غزة – “القدس العربي”:
لا تتوقع التحليلات الإسرائيلية، نجاح زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت للبيت الأبيض، في حصول تل أبيب على مبتغاها من لقاء بينيت مع الرئيس جو بايدن، بسبب مواقف إسرائيل من عدة ملفات، والتي لا تلاقي قبولا من الإدارة الأمريكية، بما فيها الخاص بالقضية الفلسطينية، حيث استبقت اللقاءات بتأكيد بينيت على عدم عمل حكومته وفق “حل الدولتين” الذي تدعمه واشنطن.
وقد كشف النقاب قبل اللقاء الذي تأجل ليوم كامل بسبب التفجيرات في أفغانستان، أن بينيت سيبلغ بايدن بعدة أمور وهي أن حكومته لن تجمد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وأن استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ليس على جدول الأعمال، والسيادة الإسرائيلية وضم الضفة لن يطبق في الوقت الحالي.
وعلاوة عن هذا الخلاف بين الفريقين حول حل القضية الفلسطينية، خاصة بعد تنكر بينيت لـ “حل الدولتين”، هناك عدة ملفات ستطرح في البداية كالملف الإيراني النووي، والتعاون الاقتصادي الإسرائيلي مع الصين، والذي يقلق كثيرا إدارة بايدن، خاصة وأن إسرائيل أعلنت عن استراتيجية جديدة تجاه إيران.
لكن حسب تقارير عبرية، فقد رأت أنه لن يكون لدى بايدن الوقت للاستماع لبينيت، الذي كان يعتزم أن يطرح أمام الرئيس “خطة لجم” للبرنامج النووي الإيراني، لا يستبعد فيها عودة “الخيار العسكري”.
وفي ترجمة لتحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد ذكر أن إيران لم تكن أبدا قريبة من القنبلة النووية مثل اليوم، فيما إسرائيل “تقترب من مفترق طرق”، وأنه وليس مبالغا القول إن حكومة بينيت تقف في العام 2021 أمام معضلة تردد حيالها نتنياهو ووزير الأمن، إيهود باراك، في العام 2010.
وأضافت “في الوثائق التي يحملها بينيت معه إلى لقائه مع بايدن، تطلب اتخاذ قرار بشأن خطوات عملية مقابل إيران”، لكن التحليل يرجح أن يكون خبراء المخابرات الأمريكية CIA قد أعدوا تصورا دقيقا عن بينيت، حيث لم يفوت خبراء العلاقات العامة في البيت الأبيض أي فرصة من أجل “مداعبة غرور الزعيم الإسرائيلي الشاب”.
وذكرت أن الرئيس بايدن ’سيدهنه بالعسل’. لكن بعد العناق الدافئ سيطلب الأمريكيون من بينيت المزيد من الوقت ويطالبونه بالتحلي بالصبر في “القضية الإيرانية”.
ويتوقع أن تطلب الإدارة الأمريكية المزيد من الوقت لأنه ليس لديها أدنى فكرة إذا كانت الحكومة الإيرانية الجديدة، برئاسة رئيسي، ستعود إلى المحادثات النووية في فيينا، وبأي شروط.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول إسرائيلي كبير، أن بينيت كان سيطلب من بايدن عدم سحب قواته من العراق وسوريا، خلال الاجتماع الذي كان مقررا الخميس، وتأجل للجمعة.
ونقل موقع “واللا” العبري عن المسؤول الإسرائيلي أن بينيت يرى أن هذا الخروج يمكن أن يخدم إيران ويعزز من تواجدها، وأضاف المسؤول أن “قضية القوات الأمريكية في العراق هي قضية حرجة”.
وبحسب الموقع العبري، فإن الضغط تزايد على الحكومة العراقية سواء من جانب إيران أو من جانب القوات الموالية لإيران لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، منذ اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في يناير 2020 في غارة أمريكية قرب بغداد.
لكن تقريرا تحليليا لصحيفة “هآرتس” تناول المواضيع التي سيبحثها بينيت، وكتبه المحلل العسكري عاموس هرئيل قال إن زيارة بينيت لواشنطن “لا تهم الإسرائيليين كثيرا”، لافتا إلى أنه ينتاب الإسرائيليون حاليا قلقا حيال أمور أخرى، وأولها التخوف من فشل سياسة مواجهة “كورونا” وأن يقود ذلك إلى فرض قيود جديدة متشددة.
وأضاف “لكن حتى لو حقق بينيت نجاحا معينا في زيارته القصيرة إلى الولايات المتحدة، فإنه يتوقع أن يتبدد بمجرد هبوطه في البلاد وأن يعود إلى مواجهة المشاكل التي تضع الحياة الحقيقية أمامه”.
وبدا واضحا أن لقاءات أمريكية إسرائيلية سابقة كان هدفها بحث الاستراتيجية المشتركة تجاه التعامل مع سوريا وإيران، خاصة وأن إسرائيل كثيرا ما تسدد ضربات جوية لمواقع وأهداف إيرانية في سوريا، وتهدد بين الحين والآخر بتوجيه ضربة لإيران.