توم بيري وليلي بسام
من المتوقع أن يعلن السياسي اللبناني السني البارز سعد الحريري اليوم الاثنين أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية في مايو ايار وأن حزبه قد يقاطع الانتخابات حسبما قال أعضاء في تياره، فيما قد يصبح زلزالا سياسيا في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي.
شغل الحريري منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات منذ أن ورث العباءة السياسية لوالده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005. لكن رغم أنه لا يزال يعد السياسي السني صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته فقد تضاءلت حظوظه السياسية في السنوات الاخيرة مع إضعاف موقعه بسبب فقدان الدعم السعودي.
ولدى وصوله الى لبنان يوم الخميس عقد الحريري سلسلة اجتماعات مع أعضاء في تيار المستقبل وكبار السياسيين اللبنانيين، ومن المقرر أن يعلن موقفه الساعة الرابعة من بعد الظهر (1400 بتوقيت جرينتش).
يأتي إعلان الحريري المرتقب في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي سجلها العالم الاطلاق. وفشلت النخبة الطائفية في اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة حتى مع سقوط غالبية السكان في براثن الفقر.
وقال النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار لرويترز أمس الأحد “أتوقع ان الحريري سيعلن غدا عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة. أغلب الظن ان الرئيس الحريري لن يشارك وتيار المستقبل أيضاً لن يشارك ولكن فيصل الكلام ما سيقوله الرئيس سعد الحريري غداً عند الساعة 4. وإذا كان هذا هو القرار فالخروج يكون من البرلمان والسلطة وليس من الحياة السياسية”
ويحكم لبنان نظام طائفي لتقاسم السلطة وتوزع المناصب على 18 طائفة معترف بها رسميا ويتولى منصب رئيس الوزراء سياسي سني.
* مكاسب لحزب الله في الانتخابات السابقة
ولم يصرح الحريري علانية بعد بأي أسباب للمقاطعة المحتملة، على الرغم من أن مصادر سياسية تقول إنه أعرب عن سخطه مما وصفه بأنه إعاقة لجهوده السابقة للحكم.
وقال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لرويترز إنه “أصبح من المعروف الآن … أنه لن يرشح نفسه” في الانتخابات البرلمانية. وقال “ومع ذلك ، لا يزال الباقي قيد المناقشة حتى الآن”.
وفازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفاؤها بالأغلبية في انتخابات 2018 ويأمل خصومها في تغيير هذا الوضع في التصويت المقرر إجراؤه في مايو أيار. وتقول الدول الغربية إن الانتخابات يجب أن تتم في موعدها.
ويقول بعض المحللين إن مقاطعة أكبر حركة سنية في لبنان، والتي من شأنها أن تفضي إلى حالة من الفوضى في المشهد السياسي السني، قد تؤدي إلى دعوات للتأجيل.
وقال نبيل بومنصف نائب رئيس تحرير جريدة النهار “أتوقع سماع أصوات تطالب بتأجيل الانتخابات لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستؤجل”.
وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن مقاطعة الحريري “تسحب البساط من العملية برمتها، وستزيد من التكهنات بأن ذلك قد لا يحدث”.
وانتهت الفترة الأخيرة التي قضاها الحريري كرئيس للوزراء في عام 2019 عندما استقال ردا على احتجاجات حاشدة تستهدف النخبة الحاكمة.
وتبادل اللوم مع زعماء آخرين بشأن عوائق الإصلاحات التي كان من الممكن أن يتجنب لبنان بها الأزمة الاقتصادية.
تميزت السنوات الأولى من حياة الحريري بالمواجهة مع حزب الله وحلفائه. لكن في السنوات اللاحقة اتهمه منتقدوه بالمساومة مع الجماعة.
وتراجعت علاقاته مع المملكة العربية السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران، في عام 2017 عندما تم احتجازه أثناء زيارته للمملكة وأجبر على إعلان استقالته من منصب رئيس الوزراء – وهي حادثة تم تداولها على نطاق واسع على الرغم من نفيها من قبل الرياض والحريري.