سعد الياس
«يتعيّن على الجيش اللبناني الآن تنفيذ خطته حول وضع الأسلحة تحت سيطرة الدولة بشكل كامل بحلول نهاية العام»، هذا ما أعلنته الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس في الاجتماع الثاني عشر للجنة الاشراف على وقف الأعمال العدائية «الميكانيزم» الذي انعقد في الناقورة لمراجعة التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الحفاظ على ترتيبات وقف الأعمال العدائية، وتعزيز جهود نزع السلاح في لبنان.
وفي بيان وزعته السفارة الأمريكية في بيروت وتلقت «القدس العربي» نسخة عنه، جاء «أن كبار القادة عقدوا الاجتماع الثاني عشر للجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية. والجلسة، التي استضافتها «اليونيفيل»، ضمت كلاً من الجنرال الأمريكي جوزف كليرفيلد، رئيس اللجنة، والمستشارة مورغان أورتاغوس، بالإضافة إلى ممثلين كبار من جميع الوفود.
وقد أكد جميع الأعضاء التزامهم المشترك بدعم الاستقرار في لبنان، واتفقوا على تنظيم الاجتماعات بشكل أكثر منهجية، معلنين أن الاجتماعات التالية من الثالث عشر إلى السادس عشر للجنة ستُعقد قبل نهاية العام».
«السلاح خطر»
وقال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أمس الأربعاء، إن أي سلاح خارج نطاق الدولة يمثل خطرًا ولا يخدم أي قضية، في إشارة إلى حادثة مقتل الشاب إيليو إرنستو أبو حنا في مخيم شاتيلا.
وجاءت تصريحات سلام في مستهل جلسة مجلس الوزراء، حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية. وأكد أن العبرة الأساسية هي ضرورة إنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية.
وأكد أن «الحكومة ماضية في مسار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وبسط سلطتها على كامل أراضيها، حفاظا على أمن اللبنانيين واستقرارهم». وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، قرر مجلس الوزراء حصر السلاح في البلاد بما يشمل «حزب الله» بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال الشهر نفسه، وتنفيذها قبل نهاية العام الجاري. لكن أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، أكد في أكثر من مناسبة، رفض تسليم السلاح، مطالباً بانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية.
وصعّدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان بما يشمل عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من «حزب الله»، وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.
اجتماع للجنة «الميكانيزم» في الناقورة ورئيسها أشاد باحترافية الجيش
وقتلت أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
الجنرال الأمريكي
ونقل بيان السفارة عن الجنرال كليرفيلد قوله «إن إضفاء الطابع الرسمي على جدول الاجتماعات يضمن توافق جميع المشاركين، واطلاعهم الكامل، واستعدادهم لتقديم تحديثات شفافة إلى المجتمع الدولي. وإن هذا النهج يعزّز الكفاءة العملانية ويبني الثقة المشتركة الضرورية لتحقيق السلام الدائم في لبنان»، مضيفاً «أن احترافية الجيش اللبناني والتزامه جديران بالملاحظة.
لقد شاهدته ينفذ مجموعة واسعة من العمليات، بدءًا من توفير الحماية لعمليات حصاد الزيتون وصولاإلى تنفيذ عمليات معقدة لتحديد موقع منشأة تحت الأرض، تفكيكها، وتحييدها، والتي يُعتقد أنها كانت تُستخدم من قِبل جهات خبيثة. يعكس أداؤه هذا قوة الجيش اللبناني وعزيمته الراسخة لتأمين مستقبل وطنه».
وتابع البيان: «خلال اجتماع اللجنة، قدّم الجيش اللبناني تحديثًا عملانياً مفصلًا، مسلّطًا الضوء على عملية حديثة لتطهير منشأة تحت الأرض بالقرب من وادي العزية، حيث أسفرت العملية عن استطلاع شامل للمنطقة، مع التخطيط لإعادة زيارتها لاحقًا.
وأشاد الجنرال كليرفيلد باحترافية الجيش اللبناني وانضباطه. كما بحثت اللجنة أيضًا فرص التخفيف المستمر من انتهاكات ترتيبات وقف الأعمال العدائية.
رئيس الحكومة: أي سلاح خارج إطار الدولة خطر ولا يخدم أي قضية
واتفق المشاركون على أن تظل هذه المسألة بندًا ثابتًا على جدول أعمال جميع الجلسات المستقبلية، باعتبارها جزءًا من الجهد الجماعي للحفاظ على السلام وتعزيز المساءلة في إطار ترتيبات وقف الأعمال العدائية».
وختم «لا تزال لجنة «الميكانزم» تضطلع بدور محوري في رصد الالتزامات التي تعهد بها كل من إسرائيل ولبنان، والتحقق منها، والمساهمة في إنفاذها».
احتواء أي تصعيد
وجاء اجتماع اللجنة غداة حركة أمريكية – مصرية لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل ضد لبنان، حيث طرحت أورتاغوس موضوع التفاوض مع إسرائيل وتوسيع لجنة «الميكانيزم» من خلال إشراك دبلوماسيين وليس فقط عسكريين، فيما أفيد أن رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الذي لعب دوراً محورياً في التوصل إلى هدنة غزة، وجّه نصائح للدولة اللبنانية بالتعاون مع المقترحات تجنباً لذهاب الأمور نحو الأسوأ.
ميدانياً، حاول 5 جنود إسرائيليين اعتراض آلية للجيش اللبناني لدى مرورها في محلة القبر الإنكليزي بين بلدتي بسطرة والمجيدية، وعمدوا إلى إطلاق النار في اتجاه دورية الجيش، بعدما توغلوا داخل الأراضي اللبنانيّة.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «أن الجيش الإسرائيلي قضى على مسؤول الإسناد اللوجستي في قطاع قانا في «حزب الله« حسين علي طعمة».
وكتب: «خلال الحرب عمل طعمة على نقل وسائل قتالية بغية إعادة إعمار القدرات العسكرية لحزب الله في المنطقة حيث شكلت أنشطته خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
وقد حضرت مسألة الاعتداءات الإسرائيلية خلال لقاء وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يرافقه الأمين العام المساعد السفير احمد زكي ووفد من الجامعة. واثار رجي مسألة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان وأهمية الضغط على إسرائيل لوقفها، مؤكداً تصميم الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة بقواها الذاتية حصراً»، فيما جدد أبو الغيط تأكيد دعم الجامعة المستمر للبنان»، مشدداً على «أهمية إعلاء المصلحة الوطنية اللبنانية على أي مصالح أخرى». وفي وقت لاحق، زار أبو الغيط وزكي رئيس مجلس النواب نبيه بري.
جيوستراتيجيك ميديا ما وراء الخبر
