قد يصل قريبا القمح الأردني وبكميات كبيرة تدلل على الثقة بالمخزون الاستراتيجي الذاتي إلى الضفة الغربية تحديدا وفقا لما أعلنه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عصر الأحد تنفيذا للتوجيهات الملكية العليا.
اتخذ مجلس الوزراء الأردني قرارا صودق عليه بتخصيص 45 ألف طن من مادة القمح الاستراتيجية لأهل الضفة الغربية حصرا وبدا لافتا أن القمح الأردني الذي تم تخصيصه وسيصل قريبا ترافقه 7 شاحنات كبيرة تحمل الأدوية والأجهزة الطبية.
لفت النظر الخصاونة وهو يربط هذه الشحنة من المساعدات بالضفة الغربية تحديدا فيما أشار لاحقا إلى أن المساعدات الأردنية لأهل قطاع غزة بهدف التضامن معهم متواصلة ومستمرة.
سياسيا ما يبدو عليه الإعلان عن القمح والمستلزمات الصحية لأهالي الضفة الغربية خطوة تنفيذية وإجرائية تلتزم بما أعلنه الملك عبد الله الثاني سابقا وفي مقر القوات المسلحة عندما كلف جميع مؤسسات بلاده بتعزيز صمود الفلسطيني على أرضه.
مسالة ملء فراغ الاحتياجات الأساسية في ظل العدوان الإسرائيلي تصبح رسالة سياسية أعمق في استراتيجية الأردن المضادة لبرامج التهجير وما يقوله الجانب الأردني ضمنا في السياق السياسي هنا إن المملكة بدأت تستشعر نقص الاحتياجات الأساسية عند أهل الضفة الغربية لا بل لديها استعداد سريع لتلبيتها.
طبعا سبق أن وصلت تقارير للحكومة الأردنية عن أزمة مواد غذائية في الضفة الغربية وأزمة أخرى في سلاسل توريد الأدوية والمستلزمات للمستشفيات جراء الإغلاق الإسرائيلي الشامل الذي أعاق التنقل والحركة وانتهى بمنع أكثر من 320 ألف فلسطيني عامل في الكيان الإسرائيلي من الرزق والعمل.
الخطوة الحكومية الأردنية في غاية الأهمية وما توحي به في الأعماق أن الدولة الأردنية على تماس وتتواصل وتستطيع رغم الأزمة الاقتصادية المحلية تلبية احتياجات مهمة في إطار برنامج أشمل لدعم وتعزيز صمود الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية.
تحرص مؤسسات السيادة الأردنية بوضوح على رسائلها في السياق لأن المساعدات الإغاثية لأهالي قطاع غزة متكدسة الآن عند معبر رفح بكميات كبيرة لا بل دخل بعضها للقطاع.
ولأن الأوامر العليا صدرت مبكرا لبقاء المستشفى الميداني العسكري الأردني قائما بواجباته في القطاع تحت قصف العدوان وهي أوامر تعلم “القدس العربي” أنها صدرت من أعلى المرجعيات رغم قصف مناطق قريبة من المستشفى العسكري مرتين على الأقل، حيث يعمل 184 كادرا من الخدمات الطبية الأردنية العسكرية أصبح مصيرهم مثل مصير أبناء القطاع.
تلك جزئية وردت في بيان عسكري جديد مساء الأحد أيضا. حذر البيان الأردنيين من تناول وتداول الشائعات التي تتحدث عن استخدام مطاراتهم من قبل الجيش الأمريكي في نقل ذخائر ومعدات للجيش الإسرائيلي.
نفى البيان العسكري الأردني ذلك بشدة، مؤكدا بأن مطارات وإمكانات سلاح الجو الأردني تستخدم في مهمة واحدة الآن وهي إغاثة أهل غزة وتعزيز صمودهم والحرص على ديمومة واجبات المستشفى الميداني العسكري في القطاع.