تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول أسباب زيارة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إلى الجزائر وعمان بالذات ودلائل نجاح الزيارة.
وجاء في المقال: يومي العاشر والحادي عشر من مايو، قام وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، بزيارة إلى دولتين في الشرق الأوسط. أولاً، زار الجزائر، ثم زار سلطنة عمان.
فلماذا اتجه إلى هناك بالضبط، وما الرابط بين هاتين الزيارتين؟
أولا، لأن هاتين الدولتين من أهم مصدري الهيدروكربونات للأسواق الأوروبية والعالمية. وليس سراً أن الأمريكيين والبيروقراطيين الأوروبيين، يحاولون بعناد تنظيم حظر على تصدير النفط والغاز الروسيين إلى الاتحاد الأوروبي، ويحاولون العثور على موردين بديلين، أو بالأحرى، الحصول من الموردين الحاليين على زيادة حادة في التصدير و/أو إعادة توجيه التدفقات إلى أوروبا.
بطبيعة الحال، من الناحية النظرية، يمكن للمنطق الاستسلام أمام الضغط الغربي. فلدى الولايات المتحدة وأوروبا القدرة على إجبار الدول الأخرى على القيام بخطوات انتحارية (انظر إلى أوكرانيا، مثلا). ومع ذلك، هنا تتجلى ثلاث سمات أكثر أهمية للجزائر وعمان:
فأولاً، يتمتع كل من هذين البلدين بدرجة عالية من الاستقلال والسياسة السيادية؛
وثانيا، يتمتع كلاهما بطموحات وفرص إقليمية؛
وثالثا، تعتمد هاتان الدولتان على روسيا والتعاون معها. فبالنسبة للجزائر، لا يتعلق الأمر فقط بشراء الأسلحة. إنما أمن البلاد يتوقف إلى حد كبير على الاستقرار في مالي وليبيا المجاورة، حيث تحقق روسيا الاستقرار المطلوب.
أما بالنسبة لعمان، فإن السلطان يحتاج إلى توازن قوى في الشرق الأوسط، وكذلك استقرار الوضع في سوريا (والذي لا ينبغي أن يتحول إلى فتيل لحرب سنية-شيعية كبيرة). وموسكو قادرة ليس فقط على ضمان المطلوب، إنما وإشراك عمان في عملية الاستقرار.
واستنادا إلى حقيقة أن الوزير لافروف لم يكتف، في الجزائر وعمان، بلقاء نظيريه، بل التقى أيضا مع زعيمي الدولتين، يمكن القول إن المباحثات كانت ناجحة.