أعلن الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) الأحد الإضراب عن العمل في كل أنحاء إسرائيل للضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام اتفاق مع حركة حماس بعد عثور الجيش الإسرائيلي على ست جثث لرهائن في قطاع غزة، وبعد أن باءت ضغوط الأحزاب المعارضة وجمعيات الأسرى للتوصل إلى اتفاق بالفشل.
وتعيد الحرب في غزة الهستدروت إلى الواجهة في إسرائيل حيث كان من أهم القوى ويعتبره كثيرون الحاكم من الخلف، قبل أن يسيطر اليمين والأحزاب الدينية على المشهد السياسي في البلاد.
وإذا نفذ الهستدروت تهديده ونجح الإضراب فستكون هذه أول مرة منذ عقود يعود فيها الاتحاد النقابي بهذه القوة في إسرائيل.
وقال الاتحاد الذي يمثل معظم النقابات العمالية إن الأعضاء سيضربون عن العمل اعتبارا من الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي الاثنين. وسيشمل الإضراب مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في البلاد.
ودعا رئيس أكبر اتحاد عمالي في إسرائيل أرنون بار دافيد إلى إضراب عام الاثنين للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، في وقت خرج فيه أيضا آلاف المحتجين إلى الشوارع للمطالبة بذلك.
وفي وقت سابق انتشلت إسرائيل جثث 6 رهائن من نفق في جنوب قطاع غزة، ويبدو أنهم قتلوا فيه قبيل وصول القوات الإسرائيلية، وفق ما قاله الجيش، وهو ما أثار موجة غضب وحداد في إسرائيل.
والدعوة التي أطلقها رئيس الهستدروت لإضراب عام ليوم واحد حظيت بدعم شركات صناعية كبرى في إسرائيل ورواد أعمال في قطاع التكنولوجيا المتطورة. ويمثل الهستدروت مئات الآلاف من العاملين في إسرائيل.
ويعكس موقف الاتحاد الذي يضم بعض أكثر الأصوات تأثيرا في الاقتصاد الإسرائيلي نطاق الغضب العام من مقتل الرهائن الـ6. واحتجزت حماس نحو 250 رهينة في قطاع غزة في هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
وقال بار دافيد في مؤتمر صحفي “إهمال الاقتصاد يجب أن يتوقف… يجب أن تعود إسرائيل إلى نهج منطقي… يتعين علينا التوصل إلى اتفاق (لاستعادة باقي الرهائن الأحياء). التوصل إلى اتفاق أهم من أي شيء آخر… نحصل على أكياس الجثث بدلا من اتفاق”.
ودعا جميع العاملين المدنيين للانضمام إلى الإضراب وقال إن مطار بن غوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءا من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش).
كما ستتوقف أيضا الخدمات البلدية في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، لبعض الوقت اليوم الاثنين.
وقالت رابطة المصنعين الإسرائيليين إنها تدعم الإضراب واتهمت الحكومة بالتقاعس في الاضطلاع بـ”مهمتها الأخلاقية” المتمثلة في إعادة الرهائن وهم على قيد الحياة.
وقال رون تومر رئيس الرابطة “من دون عودة الرهائن لن نستطيع إنهاء الحرب، ولن نستطيع إعادة تأهيل أنفسنا كمجتمع، ولن نستطيع بدء إعادة تأهيل الاقتصاد الإسرائيلي”.
وعبر زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، وهو رئيس وزراء سابق، عن دعمه للإضراب أيضا. وأغلق الآلاف من المحتجين طرقا الأحد في القدس وتل أبيب وتظاهروا خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال منتدى أسر الرهائن الذي يمثل ذوي بعض المحتجزين في قطاع غزة إن “قتل الرهائن الـ6 هو نتيجة مباشرة لإخفاق نتنياهو في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن”.
وأضاف في بيان “قتلوا جميعا في الأيام القليلة الماضية بعد أن ظلوا على قيد الحياة لما يقارب 11 شهرا شهدوا خلالها إساءة المعاملة والتعذيب والتجويع وهم في أسر حماس”.
ولا يزال 101 رهينة تقريبا محتجزين في قطاع غزة لكن إسرائيل تعتقد أن نحو ثلثهم لقي حتفه.
ويتمسك نتنياهو والعديد من المتشددين في حكومته وأنصارهم بمعارضة أي اتفاق لإعادة الرهائن تطلق إسرائيل بموجبه سراح فلسطينيين من سجون إسرائيلية؛ إذ يقولون إن ذلك سيساعد على إبقاء حماس في السلطة.