الرئيسية / أخبار / لماذا اختار ترامب الرياض في أول زيارة خارجية له؟

لماذا اختار ترامب الرياض في أول زيارة خارجية له؟

شهاب المكاحله – نيويورك

يرى الكثير من المحللين السياسيين أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تكون الرياض المحطة الأولى لرحلته الخارجية الأولى، لأهمية أولتها إدارته للقاء قيادات شرق أوسطية وجمعهم في المملكة العربية السعودية، من أجل بحث الحرب على الإرهاب ومواجهة الراديكالية والتطرف والتوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي وتحجيم الدور الإيراني في المنطقة.
ويمكن تحسس ذلك من خلال تعليقات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي قال فيها إن زيارة الرئيس الأميركي  في الـ 23 من الشهر الحالي للمملكة ستزيد التعاون بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية في التصدي للتطرف.

وترى الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الأميركية أن الزيارة التي تعد الأولى تاريخياً لرئيس أميركي إلى دولة عربية أو إسلامية في أول زيارة خارجية له تعكس أن منطقة الشرق الأوسط هي في جوهر السياسة الخارجية الأميركية هذه المرة على العكس من سياسة واشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. فمن جانبها أشارت مجلة “فورين أفيرز” أن زيارة ترامب للرياض تعكس توجها عاماً للولايات المتحدة في نهجها المستقبلي خصوصاً أنه سيلتقي مع الجانب السعودي أولاً يتبعها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ثم مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية ما يعني زيادة منظومة العمل والتنسيق ضد الإرهاب في المنطقة والعالم.

وكشفت صحيفة “واشنطن تايمز” أن ترامب سيناقش خلال زيارته “إلى السعودية ولقائه  قادة العالم الإسلامي عدة بنود أهمها إيجاد حل طويل الأمد للتطرف، واتخاذ إجراءات إضافية لوقف تمويل المنظمات المسلحة، ومواجهة تأثير إيران وتنظيم داعش، وزيادة التعاون الأمني بين دول الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن اللقاء “سيرسم ملامح مرحلة جديدة لمواجهة التطرف الذي زعزع المنطقة وزرع فيها حالة من عدم الاستقرار”.

ويرى “مركز جيوستراتيجيك ميديا” أن هذه الزيارة للرياض تعكس أن واشنطن تريد أن تقول للعالم إن المتطرفين لا يمثلون الدين الإسلامي وليس لهم علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد. وأضاف المركز: “إن قمة ترامب في الرياض مع عدد من القادة العرب وقادة العالم الإسلامي تأتي في سياق التنسيق العالي بين تلك الدول في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر إرسال رسالة بأن الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي شركاء في مكافحة التطرف”.

وترى مجلة” فورين بوليسي” أن الزيارة تهدف أساساً إلى المضي قدماً في صفقة بيع الأسلحة للرياض والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات بما فيها القنابل الموجهة وذخيرة من انتاج شركة رايثيون كورب.

وترى صحيفة “نيويورك تايمز” أن زيارة الرئيس الأميركي تأتي للتركيز على مخاطر تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً بعدما أجرى وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مقابلة تلفزيونية قبل أيام وجها فيها اللوم إلى إيران بإشعال حرب طائفية في المنطقة من أجل الهيمنة على المجتمع الإسلامي بكامله.

وقالت الصحيفة كذلك إن ترامب ومساعديه “يعدون السعودية قوة إقليمية مهمة وعلى واشنطن أن تقيم علاقات إيجابية معها لذلك فإن من أسباب اختيار الرئيس لكل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان، لتكون المحطات الأساسية لجولته كونها مراكز الرسائل السماوية الثلاث، ورغبته بذلك في تشكيل تحالف قوي ضد التطرف والعدوانية”.

ويبدو أن لقاء ترامب بالقادة الخليجيين تحديداً يصب في مواجهة إيران أما لقاؤه مع القادة العرب فيصب في الشأن السوري واحتمالية التدخل البري المحدود في الجنوب السوري، ولقاؤه مع القادة الإسلاميين فيصب في مكافحة التطرف والإرهاب.

وعلقت مجلة “نيويوركر” على الزيارة بالقول إن المملكة العربية السعودية تعول الكثير على زيارة المسؤولين الأميركيين وخصوصاً الرئيس ترامب كونه سيقدم الدعم والمساندة للرياض وحلفها ضد ايران. وأردفت أن القيادة السعودية ستسعى الى التوصل الى صيغة اتفاق مع القيادة الأميركية فيما يتعلق  بتفادي أي إجراء قانوني ضد المملكة من خلال قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب عقب قيام عدد من ذوي ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر برفع دعاوى قضائية كثيرة ضد السعودية.

كما أن الرسالة الأهم للقاء من هذا النوع هي التأكيد للجميع أن الديانات كلها براء من التطرف والإرهاب لأنها أعمال شيطانية تحيكها جماعات لا دين لها.  وهنا لا بد من الإشارة إلى العلاقات العديدة والمتشعبة ما بين الرياض وواشنطن، لذلك سيكون للمملكة دور رئيس في حل الصراع العربي الإسرائيلي من خلال إعادة فتح ملف الصراع العربي الإسرائيلي من جديد بعد طول سبات للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة وذلك بالتمسك بالمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل والتقليل من النفوذ الإيراني في المنطقة وتحجيمه، وليس مستبعداً أن يتم تشكيل حلف عربي اسلامي أميركي لمكافحة التطرف وإيران.

الغد*