الرئيسية / أخبار / جزر المحيط الهادئ تتلقى دعما قياسيا في ظل التنافس الصيني – الأميركي

جزر المحيط الهادئ تتلقى دعما قياسيا في ظل التنافس الصيني – الأميركي

ضخّت القوى الإقليمية في المحيط الهادئ مبالغ قياسية في جزر المنطقة خلال جائحة كوفيد، لمساعدتها على مواجهة التداعيات الاقتصادية مع احتدام المنافسة على النفوذ بين الصين والغرب.

وأظهرت دراسة سنوية أصدرها معهد لوي الأسترالي أن المساعدة المالية لجزر المحيط الهادئ ارتفعت بنسبة 47 في المئة عام 2020 مقارنة بالعام السابق.

وقال كبير الباحثين ألكسندر دايانت “هناك زيادة هائلة في القروض”. وارتفع إجمالي التمويل إلى 4.2 مليار دولار، وهو أعلى رقم قياسي يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي لفيجي.

وجزء كبير من الإنفاق الجديد كان مدفوعا بالأزمة مع تراجع السياحة والتجارة جراء إغلاق الجزر حدودها لتجنب تفشي الفايروس.

وأضاف دايانت “واجهت منطقة المحيط الهادئ حاجات دعم هائلة، وعانت من انكماش اقتصادي كبير”.

المساعدات المالية لدول جزر المحيط الهادئ ارتفعت بنسبة 47 في المئة عام 2020 مقارنة بالعام السابق

وإجمالا، انكمشت اقتصادات جزر المحيط الهادئ بنسبة 6.4 في المئة عام 2020، أي ضعف المتوسط العالمي، وفق الأرقام الصادرة عن صندوق النقد الدولي.

وبنك التنمية الآسيوي الذي تقوده اليابان والولايات المتحدة، هو أيضا من المؤسسات التي زادت مساعداتها بشكل كبير.

كما جاء جزء كبير من المساعدة في شكل قروض مباشرة، ما خفف من الضغوط المالية قصيرة الأجل، لكن المشاكل قد تعاود الظهور على المدى الطويل.

وفي المقابل، انخفض إنفاق الصين في المحيط الهادئ عام 2020، رغم تكثيف بكين جهودها لتعزيز العلاقات على مدار العقد الماضي عبر مشاريع بنية تحتية كبيرة.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن إجمالي التمويل التنموي الذي تقدمه الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تراجع إلى 187.9 مليون دولار في عام 2020، من 205.4 مليون دولار في العام السابق عليه، وفق خارطة مساعدات منطقة المحيط الهادئ الصادرة عن مركز الأبحاث الأسترالي.

ويعد هذا أدنى مستوى دعم تقدمه الصين منذ عام 2008، وتشير البيانات الأولية إلى أنه استمر إلى الانخفاض عام 2021.

ومع ذلك، تلقت جزر سليمان وكيريباتي، وكلاهما تخليتا عن العلاقات الدبلوماسية مع تايوان في سبتمبر 2019، “تمويلا جديدا كبيرا” من الصين في عام 2020.

وقدمت الصين 14.4 مليون دولار لجزر سليمان، و21.1 مليون دولار لكيريباتي في عام 2020، وما مجموعه 53.5 مليون دولار إضافية للجزيرة في عام 2021، وكانت مساهمة الصين التمويلية للبلدين ضئيلة قبل عام 2019.

وسعت الصين والولايات المتحدة وأستراليا إلى زيادة نفوذها الدبلوماسي في منطقة المحيط الهادئ هذا العام.

وتغطي “خارطة مساعدات منطقة المحيط الهادئ” 67 جهة مانحة، وعشرات الآلاف من المشاريع والأنشطة، وإنفاق يتخطى 36 مليار دولار.

وقال دايانت في هذا الصدد “يحصل عدد متناقص من الدول في المحيط الهادئ على قروض صينية، فقط بابوا غينيا الجديدة وفانواتو حصلتا على قروض جديدة”.

لكن اثنتين من دول المحيط الهادئ قطعتا العلاقات الدبلوماسية مع تايوان عام 2019 لصالح بكين، وتلقتا دفعة من التمويل الصيني.

وتابع الباحث “الصين تستثمر الكثير في جزر سليمان وكيريباتي”.

وتعمقت علاقات بكين مع جزر سليمان بشكل كبير منذ عام 2020، مع تطلع رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاري بشكل متزايد إلى الشراكة مع الصين.

وأضاف ألكسندر دايانت أن الصينيين “يحولون الأموال مباشرة إلى صندوق التنمية في جزر سليمان”.

وأشار منتقدون إلى أن هذه الأموال استخدمت عمليا لتأمين دعم السياسيين الرئيسيين. وأبرم سوغافاري هذا العام اتفاقا تاريخيا مع بكين يمكن أن يسمح لقوات الأمن الصينية بالانتشار في جزر سليمان.

ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق، لكن مسودة مسرّبة أشارت إلى أنّه سيسمح بالانتشار البحري الصيني في هذه الجزر. ونفت كل من الصين وجزر سليمان أيّ خطط لإنشاء قاعدة عسكرية صينية.

وباشرت الولايات المتحدة حملة دبلوماسية في كل الاتجاهات لمحاولة مواجهة نفوذ الصين في هذه المنطقة الإستراتيجية.

وأعلنت مؤخرا عن صندوق جديد بقيمة 810 ملايين دولار لمساعدة جزر جنوب المحيط الهادئ، حيث ستعزز حضورها الدبلوماسي.

وتعهد وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان بتعزيز تعاونهم العسكري في مواجهة الطموحات الإقليمية للصين، الساعية إلى “تغيير الوضع الراهن بالقوة” في المنطقة.