كتب رئيس أكاديمية المسائل الجيوسياسية، الفريق أول ليونيد إيفاشوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول قاعدة طبية وعلمية وتنظيمية كبيرة يملكها الجيش الروسي، تؤهله لمساعدة الآخرين.
وجاء في المقال: روسيا، تساعد بنشاط وفعالية الدول الأخرى في مكافحة وباء كورونا. والآن، وصل الدور إلى صربيا، حيث من المقرر قيام طائرات النقل العسكرية إيل-76 بـ 11 رحلة جوية محملة بالمعدات والأدوية إلى هناك. علما بأن عشرات الاختصاصيين في علوم الفيروسات والأمراض المعدية وصلوا إلى بلغراد.
عمل خبراؤنا العسكريون على منع انتشار فيروس كورونا في سوريا، وقدموا المساعدة لإيران، ثم كان هبوط الطائرات الروسية المحملة بالمساعدات والأطباء في إيطاليا الذي صخبت به كل أوروبا، بالإضافة إلى إرسال طائرات “رسلان” مع معدات طبية إلى الولايات المتحدة. تبين أن الوضع في شمال إيطاليا هو الأكثر خطورة، ولا حاجة إلى توضيح سبب استجابة موسكو العاجلة لطلب روما المساعدة. يحب الروس إيطاليا، ويذهبون إلى هناك راغبين، ويرحبون بنا هناك.
من خلال مساعدة الدول الأخرى على مكافحة الوباء، تعيد روسيا، في مكان ما، وتشكل، في آخر، فضاء للعلاقات الودية، وتهتك حجاب العزلة الذي أقامته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون.
والحمد لله، فإن الجانب الثقافي والحضاري، وإن كان لا يطغى بعد على سياستنا الخارجية، فإنه يصبح على الأقل من سماتها. علّمنا الغرب وعلم حلفاءنا السابقين الكثير، ولذلك فلا أظن أن مساعدتنا سوف تتوقف عند حدود صربيا. فالموقف تجاه أوكرانيا يتغير تدريجيا، وإذا طبت المساعدة، فعلى الأرجح سوف نساعدها أيضا.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يشارك الأطباء العسكريون الروس في تقديم المساعدة الدولية؟ الجواب واضح: تبين أن الجيش بُنيةٌ حافظت على تجربة الرعاية الصحية السوفيتية الفعالة وتقاليدها، أكثر من أي مكان آخر، على الرغم من جميع عمليات إعادة التنظيم. هناك تشكيلات منسقة بشكل جيد ومجهزة تجهيزا جيدا للدفاع ضد الإشعاع والأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وهناك طب عسكري جدي، تدعمه قاعدة علمية صلبة، وهناك احتياطيات تعبئة تكاد تفتقر إليها جميع البلدان الأوروبية بسبب انتفاء الحاجة اليومية إليها.