الرئيسية / أخبار / اوجاع جنوبية

اوجاع جنوبية

د. بسام الهلول 

– وانا افتش في اوراقي وجدت رسالة تبين فيها وكما يقول المغاربة( خُبري) بالضم اي( ساذج) naïf تماثل كلمة( نايف) ولكنها تقرأ بالامالة ناشدت وزير تعليم عال اقرأها كما شيت( شئت) تبين بعدها ان يصدق في المثل( شيحة كاتلها هم بصيرة، الناس راحلة وهي بتزبل في الطوابين) وكانت الرسالة بين أمشاج ونشيج واستصرخته ان يكون مبضعه مبضع جراح نطاسي وان لايغمد سيفه في قرابه ذلك ان بعض الجامعات تحولت الى( عزب) والى( وسايا) يوزعها الباب العالي دون معايير وانها اصبحت رسوما وطلل نستذكر فيها خطى( عبلة واسلم) وما بقي فيها ( بعر الارام) واصبحت( تكية) لمن كان من الخمسة( اللي يدفعون بالدم) وملتقى للشللية وكنت قد استنهضته ان يزور الجنوب لانها متعة سياحتها ففيها مقام جعفر وبقايا من توشيحات تاريخية تركها( الفرّار ) كي يعودوا( كررارا ) ويشارك ثغر الاردن( قهقهته) العقبة…وذكرته بما انطبع في ذاكرتنا من ارتسامات تركها طلبة الجامعات في الغرب فهؤلاء طلبة جامعة اكسفورد يهشمون رأس تمثال تاجر العبيد( ادوارد كولستون وروبرت ميليجان ونستون تشرشل وازالة تمثال سيسيل رودس الشهير بمهندس الفصل العنصري ومليون كوامن الذي ارتبط اسمه بالإبقاء على تجارة العبيد.يسمونها في عرفنا ( العنف الجامعي) علما بانها ( مهارات يكتسبها الطلبة بالتمرين لاسقاط الهرم مع رأسه)
– [ ] وهاهم طلبة امريكا حيث الاكثر استهدافا لتمثال كريستوفر كولمبوس فقد أزيل تمثاله مع رأسه وفي بلجيكا ازيلت مظاهر العنصرية والاستبداد هكذا يكتب الطلبة تاريخهم خاصة عند من يتولاها حملة درجات علمية بحق لا تزويرا و وتدليسا ولم يحصلوا على ترقياتهم ببطاقة( ابشر) حتى اصبحت تزاحم محطات الوقود( المناصير) وبأنفاس رجال زكنوا العلم بالمدارسة والمجاهدة لا بأنفاس ( المال.. السياسي) هؤلاء هم الطلبة الذين يستحقون بجدارة ترفع لهم اشارة( V),والذين سهرت جامعاتهم على ايادي تعلمت وتمدرست النقد البناء لا التلقين ولم يكن زادهم كراسات هزيلة تباع على بوابة الجامعات ولا على يد دكتور لا يميز بين التاء المبسوطة والمقبوضة ومما زاد الطين بلّة يطالع طلبته بعامية مفرطة كانه لم يبرح( مبرك بعيره وعطن غنمه ومن طريق ماتناهى إلى مسمعي ان طالبا سرق كراسته ولما جاء ليفتش عنها لم يجدها فما كان منه ان اعتذر لطلبته بأن صداعا صح رإسه وخرج ولم يعقب وضجت القاعة قهقهة شيّع بها هذا العالم النحرير.. ان ما شاهدته في جامعات زرتها في الغرب وما شاهدته من الريبوت الذي يقوم بتوزيع البريد من بين ردهات الجامعات وماشاهدته من سلوك طلبة علم لجدير بان ترفع لهم القبعات فهم الجدر حقا لمنعتهم يطيحون برأس الفساد
– [ ] لقد ذهبت رسالتي ادراج الرياح وضاع الصوت في شقوق صخور الجنوب ووعرها ففهمت بعدها( انفخ ياشريم ما في براطم) ووهج لايلبث ان ينوس
– [ ] واذ بي اسمع صوت امي ان ياولدي لاتجزع ولا تذهب النفس حسرات غدا سنركب حمارنا كي تشكو بثك وحزنك الى( الكريدي)…ذكرتني ياولدي عندما كنت في الاول الابتدائي وكان عليك من الأعداد عصيا رقم( v. ولازال مسمعها هنا في صماخ الآذن عندما اركبتني حمارنا حاجّين من على متنه وقاصدين ( الكريدي) ولا زلت اذكر عندما نظر بقطعة( العشرة) قروش ليستطلع نبأ ( الرقم النحس) فذهلت ( بصير) اي فقد حبيبتيه يستطلع خبيء الايام ونحسها وسعدها. وهل من سبأ بنبأ وبعد ان بسر ونظر تناول كما يقول المغاربة ورقة( الكاغد) وكتب حروفا اقرب إلى الرسم حجابا اعلقه على صدري وامتطينا متن حمارنا ميممين قريتنا واسمع منها تمتمات كانها تقرا بفنجان قهوتها
– [x] تتأمل فنجاني المقلوب 
قالت: 
يا ولدي.. لا تحزن 
فالحب عليك هو المكتوب 
يا ولدي، 
قد مات شهيداً 
من مات على دين المحبوب 
فنجانك دنيا مرعبةٌ 
وحياتك أسفارٌ وحروب.. 
ستحب كثيراً يا ولدي.. 
وتموت كثيراً يا ولدي 
وستعشق كل نساء الأرض.. 
وترجع كالملك المغصوب ….
– [ ] في الخالدين ياامي وعلى تربتك السلام

الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني