زهير أندراوس
قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ إنّ التغلغل الإيرانيّ في الدول العربيّة يُهدّد مصالح الدولة العبريّة، ولكن قدرات كيان الاحتلال لرسم الإقليم بما يتناسب مع مصالحها محدودة للغاية، وبالتالي فإنّ إسرائيل، شدّدّت الدراسة، تصُبّ جُلّ اهتمامها في منع البرنامج النوويّ الإيرانيّ، منع التموضع الإيرانيّ في سوريّة، ومنع مشروع الصواريخ الدقيقة، وإزالة التهديدات اليوميّة، على حدّ تعبيرها.
ولفتت إلى أنّ مشروع الصواريخ الدقيقة للجمهوريّة الإسلاميّة هدفه تحضير الضربة النوعيّة للكيان من عدّة جبهاتٍ، وذلك من خلال تسليح حزب الله بصواريخ دقيقةٍ وطويلة المدى، وأنْ تكون طهران جاهزةً للحرب القادمة ضدّ إسرائيل بحيث تُمطِر الكيان بهذه الصواريخ القاتِلة من سوريّة، العراق واليمن، وأيضًا من دولٍ أخرى، وفق الدراسة.
ورأت الدراسة أنّ المواجهة بين طهران وتل أبيب تجري في سوريّة وقطاع غزّة وأيضًا في لبنان والعراق، وبالتالي فإنّ الحرب القادمة بين الطرفين ستكون من عدّة جبهات، مُحذِّرةً من أنّ انشغال الولايات المتحدّة بالكورونا والكساد الاقتصاديّ والانتخابات يُبعِدها عن مُراقبة إيران بالشكل الصحيح، الأمر الذي يدفع طهران إلى الاقتراب من الخطوط الحمراء، وعليه يتحتّم على إسرائيل تحضير الضربات العسكريّة لإيران، على قاعدة عدم تدّخل واشنطن في الحرب، على حدّ قول الدراسة.
إلى ذلك، تحدثت صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن صمت النظام الإيرانيّ على الهجمات والتفجيرات التي ضربت إيران مؤخرًا، مرجحة أن ينتهي الأمر بالنسبة لتل أبيب بالدموع والدماء.
وذكرت الصحيفة أنّ ما أسمتها “دولة مجهولة، تتحدى في الأشهر الأخيرة إيران كما لم تتحدّها في أي وقت مضى، وتقوم بتفجير منشآت، وتشعل موانئ وتزرع الفوضى والإهانة”، مُشيرةً إلى أنّ “هذه الدولة، تستغل ضعف إيران الغارقة في الصراع ضد كورونا، مع العقوبات الشديدة التي فرضت عليها، وانشغال العالم بكورونا، ورئيس يحتضر في واشنطن من أجل البقاء، منوهة إلى أن “هذا الضعف الدولي، تستغله هذه الدولة المجهولة للقيام بهجمات جريئة، ومغامرة مستفزة وخطيرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “هذا اللعب بالنار شمل عددًا لا يحصى من الأحداث، التي ربما وقعت بشكل متعمد ودقيق عن بعد، فلقد وقعت حادثة تلو الأخرى وإيران صامتة، وهجوم تلو هجوم وطهران تهان”.
وتساءلت الصحيفة: “هل ضعف إيران يمكن أن يفتح الباب أمام احتمالات أخرى غير القصف والإشعال، في حين أن جدوى الهجمات غير واضحة؟ وهل إشعال 7 سفن في ميناء “بوشهر” يبعد إيران عن القنبلة النووية أم يقربها منها؟” مؤكدة أنّ “الهجمات ستضيف هالة من البطولة للمشعلين عن بعد”.
وأضافت أنّ الجنرال كينيث ماكنزي، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي والمسؤول عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، على قناعة بأنّ “إيران سترد على الدولة التي تهاجمها، ولسبب ما ذكر اسم إسرائيل”.
ورأت الصحيفة أنه “لا يمكن عدم الاستغراب؛ هناك دولة خلف هذه الهجمات، في البداية في سوريا وبعد ذلك في إيران، ويبدو أنها منتشية بالانتصار، وربما تفقد الزمام، وتغرس السهم تلو السهم في جسد الثور النازف، وطوال هذه الفترة لا يجري فيها أي نقاش عام حول الأخطار والاحتمالات، وكلاهما أمر مصيري”.
وقالت “هآرتس” التي شككت في جدوى وهدف تلك الهجمات: “حتى الشك الدائم الذي أصابنا الآن بشكل خاص، بأن كل شيء تم إعداده للاستهلاك الداخلي، لا يثير أي علامات تساؤل؛ هل هي محاولة لحرف النظر عن أمور أخرى أقل راحة؟ وربما استغلال الوقت المناسب لتحقيق الحلم الإسرائيلي بقصف إيران، في الوقت الذي فيه لا أحد يعرف بصورة صحيحة أي فائدة سنجبيها ولأي فترة؟”.
وتابعت: “يصمت الجميع ويتركون الساحة للقلائل الذين يتخذون القرارات، هؤلاء هم، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراؤه، الذين فقدت غالبية الجمهور الإسرائيلي الثقة بهم، وهؤلاء ربما هم أجهزة الاستخبارات الذين اشتروا أو سرقوا أجهزة التنفس التي لا حاجة لنا بها”.
وبلغة ساخرة من زعماء إسرائيل، أفادت بأنّ “الأمر عندما يصل إلى إيران، يقف الجميع بصمت متوتر وهادئ، وفجأة نصبح نثق بهم وبتقديراتهم بعيون مغمضة، وفجأة هم يعرفون ما هو الجيد لإسرائيل ونحن نستسلم لهم ونحييهم بخضوع وتقدير”، محذرة من خطر على “إسرائيل سينتهي بالدموع والدم”.