الرئيسية / أخبار / مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

مظاهر أسرلة السياسة الأمريكية في غرب آسيا

أميركا غارقة في أسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

بات الوجود الأمريكي بالمنطقة محل تساؤل لدى شعوبها وساستها بسبب كلفته المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

المحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة “اسرائيل” وأزماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وإيران بل السعودية.

مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع بمزيد من العربات لقاطرته الضعيفة في عملية واضحةلأسرلة السياسة الامريكية بالمنطقة العربية.

ما حدث شرق الفرات قبل أيام درس للمخططين الامريكان بعقم إقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الإقليم.

تحركات تركيا وإيران والسعودية تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة السياسة الأمريكية تجاه منطقة غرب آسيا.

سياسة أمريكا غبية وخرقاء ولن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني بالمنطقة، ولن تحقق أمن المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي.

أسرلة السياسة الأمريكية قابلتها روسيا بسياسة تدمج الطاقة والغذاء والقمح عبر صفقة مليون طن من قمح روسيا لتحويله إلى طحين بتركيا بمشاركة قطر؛ وصولا إلى أفريقيا.

شملت الأسرلة شمال شرق الفرات؛ فجاء التحرك الامريكي لإعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن إسرائيل على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة المظلومين في سوريا.

* * *

انشغلت الولايات المتحدة بإعداد مشاريع ومقترحات لإطلاق قطار التطبيع واضافة المزيد من العربات لقاطرته الضعيفة فيما يمكن وصفة بعملية واضحة لأسرلة السياسة الامريكية في المنطقة العربية.

الغريب ان عملية الأسرلة شملت شمال شرق الفرات؛ حيث جاء التحرك الامريكي لاعادة التموضع في سياق تخفيف الضغوط عن الكيان الصهيوني على الحدود اللبنانية وداخل فلسطين وليس نصرة للمظلومين في سوريا؛ فالمحرك الاساس للسياسة الامريكية في المنطقة “اسرائيل” وازماتها المزمنة والمتفاقمة خلافا لروسيا وتركيا وايران بل السعودية.

سياسة الاسرلة الامريكية قابلها انشغال روسي وتركي وايراني وسعودي بتطوير العلاقات فيما بينها محوره الغذاء والطاقة والتجارة والامن؛ وهي متطلبات واقعية عبر عنها في لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أول أمس الأحد في طهران.

فقد أكدا ضرورة رفع حجم التبادل التجاري من 30 مليار دولار الى 35 مليار دولار؛ وهو رقم بلغته بعد عام واحد من لقاء الرئيس التركي اردوغان بالرئيس الايراني رئيسي في طهران العام الماضي حيث كان حجم التبادل التجاري لا يتجاوز 15 مليار دولار.

لقاء فيدان وعبد اللهيان لم يغفل الاشارة الى نية البلدين عقد لقاء ثلاثي بحضور نظيرهما السعودي لتطوير العلاقات الاقليمية بين البلدان الثلاث، وهي تحركات تفوق في ثقلها التحرك الاميركي الضيق المنحصر في زاوية أسرلة سياستها تجاه منطقة غرب آسيا.

وهي زاوية ضيقة عكستها جولات مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرة ليف الى المنطقة العربية الأسبوع الفائت، الى جانب الزيارة المرتقبة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك الى السعودية للقاء وفد فلسطيني لإقناعه بالقبول بالجهود الامريكية للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني.

وهو لقاء احتفت بها وسائل الاعلام الاسرائيلية ونقلته بتواتر عبر منصاتها في يديعوت احرنوت وموقع واللا العبري وموقع تايمز أوف إسرائيل، فأميركا غارقة بأسرلة غبية وعقيمة ومكلفة لسياستها الخارجية خلافا للواقع ولمتغيراته المتسارعة.

فروسيا لم تكن غائبة عن النشاط الاقليمي؛ ذلك ان الحراك التركي الروسي كان واضحا بلقاء الرئيس التركي اردوغان اليوم الاثنين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوشي الروسية؛ ومن قبله في التوافقات السعودية الروسية لمتابعة عمليات الخفض الطوعي لإنتاج النفط.

فالاسرلة الامريكية قابلها سياسية روسية واقعية تعمد الى ادماج الطاقة والغذاء وعلى ورأسه القمح في لب السياسية الروسية عبر صفقة تورد فيها روسيا مليون طن من القمح لتحويله الى طحين في تركيا بمشاركة دولة قطر؛ وصولا الى القارة الافريقية فضلا عن تطوير التبادلات التجارية التي بلغت 62 مليار دولار لتصل الى 100 مليار دولار بحسب طموحات انقرة وموسكو العام القادم.

الأسرلة الامريكية لن تطعم شعوب افريقيا ولن توفر الغاز او الكهرباء والامن للسوريين او اللبنانيين او العراقيين؛ ولن تخفض التصعيد في الخليج العربي واليمن والبحر الاحمر او السودان؛ ولن توقف المقاومة الفلسطينية عن العمل للدفاع عن شعبها في مواجهة الفاشيين.

ختاماً.. إن ما حدث شرق الفرات قبل ايام قليلة يقدم درسا للمخططين الامريكان بعقم اقحام المصالح الاسرائيلية في كل خطوة تخطوها الولايات المتحدة في الاقليم.

ذلك أنها سياسة غبية وخرقاء لن توقف قاطرة التعاون التركي الايراني الروسي السعودي والصيني الآخذ في التجذر بالمنطقة، ولن تحقق الامن في المنطقة أو تحافظ على النفوذ الامريكي الذي بات محل تساؤل لدى شعوب المنطقة وساسته بسبب كلفة المرتفعة ومتطلباته غير الواقعية.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي