جيوستراتيجيك ميديا ما وراء الخبر
د. بسام الهلول
سرف لاتصدق معه الحياة وعوز تستحيل معه الحياة
عندما تتقدم مؤخرة ( غانية ) على مقدمة ابن خلدون) وتكثر الشواهد العلمية وتزدحم على بوابة الخدمة المدنية وتحاول إخلاصا منك سبرها وتقسيمها كما هو المصطلح عند المناطقة تكتشف اعماق حامليها بلا تكوين يتقدم جوجل وبإخلاص من نواياه لمحو أميتنا يتقدم نفر من طلبتنا لإطلاق مسميات قراهم وبلداتهم على كليات جامعية كما سمعت بأذني( ما حدش ..قال لي) قال احدهم زميلا له اين اللقيا اوالملتقى فرد عليه اخر( محي) يعني بها( كلية الاداب لم يكن عندي فضلة وقت حتى اكمل معه عناوين الأخريات من الكليات !!!اليس من العجب ان تتحول جامعاتنا إلى مرابض للقبيلة تنتعش فيها ( الدوكسا)..ينتفخ فيها بائع السجاير بالتقسيط وما يجمعه يزيد على راتب معلم او استاذ جامعي وفي المقلب الاخر وفي نفس الجامعة ومن خلال ( مقابلة) عقدها واحد من الهواة سال نفرا منهم كم ثمن سيارتك وموديلها فكانت الاستطلاعات على التوالي…اجاب الاول ثمنها ربع مليون
والثاني 100 الف، والثالث78 واخر أفانتي وخجل وتردد …
ثم ماتلبث ان تأخذك المناسبات إلى أبطالها تلميذ في الابتدائية على مقاعدالدرس وبيده ورقة امتحان ففي تراتبية رقم2 كان السؤال لم يقتل الانسان نفسه؟ فكان جواب التلميذ( العيشة في الاردن) الله الله، صبي في ميعة الصبا يصرخ في وجوهنا قائلا: طف الصاع ( لهون بكفي) تمنيت عندها ان يكون لي( قوة) لعلقت هذه الورقة بحجم اللافتات الكبرى على بوابة عمان بجانب كلمات اغنية ( اردن ارض العزم) كما مر علينا ردح من الزمن ايام( عقل بلتاجي) ان نثر العاصمة بهذه اللافتة( الاردن ارض العزم)
عندها تخيلت ان هذه الورقة وقعت بيد زعيم كوريا الشمالية ماذ كان سيفعل!!!؟؟ اليست هذه الورقة جديرة بان تكون هي الوحيد محل نقاش من قبل( الاعيان والنوب) بل يخصص لها دورة كاملة عوضا عما نراه( عكاضا منعقدة) او ذي المجنة والمجاز إلا تصلح هذه الاجابة ان تكون عنوانا لأطروحة دكتوراة بدلا من عناوين( محشفة) من خريجينا( رزيء بهم العلم) أليست هاته خطة شريفة على مسميات خسيسة) كما قالها احد أعيان القرن الخامس عشرة وهو بصدد تراتيب الدولة العربية انذاك واستعراض هذه( الخطط) كما أطلق عليها في تراتبية أعيان الدولة كخطة القضاء وغيرها.. او كما عنون لها( المقريزي) في كتابه( الخطط) او مااسماها( الخزاعي) في عصره او ماطلق عليها الكتاني المغربي( التراتيب الادارية) لقد حاول هذا الصبي وبلغة تحويلية ان ينقلها من خصوصه إلى عمومه اي ان ترتفع إلى مقام( التداولية) بحيث تصير ( مقامة مرتبطة بمشكلات وشخوص مفهومية) بحيث تشكل حقلا لمراتع فيلسوف او عالم اجتماع لاتقل اهمية عما هو( التوس نيكوس المغربي) او( الحريك) كما الشأن عند( البوعزيزي بتونس) او ( النايضة) او الفاكنس)
لعمري هي اعلان محاكمة كما هو الشأن عند فلاسفة فرنسا( mise en cause).. تخيل معي لو لامست هذه الورقة شغوف قلب ثكلى لا نائحة ماذا يكون الفعل حينها؟ انها محاكمة اجتماع باكمله . لعمري والحالة هاته تذكرني عندما كنت متلقيا بين يدي الفيلسوف المغربي استاذي وقدوتي رحمه الله( الدكتور محمد عزيز الحبابي) ومما قاله في كتابه( العالم الثالث يتهم) Le tiers monde ) accuse ؛ اجد ترجمته فيما عليه
حال الطلبة في جامعة مؤتة سرف لاتصدق معه الحياة وفقر وسوء حال لا تستقيم معه الحياة. ماقاله الطفل( العيشة في الاردن)..وكأني يتمتم بكلمات ستكبر معه عندها وكما نوه به المثل الفرنسي La Vengeance Est Un Plat Qui SeMange Froid….وكيف يستقيم الإنشاد وهو يسمع؛
اردن ارض العزم اغنية الظبى… نبت السيوف وحد سيفك مانبا
د. الهلول كاتب ومفكر اردني
