الرئيسية / أخبار / مقاربة في استرعاء مفهوم او توطينه

مقاربة في استرعاء مفهوم او توطينه

د. بسام الهلول

 

…( ماقصة جحش فاس. ؟؟ وبعارين البدوي ( لمّات)…حدثني شيخنا العارفة حسين النوايسه Local sociologist
قال: فزدت فقلت:جريا مني على سنة عالم مدينة سلا/وفاس/ في مصنفه التراتيب الإدارية وفيما زاده على مؤلفه/ الكلاعي الخزاعي ؛
فيما مضى من ايام العمر عندما كنت دارسا في احدى أكاديمياتها ( فرنسا)..واقتضى مني طروحة الدكتوراة( الترحل والتطواف بل التجوال كي يكون للتحصيل مني مذاقه رغم ان في كثير منه العنت والرهق رائدي في ذلك ما درج عليه علماء السلف وماتركوه مسطورا في مصنفاتهم ومدوناتهم وكان جل اهتمامهم الوقوف على عين المكان جميل هذا التسيار في تطلب مادة العلم واجمل مافيه ان تقول( وقفت في عين المكان)..عندما كان للعلم مذاقه لا كما نرى اليوم ما يؤوف تطلبه..واذ بي اقف عند يافع من العمر وقد بسط مكتبته في زقاق من ازقة مدينة فاس وفي السوق القديم اظنها( السويقة)..وقديما كان يضرب بها المثل لبعدها من أقطارنا في الشرق وخاصة عندما كان الحكواتي يقص مالاقاه ابو زيد الهلالي من اهوال في رحلته حتى قالوا( فاس ما من وراها ناس) علما ان كثيرا من المدائن بعدها…مثلما نقول اليوم ( محي ما من وراها ارض حي)..وهي بلدة من اعمال الكرك تبعد قرابة أربعين كم بلدة كما قال شاعر العربية( بلدة ليس فيها انيس إلا اليعافير والعيس).وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلعيس)..وهذا مامر معنا في سني الجامعة في درس النحو حيث المقرر) ) الفية بن عقيل وهي( الف بيت من الشعر التعليمي).. ورغم هذا المثل القاسي في حق فاس وهم اهل تظرف ومياسة لاتقل دمشق عنها وبغداد من حيث التمدن والحضارة وغالبا تجد في لهجاتهم( وخاصة حرف( ر)…كما يقول العوام( بقرط)..هكذا( رررررر)..ومثلهم اهل تطوان وطنجة في شمال المغرد ولفت نظري كتابا تحت يد حماره فرفعته وشريت ذلك الكتاب بدراهم بخس معدودة ( عشرة دراهم)..اي مايقارب( سبعين قرشا )..ثم اصطحبته وكان لي موعدا مع الدكتور ( سهيل زكار)… ومن طريف ما عشته معه ابان تمدرسي بالرباط ان سجلت عليه موضو ع رسالتي الماجستير عندما كنت بجامعة( القرويين) ومن طريف ما حدث لي كلما احضرت له بعض جهد واكون للتو قدمت اليه من الرباط التي تبعد عن فاس مسافة الطفيلة عن عمان وعندما اعود مرة ثانية اسأله عما أعددته فيقول لي( لاادري مالذي فعل بها ( ابو صطيف)..وكنت اظن انه استاذ مساعد يعينه على بعض ما يكتبه طلبته في الدراسات العليا وتبين بعذلك ان ( ابو صطيف).. لايتجاوز عمره السنوات الثلاث..وقد كان يكررها معي اكثر من مرة رغم بعد الشقة مابيننا كما قلت مسافة( الطفيلة عن عمان)..واعود ادراجي خال الوفاض لا الوي على شيء وهذا درس لن انساه … إلى ان تغير الحال فانتهت عقدة العمل مع المغرب وحول الإشراف إلى من رشح لحائزة( نوبل)..في الفلسفة وعلم الاجتماع العلامة( رشدي فكار)… وأمضيت معه بل واستأنفت العمل معه وكدت ان انهيه إلا انه غادرنا إلى سويسرا وبقي هناك…نوبعد تقلب وجهي في الكتاب وجدته مترجما بالعربية يحكي قصة الجغرافيا المسلمة لعالم فرنسي ( قام على ترجمته اكثر من اكاديمي ففهمت ان( الجغرافية مفتتح امين لكثير من لغوناتنا)..او ما نعبر عنه في عاميتنا الاردنية( بتردب)..وهو صوت المرأة عندما تغضب… او عندما يضربها زوجها ( بترطن)..وهو أضراب من مصادر الصوت عند من له عناء بمتابعة علم اللغويات او(،بتقرقر).. gargouillis ou bavardages
