الأمريكي وقضية البطالة مع التنسيق مع روسيا في موضوعات مهمة جداً عالمياً، ومنها ملف الإرهاب والتهديدات الأمنية”.

وكان ترامب قد أكد في المؤتمر الصحافي أن روسيا ستحترم الولايات المتحدة بشكل أكبر عندما يكون هو الرئيس، ما دفع بموقع “The Vocativ” إلى التعليق بالقول إن “اتهام إدارة أوباما بخلق “داعش” بسبب مغادرتها العراق في وقت سيئ وغير مناسب أوجد فراغاً أدى إلى ظهور هذا التنظيم”، يعني أن إدارة ترامب ستنسق مع الحكومة الروسية لمعالجة هذا الخلل، الذي أوجد هذا التنظيم في كل من سوريا والعراق ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عميلاً سابقاً في الاستخبارات البريطانية، يدعى كريستوفر ستيل، ويعمل مديراً لشركة “أوربيس بيزنس إنتليجنس”، ويدير حالياً شركة أمنية خاصة مقرها لندن، هو من أعد الملف الذي تضمن مزاعم بشأن علاقات الرئيس الأمريكي المنتخب وأنشطته في روسيا؛ حيث نشر موقع “Buzz Feed” الملف زاعماً أنه يدين الأجهزة الأمنية الروسية بالاختراقات الإلكترونية.

وكانت “نيويورك تايمز” قد نشرت تحليلاً عن تلك التسريبات المتعلقة بالتدخل الروسي في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكشفت أن نشر تلك التقارير والملفات في وسائل الإعلام سيزيد من شعبية الرئيس المنتخب، خصوصاً بعد أن أعلن ترامب رفضه صفقة بقيمة ملياري دولار في دبي في نهاية الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة: “لقد استفاد ترامب من تلك الصفقة سياسياً وخسر مالياً، لأنه أعلن أنه لم يكن ملزماً برفص العرض، لكنه يجب عليه كرئيس تفادي تضارب المصالح، وهذا الأمر سيزيد من شعبيته في المجتمع الأمريكي، حتى بين أولئك الذين لم ينتخبوه رئيساً”.

وعلقت “واشنطن تايمز” على انخفاض معدل البطالة إلى مستوى 4.9 مع نهاية عام 2016 بفضل تصريحات ترامب حول زيادة عدد الوظائف، ما يعني أنه بات يتمتع بمصداقية أكثر من غيره، لأنه “تعهد بخلق أكبر عدد من الوظائف، خصوصاً أن العديد من الشركات تعهدت بممارسة نشاطاتها في الولايات المتحدة، وبخاصة صناعة السيارات.” وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الانخفاض في معدل البطالة هو الأول من نوعه منذ عام 2008.

شهاب المكاحلة

*