مخطط تدمير الدول العربية بتحالف أميركي روسي..وموسكو وكيل أميركا الشرق الأوسطي
روسيا شرطي أميركا في الشرق الأوسط..مهمة خاصة على أشلاء السنة
بوابة الخليج العربي-خاص
حذر مراقبون من وجود تحالف روسي أميركي عميق ظل قائما طيلة الوقت دون صراع أو صدام في الشرق الأوسط، بل إن موسكو هي الوكيل الشرق أوسطي للدولة الأميركية، واستشهدوا يأنه لو لم تكن أفعال روسيا في سوريا تروق لواشنطن، لما تجرأت أمريكا على افتعال الهجمة الأخيرة.
أما الخطة المشتركة فهي افتعال الحروب لتدمير الدول العربية لإعادة بناءها برؤية غربيّة وهذا المخطط مبني على إيجاد حكام يسهل السيطرة عليهم ليكونوا الذراع الخفيّة لتجديد مصالح الغرب في الشرق الأوسط.
وكيلها الشرق أوسطي
من جانيه، قال المحلل العسكري والإستراتيجي أحمد رحال إن روسيا شرطي أميركا في الشرق الأوسط، وإن التدخل في سوريا جاء بضوء أخضر منها، ومن الإسرائيليين الذين اجتمعوا مرتين مع الروس قبل التدخل.
جاء ذلك في سياق ما طرحه برنامج “الاتجاه المعاكس” في حلقة أمس الثلاثاء حول صراع أميركا وروسيا بوصفهما قوتين عظميين، أم أن موسكو تؤدي دورا وظيفيا تحت إدارة البيت الأبيض.
شدد “رحال” على أن روسيا ليست قوة عظمى، فهي الدولة التي يوجد بها 14 مليونا تحت خط الفقر، وأربعة ملايين متسول في الشوارع.
أما صناعتها العسكرية فقال إنها متهالكة حتى إن حاملة الطائرات كوزنيتسوف وصلت بصعوبة إلى سوريا، وتندر الروس قائلين “كوزنيتسوف وصلت لكن كيف ستعود؟”
وينتهي في هذه النقطة قائلا إن روسيا -التي يعادل اقتصادها اقتصاد سنغافورة- لا تستطيع تسليم الرواتب لموظفيها، وهي باختصار دولة عظمى من الدرجة الثانية كما قال باراك أوباما، أو دولة محدودة ذات قوة عسكرية كما قالت “إسرائيل”.
أما التدخل الروسي فقال إنه جاء بعد تأكد أميركا أن نظام بشار الأسد أصبح على شفير الهاوية بعد وصول جيش الفتح في أغسطس/آب 2015 إلى جبال العلويين وتقدمه في ريف حماة وحصار جيش الإسلام دمشق في معركة “الله غالب”.
وهذا كله في رأي أحمد رحال مرده إلى أن أميركا لن تغفر للشعب السوري ثورته على “عميلها” بشار الأسد.
تحالف روسي أميركي
من جهتها، قالت الكاتبة عفاف الدريدي الرميلي:”روسيا في مقاييس القوى الدولية لكنها ليست أقوى من أمريكا، هي مجرد دولة إقليمية وليست عظمى وصحيح أن لديها قوة عسكرية وترسانة هائلة، لكن مستقبل السلوك الرّوسي في الشرق الأوسط مرتبط بشكل كبير بالغرب وان لم يدعمها ستحبط؛ وبالتالي فإن ما تفعله روسيا في سوريا وغيرها لا بد أن يكون برضى أمريكا؛ وعندما لا يرضى الكبير عن الصغير يستطيع أن يوقفه بفركه أذ. ولو لم تكن أفعال روسيا في سوريا تروق للكبير الأمريكي، لما تجرأت أمريكا على افتعال الهجمة الأخيرة. ولو أننا لو أدركنا الحقيقة سنكون أحراراً عقلاءً وسوف نقرأ الأحداث القادمة ونعرف انها مؤامرة تديرها قوى خفية عنا وتحاول ان تقنعنا بان كل شيء يتم بشكل طبيعي فأقرأوا التاريخ لتعرفوا تجليات ما يحدث.”
الضوء الأخضر
وأضافت في مقال بعنوان “صراع الجبابرة” نشر بمدونات الجزيرة في 14/4/2017، :”قد قامت إيران وروسيا وحزب الله بتقديم سوريا على طبق من ذهب من أجل مخطط جديد في الشرق الأوسط فلا يمكن لروسيا مثلاً أن تدخل الساحة المصرية بهذه القوة لولا المباركة الإسرائيلية وبالتالي الأمريكية، فمصر ما زالت في الجيب الأمريكي سياسياً وعسكرياً ولاحظوا أيضاً كيف أن الأردن بات ينسق مع روسيا أكثر مما ينسق مع أمريكا وهذا لم يكن ليحدث لولا الضوء الأخضر الإسرائيلي والأمريكي بحيث تتجه مساعي روسيا لاستعادة حضورها في المنطقة وهي تعي جيداً أنه لن تحل مشكلة في العالم اليوم دون تدخل أمريكا في ذلك وقد تعززت الرؤية باعتبار إسرائيل كالجسر للانتقال بين الدولتين لتكون علاقتهما الثنائية أفضل وأكبر.”
افتعال الحروب
وحذرت “الرميلي” من أن “افتعال الحروب جزء من هذه الرؤية التّي تتمثل في تدمير الدول العربية لإعادة بناءها فيما بعد بأيد غربيّة وهذا المخطط يتم تنفيذه بالفعل من خلال افتعال الأزمات وإزاحة حكام العرب وإبدالهم بأخرين يسهل السيطرة عليهم ليكونوا الذراع الخفيّة لتجديد مصالحها واهتمامها بالشرق الأوسط وتشكيل الهويّة الأمريكيّة على الأراضي العربيّة.”
إنهاك الأمم
وترى أنه :”بات التفاهم روسي إيراني أمريكي بحتاً على إنهاك الأمم المتورطة فيها وإضعافها وإيقاعها في بحار من دمار ودموع الضحايا لإنشاء احتكارات عالمية ضخمة تدعم ثروتهم وتصوير الأحداث بشكل سيئ والمسارعة لبث رسائل تفيد بضرورة تغيير من على رأس النظام السوري وأن بشار الأسد انتهى وهو الأن خارج الصورة ولربما يلقى نفس مصير القذافي الذي التقطه الثّوار وهو في أحد الجحور فسحلوه سحلا حتى انتهى.
لا صدام
وتابعتك”صحيح أن الرئيس الروسي يحاول استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي البائدة بعقلية وأيديولوجية ومعطيات جديدة، لكنه ليس أبداً في وارد التصادم مع أمريكا في الشرق الأوسط؛ ولا نصدق أيضاً أن الروس يملؤون الفراغ الذي بدأت تتركه أمريكا في المنطقة، كما لو أن الأمريكيين انهزموا أمام الزحف الروسي فهم لا يفكرون بوضع أيّة عمليّة للسلام لاعتقادهم الجازم انه يمكن ان ينتزع حق الملكية منهم؛ والولايات المتحدة الأمريكية قلقة على احتياجاتها الامنية أكثر من بوتين ولكن ثمن ذلك هو إبقاء الروس والايرانيين بعيدين عنهم.”
*الخليج العربي