الرئيسية / أخبار / 4 عوامل تقود لحرب بقيادة إيرانية.. هل استعدت إسرائيل؟

4 عوامل تقود لحرب بقيادة إيرانية.. هل استعدت إسرائيل؟

دولة إسرائيل اليوم في ذروة موجة إرهاب متصاعدة منذ زمن، لكن من تحت حافة الحرب. الإحباطات والنشاطات العملياتية لا تدرك وتيرة الإخطارات (200 في اليوم، جنون) والعمليات في الجبهات المختلفة. في ذروة معركة متعددة الساحات، يعمل الجيش الإسرائيلي بحكمة عظيمة ويتصدى في معركة مركبة ومتفجرة وذات احتمال اشتعال فوري في واحدة من الساحات أو فيها جميعاً. أي حدث صغير قد يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى معركة شاملة.
هذه الأحداث ليست صدفة، وتبدو منسقة ومتزامنة مع إيران. يتصرف الجيش الإسرائيلي على نحو صائب كي لا ينجر إلى معركة شاملة، لكن الأحداث تتأثر بسياقات عالمية وإقليمية وداخلية، ويمكن عرضها كأربعة عوامل تعمل على إسرائيل وتقرب إمكانية الحرب:
العامل الدولي، ويتعلق بأعمال وأحداث تقوم بها القوى العظمى وغيرها من الدول التي تؤثر على اللاعبين المركزيين في منطقتنا. من جهة، فإن تقارب “محور الشر” (روسيا، إيران، الصين وكوريا الشمالية) يتيح لإيران التقدم في مسألة النووي وإثارة الإرهاب وعدم الاستقرار. وبالمقابل، مسيرة السلام مع السعودية (والتي ليس واضحاً إذا ما ستصل إلى نهايتها) هي حدث دراماتيكي ذو آثار عالمية وإقليمية. لكنها تشجع أيضاً نشاطاً معادياً لجهات عديدة لتشويشها وللمس بإسرائيل.
العامل الأمني، وهذا يتناول تهديدات ونشاطات منظمات الإرهاب. تعاظم التهديدات والنشاطات المعادية ينبع سواء من العامل الأول أو عما يجري عندنا (العامل رقم 3). على حد رأيهم، ضعفت إسرائيل في السنة الأخيرة، وفتحت نافذة فرص لتحقيق أحلامهم القديمة – الجديدة. أما في الساحة الشمالية، فيغير نصر الله الاتجاه عقب حدث المسيرات نحو طوافة كريش (تموز 2022) وينتقل من الحذر إلى الغرور والاستفزاز، ويأخذ مخاطرات ويخرج إلى سلسلة أحداث قاسية؛ جبهة “يهودا والسامرة” تشتعل فترة طويلة. السلطة الفلسطينية تستصعب/لا تستطيع/لا تريد التصدي للواقع وتستعد لليوم التالي لأبو مازن، ويبدو أن الحملات الموضعية استنفدت نفسها؛ في حين حرصت غزة على البقاء خارج دوائر العنف، لكنها في الأيام الأخيرة تغير الاتجاه من خلال أعمال إخلال قاسية على الحدود.
العامل الداخلي الإسرائيلي – اليهودي، وهذا يتناول عموم النشاطات حول الإصلاح القضائي/الانقلاب النظامي والاحتجاج الذي لا ينتهي، والخطير في نظري هو إدخال الجيش إلى الجدال السياسي، مما أدى إلى مس شديد بأمن إسرائيل وبالجيش نفسه.
العامل الداخلي الإسرائيلي – عرب إسرائيل، وهو يتناول الجريمة ومشاكل الحوكمة في النقب والجليل. كميات الوسائل القتالية في الوسط مجنونة، وواضح للجميع أن هذه الأعمال ستوجه في وقت ما بكل قوتها نحو إسرائيل.
في هذه الأيام، يحيي شعب إسرائيل 50 سنة على حرب يوم الغفران، ومنه نتناول ثلاثة دروس ذات صلة شديدة منذئذ واليوم أيضاً: أولاً، مسألة المبادرة والضربة المسبقة، وهي مسألة تستوجب تفكيراً عميقاً؛ ثانياً، يتفق الجميع بأن الروح هي التي انتصرت في الحرب، ويجدر بنا ان نهتم بها أكثر خصوصاً في ضوء الواقع؛ وأخيراً، أحد استنتاجات لجنة اغرانات، هو توسيع وحدات الجيش البري. دون الدخول إلى التفاصيل والأعداد، يعمل الجيش الإسرائيلي في مسيرة معاكسة في السنوات الأخيرة. فهل حجم القوات البرية مناسب لحرب كبيرة متعددة الساحات؟ كما هو معروف، لا مكان للضعفاء في الشرق الأوسط. اللغة هنا هي لغة القوة، والاختبار في الأفعال في نهاية الأمر وليس في الأقوال.
العميد احتياط موشيه ميدام