د. بسام الهلول
مايستحق ان يكون درسا لمن يطلب جادة الطريق إلى العلم ان استعصى علي ابان دراستي الدكتوراة بفرنسا ووفاء مني لاستاذي العلامة حافظة ( مخطوطات المغرب) محمد المنوني رحمه الله وادخله فساح رحمته وجنانه وكان يدرسنا مادة( قاعة مخطوطات) وقبل أن يودعنا العام اشار علي ان اقوم بخدمة مخطوطة تستحق النصب والتعب وخدمك عالم من أعيان القرن الخامس عشر ميلادية ولعالم من أعيان مدينة ( تلمسان) حفظها الله فما كان مني ان قمت بتصويره من الخزانة الحسنية في القصر الملكي المغربي ( ميكروفيلم) إلى ان جاء وقته وسجلته موضوعا للدكتوراه بفرنسا في احدى أعاظم أكاديميته وبينما أنا اذ ذاك وقفت عند مفردة من مفراداته فهمت بعدها ان من مركبات الاجتماع بمدينة تلمسان إلا وهي( التويسة) وطفقت بحثا عنها في المعاجم وخاصة ما قام مجلس التعريب في المغرب على يدي عالمين جليلين عبد العزيز بنعبدالله والأخضر غزال ولقد حظيت بإشراف العلامة عبد العزيز بنعبدالله رحمه الله ولكني عييت وتعبت وكنت جاهدا للوصول إلى ماتعنيه علما باني بحثت الأمر مع مشرفي الفرنسي حيث اعفاني من مهمة تعقبها لكني وكما عودت عودت نفسي وهمتي النزاعة واني وعلى الدوام اخذها بالعزيمة لا بالرخصة وهي كلمة من ضمن مخطوط ضخم لااحد يقع على نسياني او ان أتعمد نسيانها وذات يوم وانا جالس في احدى مقاهي مدينة( سانت أتين) المعروفه عالميا بفريقها الكروي وبصناعة أسلحة الصيد ان نادى ( السي بنعربي) على الحاج( كريننو) وبلكنة جزائرية( اااااسي الحااااااج) ( وش غادي نتوسوا دما عند ذاك السيد فرد عليه الحاج( كريننو) وااااخا) اي نعم فلما فرغ من مناداته وحصل على الرغبة بالموافقة منه ، قصدته وناديته( ااااسي بلعربي) راني سمعتك( كتقول) للسي الحاج( كريننو) ااااسي الحاج ( وش غاد نتوسوا دما) فهمت من كلامك( دما) وعرفت انها(بكرة او باكر او غدا) وهي بالفرنسية المعربة من لدن المهاجرين الجزائريين) والمهاجرين المغاربة على الاطلاق ( Domain ) اما الأخرى ما فهمتها( نتوسوا) قال لي وبلكنة جزائرية( راه ياولدي) غدا سنذهب جميعا نعاون صديقا لنا جزائريا في ( صبة الدار ) عنده اي مانعنيه ( المعونة) في لهجتنا او كما اعتدن نسوة الجزائر يجتمعن عند احداهن لنسج( البساط) او( النول) كما الشأن عند عماتنا وجداتنا في باديتنا وقرانا
فطفقت بعدها متصلا مع مشرفي الفرنسي قلت له( وجدتها) وجدتها تحاكي صرخة( نيوتن) وجدتها عندما كان يستحم وقد أعياه الطلب كما أعياني فصرخت فرحة(يوريكا، يوريكا) فما كان منه ان حمد مني الموقف واهتمامي حتى( بكلمة) وما كان منه ان بعث بشهادة حق الى رئيس جامعة مؤتة حفظه ورعاه ومددبعمره ومتعه الله صحة وعافية قال فيها( نحن عيال على مبعوثكم بسام) حيث( عيل مني الصبر على صبره) وأناته واهتمامه وجديته وجده …ورغم هذا وذاك( فإن زامر الحي لايطرب) وما لقيناه من بعض الادارات العفنة ومما عانيناه مع مراهقين في ادارة محفليات هذا الوطن ومن ضآلة حجم بغاث المسؤولين ارتقت بهم الرشوة والفساد والمال السياسي الذي رفعهم من قاع إلى بلقع ويمين الله وما يقسم به اخوتنا في المغرب( وحق الله القسم )
ان بعضهم لايساوي ملء آذانه بزاق) لعمري انها وانهم( محفلون) كالشاة التي يراد بيعها في صباح يوم باكر فيحين الضرع منها( الديد) من ( معزبة البيت) الأمر الذي صحنا به( وش فقرك بالغني؟ رد عليه قائلا(سريحة الجاهل وهداد ثني) لعمرك انهم خلابة( خديعة) وبيع المحفلات خلابة) تذكرت معها…ما غنته ام كلثوم
ايها الساهر تغفو تذكر ….العهد وتصحو
وآذا مالتأم جرح .. جد بالتذكار جرح
وهاهي الدنيا تنادينا: فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو….ياحبيبي كل شيء بقضاء…ما بأيدينا خلقنا سعداء…ً
واقول لهؤلاء ربائب الشوارع الخلفية
ربما تجمعنا أقدارنا….ذات يوم كي نشد العزم ونبصق في وجوهكم بمضاء …( وما عاش حجازي مداه قريب )….
حقا ماكان بأيدينا ان تكونوا نيرا على رقاب الاحرار …لم نشأ ذات يوم ..وانما الحظ والعهر شااااء….هكذا كانت ارادة التحصيل تدفعنا ان ننقب في طريقنا ونحن نسير نحو اهدافنا ( ماشفتك يانون غير وهي متقلعات العيون) ..واراني اليوم وقد سامها واعني( درجة الدكتوراة) كل مفلس الامر الذي جعلني ان اقسم انه شيء يراد ( لتتفيه المقدسات) كان طلبة العلم بالأمس يترحلون ويجوبون اصقاع الارض جدا وبحثا وزادهم ( الحجر) يضعونها في( طريق المخمصة)
ياولدي…اما اليوم فهي تباع بسوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة ووالله انه امر دبر بليل لتدمير وتتفيه كل مقدس في وطني ولا غرابة فهو الزمن( اليهودي) وبالأخص ( الإسرائيلي)
طلبتي واخوتي…وانا استعرض شهاداتكم فاني مثل من يحتفي بيوم سرادقكم ومسمعي مشنفة بوقع خيلكم ووقع نشيدكم وانا فخور بما وجدته مرصعا
بزمردكم وما البستمونياه ماهي إلا من قلايد عقيانكم…هذا هو ( المعلم) بسام الهلول وارجو ان اكون قدوة احادكم
كم كنت حريصا عليكم ابان تمدرسنا معا
وكان الدرس مني نسيج ام ايتام تخاف عليهم برد الشمال وكم كنت خائفا عليكم وانتم على مقاعد الدرس ان تكونوا نهبا وضحية لإناس ضجرت بهم عوالم الاقتباس ذلك انهم( اقتباسات نافرة) وياللاسف انكم كنتم ضحية درس متعهدين اجتمعت له همجية حفارين
كل ذلك كي يكون وبقصد وتعمد ليصبح المجال واسعا لثقافة( جوبيتر) انهم غلاة يتبرجون في ساحة السلب المعذب يتبرجون لساحة سنشهد فيها جميعا( سقوط المجدار)
الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني