كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، النقاب عن تمرين إسرائيلي جوي مشترك مع قبرص، جرى خلال الأيام القليلة الماضية، يحاكي هجوماً على إيران، مشيرةً إلى أن “سلاح الجو الإسرائيلي كان قد أوقف قبل نصف عام تمريناته بسبب انشغاله في الحرب في قطاع غزة والجبهة الشمالية، ولكنه استأنفها مؤخراً في ظل تهديدات طهران”. وتتحسب إسرائيل لرد إيراني محتمل بعد اغتيال القيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي في قصف استهدف مبنى قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الجاري.
بدوره، أشار موقع “واللاه” الإخباري الإسرائيلي، الخميس، إلى أن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا سيصل إلى إسرائيل اليوم الخميس، في زيارة قال إنها تهدف إلى إجراء محادثات تنسيق حول التحضير لهجوم محتمل من قبل إيران، يجتمع فيها مع رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ووزير الأمن يوآف غالانت.
ولم تعترف إسرائيل رسمياً باغتيال زاهدي في هجوم جوي في العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، ولكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضاً. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم يسمه، قوله إنّ “إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها يمكن أن تساعد في الحد من الهجوم الإيراني من خلال إرسال رسائل تحذير هادئة وعلنية إلى الإيرانيين، وكذلك من خلال استعراض القوة العسكرية في المنطقة”. وأضاف إن “إسرائيل والولايات المتحدة عززتا التنسيق بشأن الدفاعات الصاروخية والطائرات من دون طيار في المنطقة في الأيام الأخيرة قبل هجوم إيراني محتمل”.
وكشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم الخميس، أنّ المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأنّ الرد الإيراني المرتقب، الذي قد يشمل هجمات صاروخية بطائرات مسيّرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، أصبح وشيكاً جداً. وهذه خطوة قد تقود إلى توسع الصراع في المنطقة بأكملها، بحسب ما نقلت الوكالة عن مصادر قالت إنّها مطلعة على المعلومات الاستخبارية الأميركية.
وبدأت واشنطن بمساعدة إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخبارية. وقد أبلغت إسرائيل حلفاءها بأنها تنتظر حدوث الرد الإيراني قبل شنها هجوماً برياً في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وفق الوكالة.
وصباح أمس الأربعاء، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر، أنّ إسرائيل يجب أن تعاقب وستعاقب لمهاجمتها القنصلية الإيرانية في سورية، مضيفاً أن الهجوم الذي نفذته إسرائيل يعتبر هجوماً على أرض إيران وفقاً للأعراف الدبلوماسية. ويأتي ذلك فيما كانت عدة تقارير ومعلومات استخبارية قد أكدت أن الرد الإيراني قد يحصل قبل حلول أول أيام عيد الفطر، وقد يستهدف منشأة دبلوماسية إسرائيلية.
وكشفت مصادر مقربة من أصحاب القرار في إيران، فضّلت عدم نشر أسمائها، الأربعاء الماضي، لـ”العربي الجديد”، أن الحكومة الإيرانية أبلغت واشنطن في رسالة وجّهتها إليها عبر سويسرا وسلطنة عُمان بأنها سترد على الهجوم الإسرائيلي، محذرةً الإدارة الأميركية من خلال الوسطاء من أي تدخل، لأنه “سيعرّض جميع مصالح أميركا في المنطقة لخطر كبير ویشعل المنطقة”، بحسب ما تقوله المصادر.
واستهدفت غارة إسرائيلية، في 1 إبريل/ نيسان الحالي، القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل 7 عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرالان العميدان في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، فضلاً عن خمسة ضباط مرافقين لهما. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال فعالية “منبر القدس” في يوم القدس العالمي، إن “هذه الجريمة (قصف القنصلية الإيرانية) لن تبقى من دون رد”.