د. بسام الهلول
ومضة تشعل ظلمة التوابيت
مقابس بين يدي حميّة فتى من مصر عمرو بن العاص
( جئت اليك مدفونا ،
وأنوء بضحكة السلطان
، وبؤس الفجر في عربستان والخلجان
وصمت الربان
ابحر في خرائب ام القرى
وطور سيناء
وليل من صريف الموت
قص جوانح الخيام..
تصبين القبور
وتشربين فتظمأ الصحراء
، ظمئت والردى فيك
فأين وجوهنا منك ياغزة
، فوقف مستنهضا: «أما فيكم أحد يقْدِم فيحدث لنا نقباً في هذا الحصن؟»فتقدم ملثم، وألقى بنفسه على الحصن، واحتمل ما احتمل من أخطار وآلام، حتى أحدث في الحصن نقباً كان سبباً في فتح المدينة انذاك . يقال ليس من الصواب ان نبحث عن النظم ، بل عن العوامل الإنسانية المتمثلة في عجز وخور الرجال عن تطبيق مواهبهم على هذا التراب..فماذا تقول حيال عقل سياسي محض في أقطارنا والذي لازال رهين محبسه من ( المنذرة ) و ( الغسونة) مثلهم كمثل من سقطت على رأسه التفاحة فلما لقيت رأس نيوتن تحولت إلى قانون في حين اكلها غيره فتحولت ( ارواثا ) وهي المهام الجسام كذلك والأفكار العظام عندما تسقط على غير روؤس اصحابها
مثلها كمثل الكرامة ونجدة الصريخ سقطت على روؤس ساستنا فتحولت ارواثا ، تلقفها فتى مصري وله من اسمه نصيب اذ راعه مايحدث لاخوته في غزة من جوع ومخمصة ، اخذته الحمية فما كان منه إلا ان احدث( نقبا) في الجدار من جدر غزة والتي منع منها أطفالها الخبز وبدأ يدخل الارغفة ليتلقفها طفل غزي على الشطر الاخر وكله فخر ان ادخل الف رغيف في حين قصرت همم الساسة لم يستطيعوا ادخال ما قدر عليه الصبي ( فهد) ياله من فهد امتثل في عالم كله من ابناء أوى
لعمري انه عظيم مصر مشهد يستدعي السبابة والوسطى في حضرتهم
ايها الفتى؛
، اي عشوة نبضت بقلبك في دم هذه الصحراء واي ومضة تشعل ظلمة هذه التوابيت
لعمري ايها الفتى المصري؛
في هذا الليل البهيم والذي يشكو من( بُهمة) الساسي .. صدق فيهم وبرمزيته الشاعر المغربي احمد بو زفور في (ذاكرة من رماد)
كان ياماكان في قديم الزمان كانت العرجاء تقفز فوق الجدران، والعوراء تخيط الكتان. والطرشا تسمع الخبر اين ما كان.
قالت الطرشا: سمعت وقع حوافر الخيل مرت من هنا ، والعوراء : أنا عددتهم سبعة، والعرجاء قالت( احزموا امركم نلحقهم.)
وحين لحقناهم لم نجد خيلا
لم نجد غير اطفال ترتعد فرائصهم من البرد يمدون أبصارهم إلى الغابة في الظلام…
قالت الاشجار: ماتت الام
قالت الأحجار: ومات الاب
قالت البوم: لايرضى الاطفال الظلم
وصاح الثلاثة كم هي الحياة هنا في غزة حارة
أشجار الغابة هنا حبلى، وأحجار الغابة ثكلى، وتعالى الصوت منهم جميعا ( الاخوة حارة)
صاحت الاخت اين اخوتي قالت لها المرأة تلك نار اخوتك فأسرعي اليهم
ولما دنت من تلك الناروجدت اخوتها
ولما قصت عليهم القصص وما جرى لها من اهوال احتفوا بها وحكوا لها ما جرى لهم من اهوال
قام الأقوى أنا عريسها الليلة وقال الثاني أنا حبيبها وانا الثالث اتركوها تختار فصاحت بهم جميعا أنا اختكم ويحكم!!! فقالوا جميعا لا تتعلقي بالمحال فلابد للنساء من الرجال
وبينا هم كذلك تشاجروا جميعا من يعاشرها وما كان من كبيرهم ان قام اليهم فضربهم بهراوات وهربوا. ومن ثم اخذها الاكبر ولكنها اثرت الموت فانتحرت رغم بكائها وهي تستصرخهم( أنا اختكم) ويحكم ولما احسوا بخطيئتهم قاموا جميعا فدفنوها وأقاموا عليها قبة خضراء
وقدموا لها النذور وكانوا إذا التقوا قالوا انما نحن اخوة..واذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم، انما نحن مستهزوؤن..
– [ ] ياايتها الاشجار والحجار والبوم : الموت حاّرة..
– [ ] ويارجال البلاد سكان الأضرحة اجتمعوا في قمة جبل شامخ وتداركوا امر الارض،والزمن الفاسد والجبل الماسخ لن تقبل لكم غزة يوم قيامتكم شفاعة. ذلك ان المكارم رحلت لبغيتها.
فلّست يائسا من تربة ارض الكنانة
فكنانة ولادة ياولدي
د. الهلول كاتب ومفكر اردني