الرئيسية / أخبار / الأردن : الفوبيا تُسَرّع بتعديل قانون الانتخاب في الوقت الضائع.

الأردن : الفوبيا تُسَرّع بتعديل قانون الانتخاب في الوقت الضائع.

المهندس سليم البطاينة 

المؤشرات الدالّة تؤكد ان قواعد اللعبة السياسية في الاردن تغيرت ولم تعد ذاتها ، وقد لا اكون مُبالِغاً إن قلت أن غياب الحقيقة والعلانية يعتبر واحداً من أبرز أسباب تهميش عملية التشريع في الاردن ! فـ الأصل في التشريع حسن النية وإلا تحول كل شي إلى خوف ،،، ولما كانت الاشياء تحدث لاسباب وليست وليدة الصدفة ، فعلّه من اللافت أن يتصادف اللغط والحديث عن الغاية التي من اجلها تشددت الدولة وتخندقت وراء سرعة تعديل قانون الانتخاب في الوقت الضائع.

بالتأكيد ثمّة هوس غريب أُبتُليت به بعضٌ من دوائر القرار داخل الدولة الاردنية وهو : الاسراع إلى محاكمة النتائج قبل تحليل الاسباب ! فـ كل حدث لابد أن يَمر بمرحلة دراسة خط الاحداث وتوقعاتها ، وهذا الكلام لا يعني عدم الاكتراث لتساؤلات الرأي العام عن سبب تعديل قانون الانتخاب بهذه السرعة ،،، وكلّنا نعرف أن قوانين الانتخاب منذ عام ١٩٩٣ وحتى يومنا هذا كالطنجرة والطبخة ! الكُل يفتحها ويضع فيها الملح دون ان يشعر به الاخرون ! كل واحد منهم يضيف الملح حسب رغبته.

الحديث عن صناعة الخصومة وشيطَنتُها هو حديث طويل وذا شجون ، وهي صناعة لها ادواتها وطرائقها ، ولعبةٌ برَع في تشكيلها وتحريكها خبراء ،،، والاقصاء السياسي هو سلوك لا يتحلى بالحيادية يُضعف الدولة ومؤسساتها ويترك الناس بلا مشروع أو طموح.

والنظام السياسي القوي يحتاج لمعارضة برلمانية قوية لها القدرة على ضبط وامتصاص غضب الشارع إن دعت الضرورة ذلك في اطار القانون وأحترام المؤسسات ،،، وضعف المعارضة سيؤدي الى ظهور معارضة من خارج ساحات البرلمان ،،، وسيعطي الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي الدور الاكبر في التعبير عن المطالب الشعبية وتفريغ شحنات الغضب الشعبي اتجاه أيّة اجراءات حكومية غير شعبية.

نعم، الكثير من المفردات والتوصيفات تفقد قيمتها عند استخدامها عكس مضمونها ،،، فـ من أبجديات العمل السياسي هي إدراك القوة في السياسة والتشريع والمناورة.

لاشك أن الاعلام الرسمي يمارسُ علينا نوعاً من التخدير ويغير من الحقيقة ، فمنذُ سنوات طويلة ونحن امام انحراف متكرر ،،، ومعروف ان قوة توازن مجالس النواب تقوم على محورين : هما الحكومة والمعارضة ،،، والمعارضة هي الركن الاساس في بناء النظام البرلماني.

فوبيا وخوف دون مبرر ، وتخوفات وتقديرات ليست مبنية على فهم حقيقي للواقع ،،، والسؤال هنا : هل بات مستقبل علاقة جماعة الاخوان المسلمين او جبهة العمل الاسلامي بشكل عام مع الدولة الاردنية يعتمد على الظروف الاقليمية أكثر منها محلياً ، رغم ان الجماعة تاريخياً كانت معارضة موالية للقصر ،، وشكلت مكوّن اساسي من مكونات الدولة ؟

لماذا الخوف ، وهل من داعي لتلك الفوبيا دون مبرر ؟ وهل تريدون من مجلس النواب القادم والذي هو اول مجلس في عهد مسار تحديث المنظومة السياسية في الأردن أن يكون مُفرغاً من السياسة ومن المعارضة ؟

المهندس البطاينة نائب سابق في البرلمان الاردني