الرئيسية / أخبار / هاريس – والز.. هل يعزز حظوظ الديمقراطيين في مواجهة ترامب؟

هاريس – والز.. هل يعزز حظوظ الديمقراطيين في مواجهة ترامب؟

تزداد درجة حرارة الماراثون الانتخابي الأمريكي يومًا تلو الآخر، وتبدأ مبكرًا معارك تكسير العظام بين المرشحين، الديمقراطي كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، قبل نحو 90 يومًا على الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

دخلت المعركة مرحلتها الأكثر سخونة منذ إعلان الرئيس جو بايدن، قبل أسبوعين، تنحيه عن خوض هذا الماراثون، ودعمه لنائبته هاريس بديلًا عنه وممثلة عن الديمقراطيين، في منافسة يبدو أنها لن تكون سهلة على الإطلاق، في ظل الأجواء الاستثنائية الملبدة بالغيوم التي تخيم على المشهد داخل أمريكا وخارجها.

لم يحتج قرار بايدن بتمثيل هاريس للحزب الديمقراطي إلى مزيد من الوقت لإقراره بشكل نهائي، حيث فازت بأريحية كاملة في حصد الأصوات اللازمة عبر التصويت الافتراضي على الإنترنت الذي جرى على مدار الأيام الخمس الأخيرة، وأسفر عن فوزها رسميًا بترشيح الحزب لخوض الانتخابات.

وفي تجمع انتخابي بفيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا أعلنت هاريس، أمس الثلاثاء، ترشحها رسميًا إلى انتخابات الرئاسة 2024، مؤكدة فوزها في المعركة الانتخابية، معتبرة أنها ليست ضد منافسها ترامب، الذي أكدت أن البلاد لن تعود لعهده مرة أخرى، إنما من أجل المستقبل.

وكشفت هاريس عن هوية مرشحها لمنصب نائب الرئيس، والذي جاء عكس كل التوقعات، فبينما كان الرهان على حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الديمقراطيين في ولاية تمثل حجر زاوية مهم في الفوز بالانتخابات، وقع الاختيار على حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، ما أثار الكثير من التساؤلات عن دوافع هذا الاختيار وتداعياته على حظوظ الديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين.

استطلاعات الرأي تميل لهاريس

عقب المناظرة الشهيرة التي جمعت بين بايدن وترامب في 28 يونيو/حزيران الماضي، والتي تعرض في أعقابها الرئيس الديمقراطي لانتقادات حادة بسبب أدائه الباهت والذي كشف عن تردي حالته الصحية، ذهبت كل المؤشرات باتجاه ارتفاع حظوظ المرشح الجمهوري رغم علامات الاستفهام العديدة حول سياساته والطريقة التي ودع بها البيت الأبيض قبل 4 سنوات.

وجاءت معظم نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت عقب تلك المناظرة في صالح ترامب الذي توقع أن المعركة ربما تكون أسهل في وجود بايدن صاحب الـ81 عامًا، وتعزز هذا التوقع مع محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 يوليو/تموز الماضي، حيث تم توظيفها بشكل سياسي للهجوم على الديمقراطيين وإدارة بايدن، ما كان له انعكاساته الإيجابية بطبيعة الحال على حظوظ الجمهوريين الذين وجدوا في تلك الحادثة فرصتهم السانحة للالتفات حول ترامب، وتوجيه ضربتهم القاضية لمنافسهم الديمقراطي.

لكن عكس عقارب الساعة الجمهورية، أعلن بايدن التنحي عن الماراثون الانتخابي، واختيرت نائبته هاريس بدلًا منه لخوض المعركة، بعد ضغوط عدة تعرض لها، وهي الخطوة التي بعثرت كل أوراق الجمهوريين وخلطت معظم الحسابات التي بُنيت عليها حملتهم الانتخابية التي كانت تركز في الأساس على صحة بايدن والعزف على عدم قدرته على أداء مهامه.

