الرئيسية / أخبار / إيران والحوثيون.. كيف يمكن مواجهة مصائر وطموحات متشابكة؟

إيران والحوثيون.. كيف يمكن مواجهة مصائر وطموحات متشابكة؟

عبر تدابير أمنية وتمكين سياسي للجهات المحلية السلمية، يمكن مواجهة محور إيران والحوثيين، وهو تحالف متشابك المصائر والطموحات الإقليمية، وفقا لفاطمة أبو الأسرار، وهي باحثة غير مقيمة في “معهد الشرق الأوسط بواشنطن” (MEI).

وأضافت أبو الأسرار، في التحليل الذي ترجمه “الخليج الجديد“، أن “العلاقة بين الحوثيين وإيران أصبحت عميقة؛ مما أدى إلى تشابك مصائرهم وطموحاتهم الإقليمية، وهنا يكمن  المفتاح لصياغة استراتيجيات واقعية وراسخة لتحقيق السلام في مشهد لا يمكن إنكار وجود المحور الحوثي-الإيراني فيه”.

وتابعت: “على هذا النحو، يعد اتخاذ موقف متوازن تجاه الحوثيين أمرا ضروريا، مع الاعتراف بتعقيد مشاركتهم في الصراع اليمني والتداعيات الجيوسياسية الأوسع، ولا ينبغي لهذا النهج أن يقلل من تأثيرهم أو أن يرد بطريقة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات دون داعٍ”.

وأردفت أنه “في حين أنه من الضروري التدقيق في العوامل التي قد توفر الدعم للحوثيين، ولاسيما عبر أخذ زمام المبادرة في منع الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية في غزة، فمن الأهمية أيضا محاسبة إيران والحوثيين على المساهمة في الصراع والمعاناة في اليمن”.

نهج مزدوج

و”لتحقيق هذه الغاية، ينبغي اتخاذ إجراءات أكبر لتمكين الجهات الفاعلة المحلية الملتزمة بالحل السلمي في اليمن والمنطقة، وهو ما ينطوي على تقديم الدعم لعمليات الحوار الشامل وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية”، كما زادت أبو الأسرار.

وأضافت أنه “من خلال تعزيز شرعية وفعالية الجهات الفاعلة المحلية المعارضة لأساليب الحوثيين العنيفة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في خلق بيئة أكثر ملاءمة للتوصل إلى حل سياسي”.

واستطردت: “كما أن معالجة المظالم المشروعة بين السكان اليمنيين، مثل الصعوبات الاقتصادية والحرمان السياسي وعدم الوصول إلى الخدمات الأساسية، يمكن أن تقلل من جاذبية خطاب الحوثيين وتقويض قاعدة دعمهم”.

وشددت على أن “هذا النهج المزدوج للتدابير الأمنية والتمكين السياسي يوفر طريقا لاحتواء نفوذ الحوثيين تدريجيا مع إرساء الأساس للاستقرار طويل المدى في اليمن والمنطقة”.

تأثير إقليمي ودولي

أبو الأسرار قالت إن “تأثير الحوثيين على السياسة الإقليمية والدولية يؤكد على الحاجة الملحة للتصدي بفعالية للتحديات التي يمثلونها”.

وأضافت أن “قدرتهم على تعطيل طرق الشحن العالمية وأسواق الطاقة، وخاصة من خلال الهجمات على حركة المرور البحرية في البحر الأحمر، أجبرت الشركات على إعادة توجيه حركة المرور، ورفع تكاليف الشحن، مما أدى إلى انخفاض كبير في حجم الشحن”.

واعتبرت أن “العلاقة بين الحوثيين وإيران، رغم أنها تقدم مزايا استراتيجية وعسكرية للحوثيين، إلا أنها تخدم في الغالب طموحات إيران الإقليمية الأوسع”.

وتابعت أن “دعم إيران يضع الحوثيين ضمن محور المقاومة ضد المصالح الغربية والإسرائيلية؛ مما قد يؤدي إلى تورط الحوثيين في صراعات بعيدة المدى، وهو ما يستنزف الموارد ويقلل التركيز على أهدافهم الرئيسية في اليمن”.

ومضت قائلة إن “التحالف بين إيران والحوثيين، الذي اجتذب تدقيقا دوليا متزايدا وزاد من عزلة الحوثيين، أدى إلى تعقيد موقفهم ومصالحهم على المدى الطويل”.

ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملية عسكرية ضد الحوثيين عبر شن غارات على مواقع للجماعة في اليمن، ردا على استهدافها سفن شحن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل؛ رفضا لحربها المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.