الرئيسية / أخبار / ضربة انتقامية إسرائيلية قاسية أم حرب محدودة لا تستثني الضاحية

ضربة انتقامية إسرائيلية قاسية أم حرب محدودة لا تستثني الضاحية

ثمة مؤشرات كثيرة على أن هجوما إسرائيليا وشيكا سيستهدف حزب الله خلال الأيام القادمة، لكن ليس من الواضح حجم الضربة الإسرائيلية؛ هل ستكون ضربة انتقامية قاسية أم مجرد حرب محدودة لا تستثني الضاحية الجنوبية حيث توجد أهم مواقع حزب الله وقياداته؟

وتسود مخاوف من أن تفضي الضربة الإسرائيلية إلى حرب إقليمية شاملة، لكن إسرائيل بعثت إشارات طمأنة بأن الهدف هو “إلحاق الأذى” بحزب الله وليس لبنان، وأنها لا تنوي جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.

وقال مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع قتال يستمر بضعة أيام عقب الهجوم الصاروخي الذي وقع السبت على ساحة رياضية في قرية مجدل شمس الدرزية التي تحتلها إسرائيل.

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي “التقدير هو أن الرد لن يؤدي إلى حرب شاملة”. وأضاف “لن يكون ذلك في مصلحتنا في هذه المرحلة”.

وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخاذ القرار بشأن “طريقة وتوقيت” الرد على الهجوم الصاروخي.

ولم تتوافر أي مؤشرات حتى الآن حول الإجراء الذي قد تتخذه إسرائيل، لكن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين لم تكشف عن هوياتهم قولهم إن الرد سيكون “محدودا لكنه ذو مغزى”.

وأشار التقرير إلى أن خيارات الرد تتراوح بين هجوم محدود لكنه “مثير للإعجاب في الصور” على البنية التحتية، مثل الجسور ومحطات الكهرباء والموانئ، وضرب مستودعات أسلحة حزب الله أو استهداف قادة كبار في الجماعة.

ويبدو أن كلا من إسرائيل وحزب الله يبذل قصارى جهده لتجنب اندلاع حرب شاملة منذ أن بدأ الجانبان تبادل إطلاق النار في أكتوبر الماضي إثر اندلاع الحرب في غزة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إنه لا يرغب في رؤية تصعيد للصراع على الحدود الشمالية لإسرائيل، وأكد مجددا دعم الولايات المتحدة لها.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في طوكيو “أشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وإصرارنا على ضمان أنها قادرة على فعل ذلك… لكننا أيضا لا نريد رؤية تصاعد الصراع. لا نريد رؤيته يمتد”.

من الجانب الإيراني أفادت وسائل إعلام رسمية بأن الرئيس مسعود بزشكيان أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بأن “أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل”.

وأضافت الرئاسة أن ماكرون أبلغ نتنياهو بأن فرنسا ملتزمة تماما بفعل “كل شيء لتجنب تصعيد جديد في المنطقة من خلال نقل الرسائل إلى كل الأطراف المشاركة في الصراع”.

ويشعر اللبنانيون بأن مغامرة حزب الله في 2024 لن تكون مشابهة لما جرى في حرب 2006، وأن حجم الرد الإسرائيلي سيكون مغايرا، وأن تل أبيب قد تلجأ إلى أسلوب تدميري وعلى مراحل مثلما يجري منذ أشهر في قطاع غزة، في غياب أي ضغوط خارجية تمنعها من الاستمرار في عملياتها.

وخلافا للظروف التي حفت بحرب 2006، فإن حزب الله لا يجد دعما داخليا في لبنان لمغامرته وسط اتهامات له بجر إسرائيل إلى حرب غير متكافئة لا مصلحة للبنان فيها بأي شكل، خاصة أن عنوانها هو إسناد غزة وليس تحرير أراض لبنانية كما في 2006.

وخسر الحزب ثقة اللبنانيين، سياسيا وشعبيا، مع استمرار مغامراته الخارجية بالدخول في سوريا وما جره هذا التدخل من أزمات من بينها توافد عشرات الآلاف من اللاجئين إلى لبنان المثقل بالأزمات، بالإضافة إلى عرقلته الحل السياسي الذي يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإخراج البلاد من الاستثناء.

ولم يخف بعض السياسيين اللبنانيين معارضتهم لما يقوم به حزب الله، حيث أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “ممارسات فريق الممانعة تعيق تحقيق العدالة وتضع لبنان في موقف خطير”.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن جعجع قوله إن الوضع الحالي في الجنوب “مشابه للوضع الذي واجهته البلاد عقب انفجار مرفأ بيروت”.

 وأوضح أن “الحكومة لم تتخذ قرارا بالحرب الدائرة في الجنوب، وأن هناك بعض الأطراف التي تتصرف خارج الأطر الشرعية والقانونية وبتفرد من دون مشاركة بقية اللبنانيين في اتخاذ القرارات”.

وقال جعجع “ليس هناك من أسباب لبنانية موجبة لهذه الحرب. وفي هذا الإطار لا يزايد أحد على الآخرين بالقضية الفلسطينية، فهي القضية الأولى في ما يتعلق بنا جميعا”.

وشدد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت الاثنين، على ضرورة ضبط النفس لتفادي حرب إقليمية.

وفي مؤشر قوي على وجود تصعيد في الوقت الحالي طالبت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا، رعاياها بمغادرة لبنان حفاظا على سلامتهم وأمنهم.

وأعلنت خطوط طيران إقليمية ودولية تعليق أو تأجيل رحلاتها إلى بيروت، وسط حالة إرباك وقلق سادت بين المسافرين داخل المطار الوحيد في البلاد، على وقع ازدياد المخاوف من تصعيد إضافي بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.