قالت صحيفة “ذا وول ستريت جورنال” الأمريكية (The Wall Street Journal) إن إدارة الرئيس جو بايدن لديها ثلاث خيارات للرد على إيران، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة “البرج 22” العسكرية شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري.
الصحيفة أوضحت، في تقرير أن هذه الخبارات هي: توجيه ضربة مباشرة ضد إيران، وضرب الجماعات الموالية لها أو أهداف وأفراد إيرايين في الخارج، وأخيرا زيادة الضغوط المالية على اقتصاد طهران المنهك.
وأعلنت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في 29 يناير الجاري، أن هجوم “لبرج 22” يحمل بصمة “كتائب حزب الله العراقية”، وهي جماعة مسلحة شيعية، لكن واشنطن لم تقم بإجراء “تقييم نهائي”.
وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، شنت جماعات موالية لطهران، بينها “حزب الله” في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات خلّفت قتلى.
ضربة مباشرة
وبالنسبة للخيار الأول، قالت الصحيفة إن “توجيه ضربة أمريكية مباشرة إلى الأراضي الإيرانية، وهو ما يدعو إليه بعض الجمهورون، سيكون أمرا غير مسبوق”.
ولفتت إلى أن “إدارة (الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد) ريجان هاجمت سفنا إيرانية ومنصات نفط البحرية؛ ردا على انفجار سفينة حربية أمريكية إثر اصطدامها بلغم زرعته طهران، لكن الجيش الأمريكي لم يهاجم أهدافا داخل إيران”.
وهذا الهجوم شنته إدارة ريجان في 14 أبريل/ نيسان 1988، وأطلقت عليه اسم ” Praying Mantis”، وهي حشرة “السرعوف” المعروفة عربيا باسم “فرس النبي”.
وقال الجمهوري روجر ويكر، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: “يجب أن نرد على هجمات إيران ووكلائها المتكررة بتوجيه ضربات مباشرة ضد الأهداف الإيرانية وقيادتها”.
“لكن الضربات المباشرة على إيران تخاطر بإثارة حرب إقليمية شاملة، وهو ما يقول البيت الأبيض إنه حريص على تجنبه”، وفقا للصحيفة.
“محور المقاومة”
والخيار الثاني أمام واشنطن، بحسب الصحيفة، هو “أن تستهدف ما يُسمى “محور المقاومة” الإيراني وشبكات وكلائها في جميع أنحاء المنطقة”.
وتابعت: يمكن مثلا ضرب أفراد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في سوريا والعراق واليمن، أو ضرب السفن الإيرانية في البحر، أو شن هجوم كبير على الميليشيا المسؤولة عن الهجوم”.
ومن أبرز العمليات الأمريكية السابقة ضمن هذا الخيار، هو اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في غارة جوية بطائرة بدون طيار ببغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
وتوقع المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط الإيراني، المقرب من الحكومة، أن الأمريكيين “سيهاجمون وكلاء إيران في العراق”، محذرا من أن مثل هذه الضربات “ستغذي دائرة من الانتقام قد تخرج عن نطاق السيطرة”.
وقال مستشار مخابراتي أمريكي للصحيفة إن الحرس الثوري ووكلائه في سوريا على رأس قائمة الضربات الأمريكية، ويتم رصد تحركاتهم بواسطة طائرات بدون طيار وأقمار اصطناعية.
عقوبات إضافية
“فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران أشد مما فرضته على أي اقتصاد في العالم، لكن يوجد مجال لمواصلة المزيد من الإجراءات الاقتصادية ضدها”، كما زادت الصحيفة.
وأضافت أن “الهدف من العقوبات الأمريكية الحالية هو الضغط على طهران لحملها على الامتثال في ما يخص برنامجيها النووي والصاروخي، والحد من قدرتها على تمويل عدم الاستقرار الإقليمي عبر وكلاء مسلحين”.
واستدركت الصحيفة: لكن “مع ذلك، قام النظام بتطوير نظام تجاري وتمويلي دولي يساعد على عزل اقتصاده عن هذه التدابير المالية”.
ويقول بعض المشرعين ومسؤولي الأمن الأمريكيين السابقين إن الولايات المتحدة يمكن أن تكثف تطبيق العقوبات الحالية، وخاصة تعطيل مبيعات الطاقة وفرض عقوبات على الشركات والبنوك الأجنبية التي تساعد إيران، ويشمل ذلك كيانات في الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.