في إطار جهود متواصلة لتعزيز التفاعل والمشاركة السياسية للعرب البريطانيين، استجابت عشرات الشخصيات المعروفة لدعوة “منصة العرب” في بريطانيا لإطلاق حملة منظّمة تهدف إلى تعزيز الحضور العربي في الانتخابات العامة وتحفيز مشاركته الفعّالة في المشهد السياسي البريطاني.
ودعت المنصة في بيانها التأسيسي للحملة، إلى تشكيل فريق تطوعي يعكس تنوع وكفاءة العربالبريطانيين في مختلف المجالات، ويسعى إلى تعزيز الوعي السياسي بين العرب البريطانيين وجعل صوتهم يحمل وزنًا أكبر في قرارات البلاد.
وتبدو هذه الخطوة محطّة انطلاق لمزيد من الجهود، التي تحثّ المجتمع العربي في بريطانيا على المشاركة وتحقيق تأثير أكبر على الساحة السياسية. ويأتي هذا التحرك في إطار استعدادات البلاد للمرحلة الانتخابية المقبلة، حيث يتطلع المشاركون في الحملة إلى الارتقاء بدور العرب في الحياة السياسية في بريطانيا، من خلال التأكيد على أهمية تعزيز الحضور الثقافي والسياسي للعرب، وتحقيق تأثير أكبر في الساحة السياسية لصياغة قرارات تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.
وفي سياق تطوير هذا المشروع الطموح، دعا رئيس “منصة العرب” في بريطانيا، عدنان حميدان، المهتمين الذين شاركوا في الندوة التأسيسية للمشروع في 24 فبراير/شباط الحالي، وأولئك الذين أبدوا اهتمامًا بالمشروع، للانضمام إلى مجموعة عمل تخصصية. ولغاية اللحظة، يضمّ الفريق خمسة وخمسين فردًا، من الكفاءات والنخب العربية الممثلة لمختلف مناطق المملكة المتحدة.
وأكّد حميدان، أن المنصة تسعى جاهدة لتنسيق الجهود العربية بهدف جذب انتباه صنّاع القرار، مع التأكيد على دعم الحفاظ على الهوية العربية وتعزيز التكامل والتعايش في المجتمع البريطاني.
من جهته، ألقى الناشط عمر مفيد، الضوء على أهمية توضيح وتأكيد الهوية العربية في بريطانيا، مشددًا على ضرورة تحقيق وجود قوي وتأثير إيجابي للعرب، مشيرًا إلى أن الجاليات الأخرى نجحت في فرض نفسها في المجتمع والحياة السياسية، بينما تواجه الجالية العربية تحفظًا عامًا قد يكون ناجماً عن الأحداث في الوطن العربي.
ودعا مفيد، إلى ضرورة إيجاد أجسام سياسية عربية داخل حزبي المحافظين والعمال، بهدف تحقيق تمثيل فعّال وتأثير إيجابي في عملية صنع القرار، مؤكداً أهمية الحذر في اختيار الشركاء لضمان تحقيق الأهداف المشتركة والتأثير الإيجابي في المجتمع البريطاني، مع ضرورة البحث عن تحالفات مع مجموعات مشابهة أو قريبة من التوجّهات والأهداف، مثل اليساريين والمؤسسات الإسلامية.
أمّا المستشار محمد حسن، فقال إن القضية الرئيسية التي يسعى المشروع للتركيز عليها في الانتخابات المقبلة في بريطانيا ليست حصراً على العرب فقط. وشدّد على أهمية توسيع الدائرة لتشمل الأقليات الأخرى التي تشارك في القضايا والحاجات المشتركة، لافتاً إلى أن هذا سيمكّن المشروع من الحصول على صوت وفعل أكثر تأثيرًا في المشهد السياسي البريطاني.
وفي سياق تحضيرات المجتمع العربي لتحقيق حضور قوي في البرلمان البريطاني، أكّد المرشح البرلماني حلمي الحراحشة، أن مشاركة الجالية العربية في الانتخابات النيابية المقبلة “أمر لا مفر منه”.
وأضاف الحراحشة: “نريد من يمثلنا داخل البرلمان، نريد أن نكون شركاء بالقرارات السياسية، نريد أن نثبت أن للجالية العربية صوتًا وممثلين”.
ومن ناحية أخرى، أكد الناشط السياسي في مدينة بلفاست الأيرلندية، جمال عويضة، على أهمية التنسيق العربي المشترك، مشيرًا إلى ضرورة “معاقبة حزب العمال البريطاني بسبب موقفه المتخاذل” من الحرب الإسرائيلية على غزة. وأضاف عويضة: “لأنه الحليف الطبيعي للمظلومين والمستضعفين، ينبغي أن يكون حزب العمال منحازًا للمظلومين وإن خالف ذلك فيجب إن يعاقب”.
من ناحيته، رحّب رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات، أنس التكريتي، بفكرة المنصة وشجّع عليها، معربًا عن رفضه استخدام إحصائيات حالية لأعداد العرب بسبب غياب وجود تصنيف للإثنية العربية في الإحصاء العام.
ومن المتوقع أن تشهد بريطانيا انتخابات عمدة لندن في مايو/ أيار المقبل، والانتخابات العامة في نهاية العام الحالي، حيث يستعد العرب البريطانيون لتحقيق تأثير ملموس في هذه العمليات الديمقراطية.