وفي ظل ما تتمتع به هاريس من حيوية وحضور سياسي وجماهيري، وسيرة ذاتية ليست بالسيئة إزاء بعض الملفات التي تهم الشارع الأمريكي، إضافة إلى خطابها السياسي الهادئ الذي يخاطب العقل والعاطفة معًا، واستراتيجية الاستهداف المقنن التي تتبعها مع ترامب عبر استدعاء الكثير من تجاربه السابقة التي كانت شاهدة عليها، نجحت في قلب الطاولة وتغيير الكثير من المعطيات السابقة، وهو ما كشفته نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسبوعين الماضيين.

في الفترة من 7-13 مايو/أيار الماضي أظهر الاستطلاع الذي أجرته بلومبرغ نيوز/مورنينغ كونسلت تقدم ترامب على بايدن في الولايات السبعة المتأرجحة والتي تشكل ضلعًا أساسيًا في حسم المعركة، وهي: أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث حصل المرشح الجمهوري على 48% مقابل 44% لمنافسه الديمقراطي، بفارق 4 نقاط كاملة.

وفي أغسطس/آب الجاري، أجرت ذات الشركتين استطلاعًا آخر، في الولايات السبعة نفسها، وكشفت عن تقدم هاريس على ترامب، إذ حصلت على 48% مقابل 47% لمنافسها الجمهوري، ما يعني أنها تقدمت 3 نقاط كاملة عن الرئيس الحالي جو بايدن في استطلاعات مايو/أيار الماضي.

كما كشف الاستطلاع أن من بين 10 ناخبين (44%) أكثر من 4 منهم يقولون إنهم “أكثر بكثير” أو “أكثر إلى حد ما” احتمالية للتصويت الآن بعد ترشح هاريس، بما في ذلك ما يقرب من ثلثي الناخبين السود (64%)، بالإضافة إلى أغلبية قوية من جيل زد (61%) والناخبين من أصل إسباني (56%)، حسب ما نشره موقع “ذا هيل” الأمريكي الذي ختم بقوله إن “الدعم المتزايد لهاريس، خاصة بين الناخبين السود واللاتينيين، إلى جانب القبول المتزايد لترشيحها من قبل قاعدة الحزب، سمح لحملتها بتوسيع استراتيجيتها والأمل في توسيع الخريطة الانتخابية”.

دعم الوسط واليسار.. تحدي هاريس الأكبر

رغم الشعبية التي تتمتع بها هاريس بين الديمقراطيين، فإن هذا لا يكفيها لحسم المعركة التي من المتوقع أن تكون حامية الوطيس، بما في ذلك حرب الاستقطابات التي يشنها ترامب والجمهوريون من خلال الخطاب الشعبوي المستخدم بشكل غير مسبوق.

وعليه فإن توسيع دائرة الدعم بحيث تشمل أكبر قدر ممكن من الخريطة الأمريكية بات هو التحدي الأكبر أمام هاريس التي عليها العمل لأجل جذب الجمهوريين الوسطيين مع بذل المزيد من الجهد لعدم فقدان دعم اليساريين، ومعهم سكان المناطق الريفية وإقناعهم بالمشاركة في الماراثون، وهو ما سيحدد بشكل كبير هوية مرشحها لمنصب نائب الرئيس كما سيأتي لاحقًا.

علاوة على ذلك تحاول هاريس قدر الإمكان الاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها خلال حملتها في 2019 عندما كانت تنافس في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزبها لخوض الانتخابات آنذاك، حيث أسفرت بعض القرارات الخاطئة بشأن التعامل مع خصومها، وتقييمها غير الموضوعي للقضايا التي تهم الولايات المتحدة مثل إصلاح نظام الرعاية الصحي، في انهيار شعبيتها بعدما حلت في مقدمة استطلاعات الرأي التي جرت وقتها.

