تعاني العلاقات بين الهند وباكستان من التوتر منذ قرابة 70 عاما، إذ يملك البلدان خلافات سياسية وتاريخية وإقليمية بسبب منطقة كشمير.
وزادت حدة التوتر بعد أن فجر انتحاري نفسه قرب قافلة للشرطة الهندية، يوم 14 شباط/ فبراير، وتبنت الهجوم حينها جماعة “جيش محمد” الإسلامية.
وقامت طائرات القوات الجوية الهندية، يوم الثلاثاء 26 شباط/ فبراير، بضرب معسكر “جيش محمد” في الجزء الباكستاني من كشمير.
واستفزت هذه الطائرات الجيش الباكستاني الذي تعامل معها وأسقط طائرتين منها، سقطت إحداهما في كشمير الهندية والأخرى في كشمير الباكستانية، وأغلقت باكستان مجالها الجوي “حتى إشعار آخر”.
كما أعلنت الهند، يوم الأربعاء 27 شباط/ فبراير، أنها أسقطت طائرة باكستانية في إقليم كشمير المتنازع عليه، لكنها أضافت أن باكستان أسقطت إحدى طائراتها في اشتباكات جوية، وسط مخاوف دولية من اندلاع حرب جديدة لا تحتملها المنطقة بين قوتين نوويتين كبيرتين.
تعليقا على ذلك، قال مدير مركز الظروف الاستراتيجية الروسي، إيفان كونوفالوف “النزاع يجري بين دولتين تملكان أسلحة نووية، لذلك فليس هناك موقع لردود الفعل العاطفية هنا. جرى تبادل للضربات ليشعر الجانبان بالرضى، بمعنى أن الباكستانيين أسقطوا الطائرة الهندية والهند أسقطت طائرة باكستانية. وعرض الجانبان إمكانياتهما وقدرتهما على الدفاع عن أراضيهما، وسيكتفي الجانبان بذلك… إذ أن اندلاع الحرب بين البلدين سيؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية وأعتقد أن أيا من الجانبين لا يريد ذلك، لاسيما أن المجتمع الدولي، وخاصة القوى النووية، ستتدخل لمنع مثل هذا السيناريو، الذي سيؤدي لعواقب كارثية. وأظن أن كل من باكستان والهند تدرك في الوضع الراهن عرض القوى وعدم الانتقال إلى المرحلة الساخنة”.
أما بالنسبة لتوزع القوى بين البلدين، فإن الهند تحتل المرتبة الأولى لتجهيز القوات المسلحة في آسيا الوسطى، إذ تملك من المركبات القتالية المدرعة، مثل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدفعية، نحو 6 آلاف قطعة، أما باكستان فلديها أقل من ذلك مرتين والشيء نفسه بالنسبة للطائرات.
كما تملك الهند أيضا منظومات الدفاع الجوي، إضافة إلى أسطول بحري قوي مقارنة مع باكستان. ويتقدم الهنود على الباكستانيين في مجال التسلح الصاروخي، إذ لديهم صواريخ “أجني”، القادرة على حمل الرؤوس الحربية النووية.
كما أن باكستان لديها وسائل لحمل الأسلحة النووية، لكنها في الغالب قنابل ومن المحتمل أن تزود الصواريخ برؤوس نووية.
وأشار كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أندريه فولودين، إلى أن “الدولتين تملكان ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية. ووفقا للتقديرات فإن الهند تملك 130 صاروخا، مزودا برؤوس حربية نووية، بينما تملك باكستان 120 صاروخا”.
ويصل عدد العسكريين في الهند إلى 1.2 مليون شخص، بينما باكستان لديها نحو 600 ألف عسكري. كما أن ميزانية الهند العسكرية تزيد على ميزانية باكستان 6 مرات تقريبا.
وتعاني باكستان من مشاكل في شمال البلاد، حيث ينشط مسلحو “داعش” على الحدود مع أفغانستان. وتملك باكستان حليفا غير رسمي وهو الولايات المتحدة، التي تقدم الدعم اللوجستي لقواتها في أفغانستان عن طريق الأراضي الباكستانية.
وطالما كانت تحاول باكستان إبقاء قواتها المسلحة على قدم المساواة مع الهند. وذلك من خلال أسلحة دول الناتو، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا. فعلى سبيل المثال، المدفعية لدى باكستان في الأغلب أمريكية (إم-109، إم-110). وتملك باكستان مركبات مدرعة صينية الصنع ودبابات أوكرانية من طراز “تي-80”. ولكن إذ أخذنا بعين الاعتبار الكمية والتكنولوجيا الحديثة فإن الهند تبدو أكثر قوة. وتملك مقاتلات من طراز “سو-30إم كا”، التي تتفوق على جميع المعدات في الخدمة لدى القوات الجوية الباكستانية.