د. بسام الهلول
– ايمكن في أقصى الاحتمال او في ابعد حال ان يضبح المكان !؟فيما وراء موسيقى الحروف معانٍ ترتقي الى مقام، حيث الذكرى مقام للتداول نستوطنه كمفهوم لم يفت أوانه او اعاد تصييره او (رسكلته)..كما هو المفهوم في حاضرنا اي اعادة تدوير للذكرى لتمس متعلقا شجريا عاموديا كي نخلص من حالة الوعي بالاقتران والمجاورة الى نهج بالصنعة .احتقبت خلالها خلاصات لم تنقطع عن مشيمتها. خلاصة تجارب مثقلات بالعبر والمثلات كان منها مراتع الصبا والشباب كالجامعة الاردنية وجامعة القرويين بالمغرب وجامعة الزيتونة بتونس وبغداد وفرنسا ومحاضرات في السوربون واكاديمية ليون ومفردات الدكتوراة من ارض تلمسان ولا زال رجع الصدى وتصويتات فيلسوفنا رشدي فكار الذي رشح لجائزة نوبل ولداته سورديل ونيكتا اليسيف وعلامة المنطق الزهراوي وابن تاويت بطنجة والهلالي الفيلسوف وحافظة المخطوطات المغربية المنوني والنجار التونسي والجابري المغربي …ومحمد عزيز الحبابي زوج فاطمة المرنيسي ..معاني ومغاني ترتقي الى مقام وما تركته حروفهم واقلامهم في النفس من ايقاع ووقع…وانا المتبتل نسكا بين اياديهم ..مقامات للتداول تستوطنها ( الانا).كي اتجذر في الحشد واقتات قوتهم…. او نكون بقدر ما نوجد او نوجد بقدر مانكون…ساهر اغفو…اذكر العهد مرة واصحو…واذا مالتأم جرح…جد في التذكار جرح…
– مؤهلات مطلوبة كي اكون…محايثا اجتماعيا…او مفارقا خلاصيا..لعل الحسن يبلغ بي منتاه…
وحيث الامتحان عسير للجيب حيال متلق في الثانوية والمكان كلية الشهيد فيصل الثاني ومكان سكناي ( هامشي يزعم اوان ترجله )..لم يكن ايامها بل من احايينها( القرش)..يخافوا كخيفتي( القرش)..في البحر
حداؤنا..يا سفير وقف طلعنا…بدنا نشوف رفيق الروح…واجرك ما معنا…واجرة ما معنا..
نطرنا محبوب القلب والمشوار بعيد…وتعلو صيحاتنا وكلنا رجاء …وقف وقف …طلعنا…
لعمري انه وجود ( غفل)..يتوق مطاولة اعناق( الانا)..و( النحن)
لم تكن اذ ذاك( كلية الشهيد..محفلا للدرس والتحصيل وتخضع لشرطه..بل كانت مسرحا تعلمنا فيها ( حمل الممكنات)..واضفت مقاما محمودا ومفتاحا امينا لكثير من لغوناتنا واستيطانا لانجاز مكبوت ومنسي كي نتذوق حلاوة عرفانه رغم ما تكابده ( الانا)..من محاولة لمحوها ووشيكها يتصدره( المحو والنفي)..كثير منا كان يتابع فصول ماضيه وحاضره تحت اديم من سمائه الا انني تعلمت معها كيف اصنع تاريخا لقريتي وبلدتي…
كانت ساعات المكتبة بالنسبة لي ملاذا لان الفقر ( اهتظمني خشية ان اسقط في امتحان جيبني…ويا لبراءتي كنت احسب ان الدبلوم هو غاية الدرجات العلمية عندما صفعني معلم الانجليزية لأنني لم استطع اكمل ترجمة قصيدة ( رعمسيس).. لشكسبير بالانجليزية ونادى بأعلى صوته شدوه المعهود(سلمون)..وما كنا ندري ما سلمون واذ بها (حانة)..كان يرتادها قبالة ( مطعم فؤاد)..مهوى من كان في جيبه( قرشا)..هم يأتدمون ساندويشه يقرشهم وانا لي مشغلة مع ذلك( القرش)..او( الشارك)..( الفقر والعوز)..كنت اتلهى ريثما اعود الى( خبزي الحافي)..وما كنت احسبها رواية لذلك الشقي pain Nu الذي لفيته يبحث عن سيجارة من نوع( جولواز ).. الغجرية وهي اصول الفرنصيص في ميناء طنجة لياخذنا المضيق. مضيق جبل (طار)…اي طارق قسمة الجغرافيا العربية ان تطير كثيرا من نهاياتها الى (بلاد ( الجولوا.
ومن صفعة ( صاحب سلمون)..الى صفعة وركلة( المعلم عارف مقدادي).. عندما وجدني اناقشه في افضلية شعر الجاهلية على شعر بني العباس…لفحولته وما جاء نتاجا بعده الا انه القح بذاك فهل يستويان مثلا. وتأخذنا سفينة الايام واذ بي ذات يوم امام مفتش اللغة العربية وكان الدرس لمعلمي واستاذي رحمه الله عارف ليشرح امامه ماكتبه (عزيز أباظة)..قيس ولبنى
وكان المفتش صحبة مدير الشهيد فيصل فوقف عند مشهد ما فرفعت اصبعي محتجا با ن هذه الابيات ( منحولة).. الامر الذي يطرح إشكالية (النحل في الشعر العربي)..لمرجليوث وطلب مني المفتش ان اكمل النظرية…كفيلة هذه الحادثة ان تعيد صوابية معلمي عارف الذي كان لايصدق محمولي من الثقافة العربية..ومدير المدرسة( عبد المجيد النسعة)..رحمه الله يرمق معلمي كانه يقول له انا قلت لك ان هدا الولد طلائعي..وسياتي اليوم الذي تحمده فيه كانني سهيل بن عمرو عندما قام احد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ليضربه فطلب من الصحابي ان يترك سهيل مذكرا اياه في موقف يحمد عليه في قابل…وهذا ما حصل فيما بعد…
ويدخل علينا معلمنا المرحوم عبد المجيد النسعة ليتولى شرح قصيدة (مصاير الايام)..لاحمد شوقي وهي القصيدة التي ختم بها فصل التوجيهية لنستعد بعدها لنجتاز امتحانها …ولقد اجتمع لنا وقاسمنا المشترك..( الرحيل)…واشفاق الاب المعلم ماذا ستفعل الايام بنا ولا يدريها
والدمع رقراق بعينيه…وكأنه ( يتلنا للجبين).. كذبح اسماعيل. فراخ بأيك فمن ناهض يروض الجناح ومن ازغب …يشرح القصيدة وكأنه الاب الذي يودع عزيزا كان يمسكنا خوف المشفق مما علمه هو من الحياة…ونحن عنان الحياة لازال علينا صبيا..يمسكنا مرة ولا يكاد يفلتنا..اشفاقا محبة خوفا…اختلطت اللحظة بالمدرك والعرفان…لازال طعم المرار تحت لساني…من مستقبل من قيود الحياة شديد على النفس…مستصعب.
الدكتور الهلول كاتب ومفكر أردني