خلافًا لذلك فإن فشلها في تحقيق الإنجاز المطلوب في بعض الملفات ربما يشكل صداعًا مزمنًا في رأسها، أبرزها ملف الهجرة غير النظامية على الحدود المكسيكية، وهي المهمة الرئيسية التي أوكلها بايدن إليها، لكنها لم توفق فيها بسبب الاستراتيجية التي تتبعها في التعاطي معها، والقائمة في الأساس على بعد إنساني في المقام الأول، حيث محاولة تحسين ظروف الحياة في بلاد المصدر مثل السلفادور وهندوراس وغواتيمالا لمنع الهجرة منها، وهي سياسة مشابهة لسياسة الاتحاد الأوروبي في إفريقيا، ما تسبب في النهاية في زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين (2.1 مليون مهاجر دخلوا أمريكا في 2022 فقط، متخطيًا الرقم القياسي السابق في 2021 والذي كان 1.7 مليون مهاجر).

غير أن الملفات الأخرى التي حققت فيها هاريس نجاحات عدة كحق الإجهاض وتخفيض معدلات الضرائب، إلى جانب بعض الملفات الأمنية الأخرى، ربما تحقق التوازن نسبيًا في تلك المعادلة التي تحتاج فيها بأسرع وقت للموازنة بين الديمقراطيين واليساريين والمحافظين لكسب دعمهم جميعًا.

تيم والز نائبًا للرئيس.. اختيار مفاجئ

“منذ اليوم الذي أعلنت فيه ترشحي، انطلقت للبحث عن شريك يمكنه المساعدة في بناء هذا المستقبل الأكثر إشراقًا، وزعيم سيساعد في توحيد أمتنا ودفعنا إلى الأمام.. مقاتل من أجل الطبقة المتوسطة. رجل وطني يؤمن، كما أفعل، بالوعد الاستثنائي لأمريكا. وعد بالحرية والفرصة والعدالة، ليس فقط لبعض الناس ولكن للجميع. لذا، أنا هنا اليوم لأنني وجدت مثل هذا القائد، الحاكم تيم والز من ولاية مينيسوتا العظيمة”.. بهذه الكلمات قدمت هاريس إجابة أولية عن سبب اختيارها لتيم والز نائبًا لها في الانتخابات القادمة، رغم مخالفة ذلك لكل التوقعات التي كانت تشير إلى حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو.

ويأتي هذا الاختيار في وقت يعتبره البعض أكثر الفترات اضطرابًا في السياسة الأمريكية الحديثة، حيث احتشاد الجمهوريين حول ترامب بعد محاولة اغتياله، وبعد أيام قليلة من انسحاب بايدن من السباق، وبعد أسبوعين فقط من اختيارها لتمثيل الحزب الديمقراطي، وقبيل ثلاثة أشهر فقط على الماراثون الانتخابي، ما يجعل هاريس في سباق مع الزمن لتوحيد جبهة الديمقراطيين في أسرع وقت.

وعمل والز (60 عامًا) قبل أن يتولى منصب حاكم ولاية مينيسوتا الحالي، مدرسًا في المدرسة الثانوية، ومدرب كرة قدم، وخدم في الحرس الوطني للجيش، كما خدم سابقًا لمدة 12 عامًا في الكونغرس، ممثلًا لمنطقة ريفية ذات ميول محافظة كان يهيمن عليها الجمهوريون قبل توليه المسؤولية هناك، ويتمتع بحضور كبير بين الطبقة العاملة ويحظى بدعم البيض والريفيين على حد سواء.

قبل أسبوع تقريبًا، خرجت النائبة المسلمة من ولاية مينيسوتا إلهان عمر، لتدعم والز لمنصب نائب الرئيس، قائلة: “أعتقد أن الحاكم تيم والز لديه كل الصفات التي يحتاجها نائب الرئيس لتحقيق التوازن في البطاقة الانتخابية الديمقراطية. إنه مخضرم، وعضو في نقابة المعلمين ومن الواضح أنه شخص سيكون مثيرًا من نواح كثيرة”.

على أي أساس تم الاختيار؟

عقب الإعلان رسميًا عن اختياره نائبًا للرئيس، أطلت حزمة من علامات الاستفهام برأسها على ألسنة المتابعين باحثة عن إجابة: على أي أساس تم اختيار والز لهذا المنصب وهو الشخص غير المعروف حتى لدي كثير من الديمقراطيين؟ ما هي مؤهلاته التي أقنعت هاريس لاختياره دون غيره؟ ماذا يمكن أن يضيف لها ولحملتها الانتخابية ويرفع حظوظ الديمقراطيين في حسم المعركة الانتخابية؟

وتطرق العديد من المحللين والكتاب ووسائل الإعلام المختلفة إلى استعراض الدوافع التي ساقت هاريس لاختيار والز تحديدًا لهذا المنصب دون غيره، والقيمة المتوقع أن يضيفها لحملتها الانتخابية ويعزز بها فرص الديمقراطيين في الفوز بالانتخابات.

أولًا: توسيع رقعة الدعم الجماهيري.. يتمتع حاكم ولاية مينيسوتا بشعبية كبيرة في الغرب الأوسط الأمريكي، فهو إلى جانب ضمان أصوات الديمقراطيين في ولايته، فهو على تواصل وعلاقات جيدة بالولايات القريبة منه، ويسكونسن وميشيغان، واللتان تشكلان ثقلًا كبيرًا في الانتخابات وتشهدان صراعًا قويًا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

هذا بخلاف الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها بين الريفيين في تلك الولايات، حيث نشأ في ريف نبراسكا، وهو ابن ربة منزل ومدير مدرسة عامة، التحق بالحرس الوطني للجيش في سن السابعة عشرة، ما يضمن اتساع الدعم الشعبي ليشمل البيض والريفيين، وهو أحد التحديات التي عانت منها هاريس في حملتها السابقة، وعليه حاولت التعاطي معه هذه المرة بشيء من المرونة والموضوعية والواقعية.

ومما يعزز شعبية والز أنه صاحب مواقف شعبوية في الأساس، حيث يميل للطبقات المتوسطة، فهو يحتل منزلة متقدمة لدى المحافظين واليسار في آن واحد، حيث وقع في العام الماضي على مشروع قانون يوفر وجبة إفطار وغداء مجانية لجميع الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس العامة في ولايته، بصرف النظر عن مستوى دخولهم، كما طالب بتخفيض الضرائب عن الطبقات المتوسطة وزيادة أيام الإجازات المدفوعة الأجر للعمال في الولاية، علاوة على تبنيه سياسة ليبرالية معروفة، حيث الدفاع عن حق الإجهاض ودعم حقوق المثليين.

ثانيًا: التوازن في الموقف من حرب غزة

تعلم هاريس كما ترامب، أن الوضع في غزة لا شك أنه سيكون حاضرًا بشدة في الماراثون الانتخابي المقبل، وعليه كان لكل من المرشحين حساباته الخاصة في اختيار فريق حملته وسياساتها، وهو ما حرصت عليه المرشحة الديمقراطية في اختيار والز واستبعاد شابيرو، السياسي اليهودي صاحب المواقف المتطرفة الداعمة للكيان المحتل.

ليس معنى ذلك أن والز ليس داعمًا للاحتلال، فهو كغيره داعم لهم وبقوة، لكنه الدعم غير المتطرف الذي يحاول من خلاله التشبث بالتوازن قدر الإمكان، إذ تبنى مرونة تجاه الحركات المؤيدة للفلسطينيين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطالب بالاستماع إلى الجالية العربية والمسلمة التي لم تصوت لبايدن في الانتخابات التمهيدية، ودعا إلى تفهم مواقفهم واحترام آرائهم.

وعلق على ذلك في تصريحات لشبكة “CNN”: “هؤلاء ناخبون قلقون للغاية، مثلنا جميعًا. الوضع في غزة لا يطاق، وأعتقد أنه يجب إيجاد طريق يؤدي إلى حل الدولتين، وبالتأكيد تحرك الرئيس جو بايدن نحو تقديم المساعدات الإنسانية، والمطالبة بالوصول إلى وقف إطلاق النار، هذا ما يطلبونه، وهذا ما يجب أن يسمعوه ويعرفوه”.

ومن ثم يرى البعض أن اختيار والز هو في حقيقته رسالة طمأنة للناخبين التقدميين والمسلمين ممن عارضوا موقف إدارة بايدن الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما لم يكن ليحدث لو تم اختيار شخصية أخرى ذات مواقف داعمة متطرفة للكيان الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين.

ثالثًا: الولاء لهاريس وانتقاد ترامب

حسب ما نشرته “نيويورك تايمز” فإن هاريس فضلت والز على أسماء أخرى مثل حاكم بنسلفانيا، جوش شابيرو، والسيناتور عن ولاية أريزونا، مارك كيلي، بسبب ولائه التام لها، بما يعكس التناغم الواضح بين الرئيس ونائبه، كون هذا المعيار أحد أهم الشروط بالنسبة للمرشحة الديمقراطية التي تنأى بنفسها عن اختيار نائب يدخل معها في صدامات بسبب تباين وجهات النظر أو خلافات شخصية، كما يحدث الآن بين ترامب ونائبه، ومن ثم وقع الاختيار على حاكم ولاية مينيسوتا، الذي أعرب عن شعوره بالفخر بالانضمام لهاريس في حملتها الانتخابية، مضيفًا على منصة أكس “أنا مع هاريس حتى النهاية. نائبة الرئيس هاريس تظهر لنا سياسة الممكن”.

كما أن تبني والز خطًا هجوميًا ضد ترامب والجمهوريين كان أحد الدوافع التي قادته لهذا المنصب، فالرجل قبل هجومه على المرشح الجمهوري والرئيس السابق لم يكن معروفًا لدى قطاع كبير من الأمريكيين، إذ وصف ترامب ومرشحه على منصب نائب الرئيس، جيه دي فانس بـ”الغريبين”، قائلًا بعد يومين من انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي: “هؤلاء أشخاص غريبون على الجانب الآخر”، في إشارة إلى ترامب وفانس.

ولاقى هذا الوصف استحسان هاريس التي التقطته وبدأت في استخدامه خلال خطاباتها فيما بعد، الأمر الذي دفع ترامب وحملته لوضع هاريس ومرشحها على منصب نائب الرئيس في مرمى الاستهداف بصفتهما “يسار متطرف” يجب التصدي لهما بكل قوة.

وتخيم حالة من التفاؤل على حملة هاريس والديمقراطيين عمومًا جراء اختيار والز لهذا المنصب، وبجانب ما تم ذكره، يتمتع الرجل بحس فكاهي كبير، يؤهله لفتح قنوات اتصال مع الجميع بلا حساسيات أو ضوابط، ما يمنحه القدرة على اختراق الكثير من الجدران الإسمنتية في العلاقات مع الشارع الأمريكي، وهو ما بدأ يُترجم عمليًا، فبعد ساعات قليلة من هذا الإعلان جمعت حملة المرشحة الديمقراطية أكثر من 20 مليون دولار تبرعات، حسبما ذكرت شبكة “CNN” فيما وصفت المتحدثة باسم الحملة لورين هيت هذا اليوم بأنه “أحد أفضل أيام جمع التبرعات للحملة في هذه الدورة”.

في المقابل هناك من يرى أن اختيار والز لم يكن موفقًا كما ذهب المحلل السياسي، مات لويس، الذي اعتبره أكبر خطأ لهاريس ترتكبه في حملتها الانتخابية، لافتًا إلى أن شابيرو كان الأفضل لعدة أسباب أبرزها أن ثنائية هاريس – شابيرو ستوفر التنوع في الهوية والأيديولوجيا وتعاقب الأجيال، مقارنة بهاريس – والز، وهو ما قد يمنحها الزخم السياسي والجماهيري لهزيمة ترامب في المعركة الانتخابية المقبلة.

أخيرًا، يبدو أن الأمريكان ومعهم المتابعين في مختلف دول العالم على موعد مع معركة انتخابية من طراز خاص، في ظل ظروف جيوسياسية إقليمية ودولية استثنائية، لا شك أنها ستلقي بظلالها على المشهد وما يتمخض عنه من نتائج وتداعيات.