الرئيسية / أخبار / بايدن يدلي بتصريحات متناقضة عن “الخط الأحمر” في غزة

بايدن يدلي بتصريحات متناقضة عن “الخط الأحمر” في غزة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة “إم إس إن بي سي” يوم السبت إن تهديد الاحتلال الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة سيكون “خطاً أحمر” بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك قائلاً إنه لا يوجد خط أحمر و”لن أتخلى عن إسرائيل قط”.

وفي حديث متناقض إلى حد ما خلال المقابلة، قال بايدن “لا يمكنهم أن يقتلوا 30 ألف فلسطيني إضافي نتيجة لملاحقة” مقاتلي حركة حماس.

وكرر دعوته لوقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتوصيل المساعدات، على الرغم من تعثر المفاوضات على ما يبدو.

وكشف في هذا الصدد أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” وليام بيرنز، مازال في المنطقة من أجل محاولة إعادة إحياء المفاوضات.

ورداً على سؤال عما إذا كان لا يزال من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان الوشيك، قال بايدن “أعتقد أن ذلك ممكن دائماً. لن أتخلى عن ذلك الهدف أبداً”.

وكان بايدن قد قال، الجمعة، إنّ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بحلول بداية شهر رمضان “يبدو صعباً”. وأضاف في تصريحات للصحافيين، وهو يغادر على متن طائرة الرئاسة إلى مدينة فيلادلفيا، أنه يشعر بالقلق إزاء العنف في القدس الشرقية من دون وقف لإطلاق النار.

وحث بايدن ومساعدوه نتنياهو بعبارات قوية على عدم شن هجوم كبير في رفح قبل أن تضع إسرائيل خطة لإجلاء جماعي للمدنيين من آخر منطقة في غزة لم تجتاحها بعد قوات الاحتلال الإسرائيلي البرية. ويحتمي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة رفح.

وقال بايدن “هناك وسائل أخرى للتعامل… مع… الصدمة التي سببتها حماس” في إشارة إلى عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تلاها من حرب إسرائيلية وحشية تخلف مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين يومياً.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الاجتياح الإسرائيلي لرفح سيكون خطاً أحمر بالنسبة له مع نتنياهو، قال بايدن “إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط. الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمراً بالغ الأهمية. لذلك ليس هناك خط أحمر يمكن أن أقطع (عنده) كل الأسلحة حتى لا يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم”.

بايدن: نتنياهو يضرّ إسرائيل أكثر مما ينفعها

وقال بايدن إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها” بطريقة إدارته الحرب في غزة.

واعتبر أن “من حق (نتنياهو) الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس. لكن يجب أن يكون أكثر حذراً بشأن الأرواح البريئة التي تُفقد بسبب الإجراءات المتخذة”، مضيفاً “في رأيي هذا يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها”.

وتشير مواقف بايدن الأخيرة، بالتزامن مع السباق الرئاسي، إلى أنه ضاق ذرعاً برئيس الوزراء الإسرائيلي مع تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والانتقادات لإدارته حتى داخل الولايات المتحدة، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن قد تُقدم بشكل متزايد على اتخاذ خطوات أحادية بشأن الحرب، مع استبعاد أي تغيير جذري في دعمها لإسرائيل.

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي سياسياً وعسكرياً لإسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة أكتوبر/ تشرين الأول. وتقدّم واشنطن السلاح والذخيرة، واستخدمت حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار.

إلا أن مواقف الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض تعكس بعض التباين مع نتنياهو وحكومته التي تضم ممثلين لليمين المتطرف.

ويشعر البيت الأبيض، وفق تقارير إعلامية سابقة، بقلق بالغ من التداعيات التي قد تسفر عنها عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حيث يوجد أكثر من 1.4 مليون فلسطيني جلّهم من النازحين، في تلك المنطقة.

وكان نتنياهو قد توعّد، في وقت سابق، بالمضي قدماً في عملية برية في رفح، على الرغم من المعارضة الدولية والتحذيرات المتتالية من قبل إدارة بايدن.