وان شئت فقل( رطانة)…Gibberish
واذ بعنونة هذا الكتاب( L”islam Dans sa Première Grandeure/ Maurice Lumbard/ قام على ترجمته جلّة من الاساتذة اي( الإسلام في مجده الأول)..إلا إني وجدت ان هذه الترجمة قاصرة لاتسطيع رد المؤلف اي الكتاب إلى أطرافه فهي ترجمة تبحيلية لا علمية دقيقة في غالب ظني رغم ظلوعهم سواء دكاترة الشام او الدبلوماسي الجزائري وسعة معرفتهم باللغة الفرنسية ازاء أميتي إلا انني اجتهدت اجتهاد البدوي الذي قدم ما في وسعه دون تقتير او سرف فكانت بحق وغالب زعمي انه( نظرية المجال الحيوي وتجلياتها في حركة الفتوحات).. بل هي( مقاربة في استرعاء مفهوم الجغرافيا المسلمة من بعدها الاستعمالي إلى بعدها ( التداولي)..اي مديات الإحالة في باكورة الإسلام اي( مجده الاول) La gloire de l’Islam à ses débuts
او La biosphère et ses manifestations dans le ..اوmouvement .. …..géographique
حتى ( موريس لومبار)..فاتته مقاصده فلم تبلغ الحد والرسم من خلال( حوانية الكتاب)…رغم لهجه وولعه بعظمة الاسلام من خلال خطاب الجغرافية..سواء البشرية او الطبيعية..فهي بحق ( مقاربة) في استرعاء مفهوم او( توطينه)..ومما أعانني على ذلك انني لم اكن مقتصدا بل حاولت جهدي ان اكون بالغا في الخيرات.. حاولت ان اكون فيها بمثابة صنعة ( المتقبل).. الذي يستقبل رواد الحمام البلدي فيتناول متاعهم للمظنون به على غير أهله والمراد ان نصل به الى( اعز مايطلب
وان هذا الدين لم ينتشر بأسباب طوباوية اي( نجومية).. وانما بأسباب ارضية قوامها( الطبيعي)..بعيدا عن( الطوباوية).. وهي الجملة العامل ومن طريف ذلك مايستدعي إلى من هو منوط به( حراثة الارض).. او ماورد ذكره في مدوناتنا( العوامل) المنوط بها( الحراثة)… او بلغة الفلسفة( الفعل المضعف)..وهذا هو ( المقوم الذاتي للوصول به كما ذكر روحرزبيكون( التجربة الحاسمة) ومايقابل ذلك عند ابن رشد الفيلسوف( اعز ما يطلب).. من خلال المتوج( الجهاد)..اذ الجهاد وحده هو الذي يضع المسلم في دائرة( الفعل المضعف)..بيحيث يكون تراتبه في الارض قائم على( المتوالي الهندسي). 2. 4 8 16 32 ( 64. المتوالي( العددي) التي هي سمة من سمات التخلف في (العالم الثالث..)..من هنا برزت كثير من الجهود كي يبتعد العربي والمسلم ان لايحل بترميزة( الجهاد).. فالجهاد هو وضع العربي في دائرة الفعل( المضعف).. من هنا لايخضع تفسير حركته في الارض هي نفسها حركة عمار بن ياسر عندما شرع الاوائل في بناء المسجد( ان عمار بن ياسر كان يحمل ( احورتين او طوبتين)..الامر الذي دفع بالرسول صلى الله عليه وسلم( تقتلك الفئة الباغية)..ثناء وشكرا على حماسه في حركة البناء الاول وهذا مايعلم اليوم إبقاء العربي في دائرة( المتوالي العددي). واحد.؛ اثنين؛ ثلاثة؛اربعة؛…هي نفسها التي كانت عند العامل السوفياتي ( تشيخانوف)..