اعتبرت مجلة نيوزويك الأمريكية أن عملية الانسحاب الأكبر منذ ما يقرب من 3 أشهر للقوات الإسرائيلية من غزة، يؤشر بمسار عسكري مختلف يتجاوز حماس والقطاع، وربما يصل إلى حرب إقليمية موسعة.
وذكرت المجلة أن إسرائيل ربما تستعد لحرب من خلال عملية السحب للآلاف من جنودها من أجل التحضير لخوض عملية عسكرية إقليمية موسعة على عدة جبهات.
وأشارت إلى أن إسرائيل ربما تريد تعزيز الحدود الشمالية في حالة تصاعد الحرب لتشمل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، وقد ظهرت التكهنات حول تدخل حزب الله في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مباشرة بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول احتمالية استخدام الحزب لذخائر موجهة بدقة لضرب إسرائيل، وناقش فيما إذا كانت القبة الحديدية أو أساليب أُخرى قادرة على صد تلك الهجمات.
والإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي إعادة نشر آلاف الجنود، وإعادة عدد من جنود الاحتياط من لوائين إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع، فضلًا عن إلحاق جنود من ثلاثة ألوية أخرى بالتدريب.
ونقلت المجلة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله، إن “الخطوة قد تخفف بشكل كبير الأعباء الاقتصادية وتمكن الجنود من استجماع قواهم للأنشطة القادمة في 2024، حيث سيستمر القتال وستظل هناك حاجة إلى خدماتهم”.
وأشار إلى أن “هذه التكتيكات من شأنها أن تضمن التخطيط والتحضير الفعالين لاستمرار العمليات في 2024”.
وأفادت إسرائيل أنها قتلت 8 آلاف من مقاتلي حركة المقاومة الفلسطينية حماس، منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، دون تقديم أدلة، بينما تم تهجير حوالي 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
والأحد، قال دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لوسائل الإعلام إن “القتال المطول ضد حماس وغيرها من الخصوم المحتملين قد يستمر على مدار عام 2024.”
وفي سياق آخر، ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكالمة أجراها مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت الجهود المستمرة للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، بالإضافة إلى توفير مستويات متزايدة من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقال داني دانون، عضو الكنيست وسفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، لزملائه أعضاء حزب الليكود إن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل بعض اللوم عن الانتشار العسكري المعلن عنه حديثًا.
وقال دانون لمجلة نيوزويك: “إن مكاسب إسرائيل من الحرب تتعرض للخطر بسبب الضغوط الأمريكية”.
وأضاف “إن الاستسلام لهذا الضغط لا يؤدي إلى تحقيق أهداف الحرب؛ فهو لن يضمن إطلاق سراح رهائننا ولا هزيمة حماس. وإذا أدركت حماس أن إسرائيل ستوقف عملياتها بغض النظر عن ذلك، فما هو الحافز الذي لديهم للتفاوض؟”
وتابع دانون: “لقد قمتم بقيادة البلاد في بداية الحرب بإصرار ووضوح وقوة، وكانت النتائج ملموسة. يجب أن نحافظ على هذا الزخم. الرسالة التي يتم نقلها حاليًا إلى [زعيم حماس والمسؤول الفلسطيني يحيى] السنوار حول “انسحاب قواتنا أمر مؤات للغاية.”