غزّة بين الهوامل والشوامل

د. بسام الهلول

رد جواب فيمن أحدثوا على أنفسهم وهم يطالبون بمحاكمة (القسام). العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوصه

ربّ سائل لم هدا الغريب من القول؟ وما معنى هذا الإغراب؟

ولكي يستقيم الخطاب على مزاجه وطبعه اقول: الهوامل من الإبل هي التي تترك في سومها على وجوهها كي ترعى او يهملها صاحبها للرعي.

واما (الشوامل) حيوانات يستعان بها لضبط الإبل (الهوامل) فتجمعها. كما يقول (مسكويه) وهو من أعلام العربية

وفيما هو رد جواب مني على واحد من هذه (الهوامل) الذي يترك كي يسوم ما يشاء من غريب القول وما يصدره. ويصدرونه   من احكام جزافا ومفردتها(هامل).. ولعل جوابي هذا (الشامل) الذي يجمع ما قاله من حطة في القول والحكم..

ايها (الهامل). واقصد الإفراد من (الهوامل) لا ما ينصرف اليه من فهم للعامة عندنا اي ( الداشر) وهذا ما يترفع عنه القول وينبو عنه  امتثالا ( واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما..

ايها (الهامل)…يا رعاك الله ثمة فرق بين العجلة والسرعة ولا مجال لشرحها وإذا اردت الاستزادة فارجع الى مضانها في المعجم.

ايها (الهامل)؛ هل يجب ان يكون بين كل لفظتين إذا تواقعتا على معنى وتعاورتا غرضا ثمة فرق؟ وهل يشتمل السرور والحبور، والبهجة والغبطة والجذل والفرح والارتياح والبجح على معنى واحد او على معان مختلفة؟ خذ على هذا، فان بابه طويل. وفي المقابل هل تجتمع الخساسة والعهر والدياثة لنجمة الشاشة او نجم شاشة

وتسقط عنها إذا سميت بهذا اللقب

وهل إذا ألصق اسمه في حركة تحرر وهو وألغ إلى اذنيه عمالة لا يرد يد لامس من حامل للتلمود او التوراة  او ما يطلق عليه في مصادرنا الصناعية ( الاخرائيلي)  كنطقهم  ( الحاء) ( خاءً ) فذهبت( حبيبي) مثلا في التقعيد ( خبيبي) كما ورد عند الرفيق ( الفقراني) في معجمه

للخلاص من تبعة القول وعهدته

قال الاعرابي: لما كنا نحتاج الى ضبط الكلمة نضرب في سبيلها (اكباد الابل) كي يتحقق فينا شرط التحمل عند الأداء . لقد اعد الله للإنسان الة هي اكثر الأعضاء حركة وأوسعها قدرة على التصرف ووضعها في طريق الصوت وصفا موافقا لتقطيع ما يخرج منه مع (النفس) ملائما لسائر الكلام مما جعلها اجود الأعضاء باستعمال انواع الحركات المظهرة لأجناس الاصوات كما يقول (  مسكويه) العالم اللغوي

ياهذا.. لولا علمي بفطانتك ومعرفتك وسرعة تطلعك لفهمك لتكلفت معك لك الفرق بين ماتقوله وما عليه حالك وحال كما تقول المغاربة (رباعتك) في حق رجال من القسام واخوته رجال غزة العزة..لتكلفت لك الفرق بين ( الثائر والخائن)  وتكلفت  معك  المفارقة بين الحر والعبد ، وبين نزيل( البورديل ) في ( تل ابيب) ويافا   يوم حط بها الركاب

   وتمطر عارضها ودجى منها السحاب وحيفا واخرى لانعلمها  ولتكفلت  معك الفرق بين الخمر والشراب والراح والقهوة وبين السيف والقرطاس والحسان والصمصام…

ايها (الهامل)…انت بحاجة وجمعك من(الهوامل) الى ( شوامل) تجمع الشتيت من رهطك.

ايها الهامل، استمع واليك

يا فؤادي رحم الله الهوى كانت فتحا من الصروح أضحت خيالا فهوى ما قدر هذه الثورات ينضجها الاحرار بجلودهم وحصيات قدرهم من حرة رجلاء يدفعون غاليهم قبل رخيصهم ويكابدون عدوهم تتسربل ثيابهم بدمهم وبعد ان يقضون ردحا من أزمانهم كفاحا وجهادا وما هي إلا ساعة يقترب فيها بدو بيدرهم    تاخذهم سنة من نوم تتقدم حثالة بل حفنة ممن رضعوا العمالة فيسألون جهدهم ان يقترب الجني يغشيهم النعاس امنة منه نعاس يغشيها الله غزة

كم يدعي الفضل ناقص…!!!

تتداعى المعاني حيال نفر وأنفار   يتوعدون   حماس وإخوتهم بالمحاسبة!!!!! لانها لم تلغ مثلك في انية الاخرائيلي في حانات (ليفني )   و( النتن) وانها انفت من ان تصافح عدو امتها وانبرت لترد عن الامة غائلة الاخرائيلي  وآخرين من دونهم وهي تسطر مجدا لامتها في مقارعة الظلم والبغي والعدوان  ولتقوم بدور( المثاغرة) على تخوم حمى الامة

يااااااهذا..

هل يستوي. من يتسكع في ازقة تل ابيب.  ويصافح قتلة الانبياء !!!!!، ايستوي …من كان يخضب يده في الحناء كربات الحجول فيمن خضب نحره بدم عدوه!!!!.. ايستوي مع من يخضب خده بدموعه…!!!

ايستوي من يتعب خيله في باطل مع من خيله يوم الصبيحة تتعب

أيستوي من كان ريح العبير له عبق مع من عبيره  رهج السيوف والغبار الأطيب!!!!!

 ايستوي من كان غبار خيل الله في انفه فيمن علت هامته من غبار الحانات!!!!

 ياهذا ولقد أتاهم مِنْ مَقالِ نبيِّهم                    قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ

–  هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ فيهم                    ليس الشَّهيدُ   ياهذا بميِّتٍ لا يُكْذَبُ…  لاعجب يا هذا. . اننا أدركنا معك (كلام النبوة الأولى (إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). .. يذكرني هذا المخلوق بما ورد في تراث القص والحكاية من ان غرابا اتفق مع الثعلب ان يشتركا في زراعة الارض على ان يرقد الغراب في ظل صخرة متفيأ ظلالها والغراب يحصد وعرقه من حرارة الصيف اللاهب يتصبب من جبينه وكلما ناداه الغراب واستغاثه ليقتسم معه الجهد والنصب صاح الغراب في وجهه قائلا له إذا تركت الصخرة فإننا لن نأمن سقوطها ونموت الاثنان ويموت الصغار من خلفنا وتضيع الزوجات ولا معيل لهن.. وبقي على هذه الحال (ابو الحصين) إلى ان اكتشف امره وفضح سره.. لعمري ان غزة (الكاشفة)..وهي تقول ( ليس لها من بعد الله كاشفة)..

ايهذا  كفاك انت ورهطك ،  اصابع في اعصاب غزة العارية

   ورغم ذلك فهي ( المثاغرة)…و( المثاغرة غزة )  وهي ( الشوامل) كي ترد شتيت( الهوامل) منكموا

د. الهلول كاتب ومفكر اردني