عندما شرعت الثورة البلشفية لتوزن بنهاية عهد القيصر…حيث كان ينتج أضعافا من الفحم الحجري في ساعات عمله… اذن هناك مثالان الاول من الحضارة العربية في البدء( عمار بن ياسر)..الذي كان يحمل( طوبتين او آجرتين)..والآخر ( تشيخانوف)..الذي كان ينتج اضعاف ماينتجه رفاقه من الفحم الحجري…. ومن طريف ماذكره والفضل ان تنسبه لاصحابه حدثني حسين النوايسه وهو حافظة الكرك بحق ان نثر بين يدي أبياتا من الشعر النبطي لذلك البدوي الذي نزل من القطار للراحة وشراء المسافر مايقوته فماكان منه ان اشترى تمرات من تمر الخسف الذي يختلط قشه مع ثمره ولما صفر القطار وكان بصحبة ابله المسماة(لمات ).. فدع عليه بعض دعوات( تزعق عليك)..اذ لم يتركه ليمارس نشاطه البيولوجي بتناوله بعض تمرات ولم يعطه بالا فما كان من القطار ان استأنف رحله إلى الجنوب وبقي هذا البدوي يلطم وجهه ظنا من ان القطار يداعب نزلاءه تاركا ابله( لمات) لكف القدر انه الزمن يامولاي رغم ان حركة القطار في الجغرافيا البدوية لا معنى لها في حين له معان كبيرة في تمثلاته في الزمن الغربي عندما كان نوع القطار غير السريع اذ يمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل فمبالك لو انه شاهد قطار اوروبا السريع الذي يطلق عليه( TGFاذ يقطع 320 كلم في الساعة مفارقات هاته ياصاحبي!!! او مايطلق عليه المغاربة ( عويطة)…تيمنا بالعداء المغربي( عويطة)…لعمري مفارقات واية مفارقه
اذن خطاب الجغرافية في حضارتنا يقوم على الفعل المضعف لا من خاف أدلج اي اسرع..ومن أدلج بلع المنزل… وهذا مانسجله على مجتمعات الرعي في عالمنا العربي..ان يبقى العربي في دائرة ( الفعل المقلل)..مثلما نراه عيانا وما نراه في أمثلتنا الشغبيه( وخاصة عند نسوة الحي( لويش مستعجلات)..بدري وملخصه عند نسوة المغرب ( لازربة على اصلاح)..اي لا عجلة .. وهي من صفات الحسن عند العرب( تمشي الهوينا مشية الوجى الوحل… واخرى( فلا ريث ولا عجل) في سمات الحسناء ..عكس مانراه عند الاخر( ظهرت في قصائد الشعراء الغربيين..There’s No Time To Stare… وهذا مارايته عندما هبطت اخذ المترو في باريس سالت رجلا من الساعة فرد علي .. Il est temps d’acheter une montre
….اي حان الوقت ان تشتري ساعة …من هنا كان المعامل الموضوعي عند الغربي ان يضع العربي وعلى الدوام رهن ( العامل المقلل)…وفي زعمي ان الخطيئة في فكر الاستعمار الغربي وحركة الاستشراق قامت لتنتج لنا حالة او إرباك العقل العربي كي تكون ترميزته وشارته بان يكون على الدوام في ربقة ( الفعل المقلل). تطبيق للمثل الشعبي( انفخ ياشريم…مافي براطم)… حتى حركة الاستشراق كان معاملها الموضوعي تجاه الشرق( ان يكون جهده في دائرة الفعل المقلل)..اي الشرقي العربي المسلم فشتان بين خطابين..الاول الزمن الغربي…There’s NoTime To Gaze There’s No Time To Gaze… وهذامااشار اليه الكاتب ( حقي).. في (. قنديل ام هاشم )فنادى صديقته ( وعلى لسان العربي الشاب الذي وعلى طريقة العشق العربي( تعال نجلس)..فردت عليه الغربية( تعال فلنسر…معاملان هما في اجراء فعل المفارقة مصطلحان هما… Asseyons- ( لنقعد)…nous
والاخرى ….لنمضي