الرئيسية / أخبار / هل يدعم البنك الفيدرالي بايدن بخفض الفائدة قبل الانتخابات؟

هل يدعم البنك الفيدرالي بايدن بخفض الفائدة قبل الانتخابات؟

مع الاقتراب من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجه الأنظار إلى بنك الاحتياط الفيدرالي، حيث يرى البعض أن خفضه لأسعار الفائدة قبل الانتخابات يمكن أن يعطي دعماً للرئيس الحالي جو بايدن، بينما أكد محللون أن آثاراً ضارة على المدى الطويل ستنتج عن مثل هذا الإجراء. وأياً كان توقيته، يعطي خفض الفائدة الأميركية إحساساً للأميركيين بتزايد ثرواتهم، من خلال ما يتسبب فيه من ارتفاع أسعار أغلب أنواع الأصول، وأيضاً بما يوفره لهم من فرص إعادة تمويل اقتراضهم بمعدلات فائدة أقل. وخلال العام الأخير من حكمه، حاول الرئيس السابق دونالد ترامب الضغط على البنك الفيدرالي لخفض الفائدة ودعم موقفه في الانتخابات، إلا أن البنك أثبت استقلالية واضحة لقراره أمام البيت الأبيض.

وقال إي جيه أنتوني، الزميل الباحث في مركز جروفر إم هيرمان للميزانية الفيدرالية لشبكة فوكس نيوز، إن “الأميركيين لا يستطيعون تحمل أسعار المنازل المرتفعة مع أسعار الفائدة المرتفعة كما هو الحال الآن. ولكن الإحساس الظاهري بتحسن الاقتصاد مع خفض الفائدة سيسبب لهم الكثير من الراحة”. وأوضح أن “أحد الأشياء التي تحدث عندما تخفض أسعار الفائدة هو أنك تحصل على دفعة مؤقتة للاقتصاد، بسبب سهولة الوصول إلى الديون”.

وأضاف أنتوني: “ولكن إذا سمحت لأسعار الفائدة بالانخفاض بسرعة كبيرة، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى ترتفع أسعار المنازل، وسيترتب على ذلك التأثير المؤقت الذي يشعر من خلاله الأميركيون بأنهم أكثر ثراءً لأنهم قادرون على إنفاق مبالغ أكبر”. وتابع: “إنهم ينفقون الآن خارج نطاق إمكانياتهم، وستكون التأثيرات طويلة المدى لذلك ضارة للغاية، لكن على المدى القصير يبدو الأمر رائعًا”.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة هذا العام خلال اثنين من اجتماعاته الأربعة القادمة، وثلاثة من الاجتماعات الستة المتبقية حتى نهاية العام. وستتعامل إدارة بايدن، على الأرجح، مع تلك التخفيضات على أنها دليل على تباطؤ التضخم وتعزيز ثقة الناخبين في الاقتصاد. وقالت سيليندا ليك، خبيرة استطلاعات الرأي في حملة بايدن لانتخابات 2020، لرويترز الشهر الماضي: “تحظى تخفيضات أسعار الفائدة بشعبية كبيرة لدى الناس. إنها تساعد في بناء الثقة في الاقتصاد في الوقت الذي يولي فيه الناس اهتمامًا أكبر بالانتخابات”. وأضافت: “يشعر الناس حقًا وكأنهم يتعرضون للتلاعب بهم في كل شيء”.

وترك بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه في مارس/آذار للمرة الخامسة على التوالي، وأبقى سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند نطاق 5.25% إلى 5.5%، وهو أعلى مستوى منذ 22 عامًا. وتسبب قرار البنك في إبقاء أسعار الفائدة على  القروض العقارية والقروض وبطاقات الائتمان عند مستويات مرتفعة. وفي وقت سابق من هذا العام، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي بنسبة 3.2%، في حين ارتفعت أسعار المنتجين بنسبة 1.6% الشهر الماضي على أساس سنوي، وكلاهما أعلى مما توقعه الاقتصاديون.

ويتوقع البنك الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024. واستشهد أنتوني بمقارنة الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان للتضخم بالإدمان على الكحول، حيث ستعطي أسعار الفائدة المنخفضة المستهلكين دفعة سريعة، مع عواقب “كارثية”.

وقال أنتوني: “اعتاد ميلتون فريدمان أن يقارن هذه الظاهرة بإدمان الكحول، حيث تكون عملية التخلص من السموم مؤلمة للغاية، ولكنها تؤدي على المدى الطويل إلى الصحة. ولكن إذا سمحت لشخص ما بالعودة إلى الزجاجة، فإنه يصاب بانتعاشة مؤقتة مع تعاطي الكحول مرة أخرى، ولكن التأثير على المدى الطويل يكون عادة كارثيا”. وذكر: “لقد تم تحفيز السياسيين لوضع أحمر الشفاه على الخنزير (ويقصد تجميل القبيح) فيما يتعلق بالاقتصاد، حتى بعد يوم الانتخابات”.

وأضاف: “في الأساس، يتعلق الأمر كله بتجاوز يوم الانتخابات. وبعد ذلك، لا يهم، لأن الناخبين سيكونون قد صوتوا بالفعل. وقال: “لا يهم. خنزير متجمل حتى أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وبعد ذلك، يمكن للواقع أن يستقر ولن يكون له أي أهمية”.

وفي أكثر من مناسبة قريبة، قال بايدن إنه يتوقع أن يخفض بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة. وكان آخر تلك المناسبات الشهر الماضي. وأكد الرئيس الأميركي في فيلادلفيا: “لا أستطيع أن أضمن ذلك، لكنني أراهن – أراهن على أن أسعار الفائدة ستنخفض أكثر”.

وبنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) هو هيئة مستقلة، تتخذ القرارات بشكل مستقل، لضمان إبقاء البنك في مأمن من أي ضغوط سياسية. وتاريخياً، مع وجود استثناءات قليلة، كان أشهرها في عصر ترامب، تجنب البيت الأبيض التحدث عن البنك الفيدرالي. وبعد تعليقات بايدن الأخيرة، أوضح البيت الأبيض أن الرئيس “كان ببساطة يشرح وجهة نظره بشأن الاقتصاد، ولا يحاول التأثير على بنك الاحتياط الفيدرالي”.

وقال أنتوني إن بايدن ليس أول رئيس يعلق على البنك الفيدرالي، بينما قال إن تصريحاته تعكس أن “البنك الفيدرالي لم يعد مؤسسة مستقلة سياسيا”. وأوضح: “سأقول بكل إنصاف للرئيس بايدن، إنه ليس أول شخص يفعل ذلك. لقد كان هناك رؤساء آخرون فعلوا ذلك من قبل، ولكن مع ذلك، لا يزال هذا على الأقل انتهاكًا للياقة”.  وأضاف: “أعتقد أنه يعكس الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو أن بنك الاحتياط الفيدرالي لم يعد مؤسسة مستقلة سياسياً”.