د. بسام الهلول
… وسدنة معابدنا من الغساسنة والسراسنة ( Les Sarasan من ساستنا مشغولون بتطيرهم ولسان حالهم ما غنته البدو…
يا صيته…!!!!! مع هدأة السَّحرووجيبه ( يا صيته هاذي منازلنا)..( والعام يوم المطر جانا ) صيته هذي منازلنـا=العام يوم المطر جانـا
عقب ماحنا وقرايبنـا=اليوم يابعـد ممشانـا…نعم لعمري يا بعد ممشانا
تفارقنـا وماتوادعنـا=وبالقلب ياحر فرقانـا
اطلب من الرب يجمعنا=ميـر المقاديرتنحانـا
…واما اذا جلت في نظرك في تخوم اوطاننا… ترى اصلابا منحنية على رماد محترق ولا زال السكون بالغ الهيبة اذ تركيزنا واصلابنا منحنية نفخا في رماد محترق كما هو مطلب الوحدة
فاقع اللون متل اناء قهوتنا اسود.. اذا لازال معنى الحاضر والوشيك يجري تقطيره في هذا السائل الاسود..
انه المستقبل لهذه الشعوب كيما يأخذ شكله الذي يبرز متصاعدا من اناء قهوتنا ليغدو مرئيا لنا في هذا الظلام الغامض..
كل شيء يبدو ساكنا في موطني..لا اثر للاحداث اليومية والمتسارعة مثلما هي عباؤتنا قهوتنا
…انه يامولاي( ضبح النجر)…. ( ويا صيتة هذي منازلنا )او ماعبرت عنه من حار بها واديها ( دق المهابيش)..
…لقد فاجأني صديقي…في حديثه ومايملكه من خبرات ويحمله من مؤهلات ممهورة بسبابة هذا الوطن …والذي شنّف اذاننا بمغناته( عبدو موسى)..وسميرة توفيق…وجميل العاص..والسقار وذلك الذي رحل من ابناء بني حميدة الذي غادرنا ولم يفرغ بعد من تصابي اغنيته( عمان مهرة محجلة)..
كل هذه الخبرات حملها صديقي الى نيويورك…. لحضور مؤتمر علمي ليلقي ورقته ولما حاول النهوض لاداء النسك…فحار منه الدليل في استخدام ( الانه ارتج عليه من نظافته الى ان استعان بالنادل
مالسبيل للولوج الى هذا ( المستراح)..كما اطلق عليه عند اهل ( غرناطة)……. وما ذكره المقري في كتابه (نفح الطيب )فما كان منه( بكبسة زر)…الى ان امتثل المستراح كما ورد في ادبياتنا العتيقة ومصباح( علي بابا)…شبيك لبيك..انا ( طوع يديك)…فارتج على صديقي من نظافة المستراح…وخاف بل وجل من قضاء حاجته( لنظافته )… فكتب إليّ واقسم وعقّد الأيمان فقال( ووالله انه انظف من جدر اهلي..بلكنة اهل البلقاء( ويقصد( انظف من قدر اهلي)…بالجيم وليست( المعطشة)… رغم عطش الزميل مما به من…غشم هو نفسه وقد اخذ مكانه من مقهى العاصمة بعمان وهي ذات قدم تشم منها رائحة الايام العتاق يوم كنا من اهل العتاق تذكر احزان ( قارئة الفنجان)
**** بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجاني
بصّرت ونجّمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزاني
مقدوري أن امضي أبدا الدهر عروبيا في بحر العشق بغير قلوع
وتكون حياتي طول العمر كتاب دموع
وبينا
اذ هو ذاك نادى بأعلى صوته كما هي عادتنا في تبلغ حوائجنا ( هنو)…ولم يعطه النادل بالا لانه لم يستوعب ( رطانته).. واخيراً وبإصرار منه جاءه النادل وبما انه في حضرة شركائه من قاطني الشام وبلكنة اهلها ليقوم على رفد ضيوفه فطلب منه وبلكنة اهل البلقاء ( اثنين جرفه واحد ائئاو) اي( كيكاو) اي( كأسين ان من القرفة ) ذلك ان اهل البلقاء ينطقون( القاف) جيما..وبدلا من ان يطلب بلكنة اهل الشام ( القاف) بالهمزة( إرفه) غلبت عليه شقوته ففاتته رطانة اهل الشام وظن ان( الهمز يلحق كل الحروف) وهذه عقيدتنا السياسية كما نفثها فينا وفي روحنا النظام السياسي ورحم الله العجلوني في قصيدته ( انفخ بلونك كي يكبر) هو نفسه لبقيت يده مرفوعة في شارع الشانزليزيه لتقف له مركبة عمومية فصاح بأعلى صوته ( الباريسيون ما يعرفون الناس) ظنا منه انه في عمان المهرة ونسي ان ثمة وسيلة اخرى يجلب لنفسه سيارة عمومية وإمعانا منه ومركوزه التراثي والوراثي الأردني كفيلة ان تؤهله اللحاق بمدائن الشام واهل طنجة اذ ينطقون القاف) بالهمز مع شي من التمطيط…وكذا اهل( تطاون) اي( تطوان) في شمال المغرب اذ كانت ( رحل ألسنتنا ) ونحن ننشد
( بلاد العرب اوطاني
مــــنَ الشّـــــــــــــامِ لبغدان
ومن نجدٍ إلى يَمَــــــــــــــــنٍ إلى مِصــــــــــــــرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا ولا ديــــــــنٌ يفرّقنا لسان الضَّـــــادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ… ياولدي فقلت في نفسي أحقا بلاد العرب اوطاني…!!!!أحقا فلا حد يباعدنا..!!!!!ولا دين يفرقنا…شهادات برسم التعليق….على جدار هذا الزمن ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
لعمري..فقلت في نفسي ..لم لي كل يوم من ذُؤالة… وما باله الضغث يزيد في كل يوم على إبّالة وغنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطانيً
الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني