الرئيسية / الرأي / أراء / إيكونوميست: انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول اجتياح رفح

إيكونوميست: انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول اجتياح رفح

قالت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية (The Economist) إنه يوجد انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن رغبة رئيسها بنيامين نتنياهو في اجتياح مدينة رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر.

المجلة تابعت، في تقرير  أنه ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر اجتمعوا في القاهرة الثلاثاء، لمحاولة تأمين وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.

وأردفت: “في الوقت نفسه، تزايدت المخاوف منذ أيام من غزو واسع النطاق للجيش الإسرائيلي لرفح، حيث يقيم مليون فلسطيني أو أكثر (1.4 مليون بينهم 1.3 مليون نازح).. وأي توسع في القتال ستكون له عواقب مدمرة على المدنيين، وسيفجر علاقة إسرائيل مع مصر، ويستنفد الصبر الأمريكي”

وشددت المجلة على أن “تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على رفح هو في جزء منه محاولة لتعزيز مكانته، من خلال وعد الإسرائيليين بتحقيق نتيجة حاسمة في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

تكاليف اقتصادية

“لكن مضى إسرائيل قدما الآن في مهاجمة رفح يعتمد على ما إذا كان نتنياهو يستطيع حشد الزخم الداخلي لفتح جبهة جديدة في الحرب، وهذا ليس مضمونا، لاسيما وأن العملية التي يروج لها ستكون كبيرة وستشمل ألوية كاملة من المحتمل أن تبقى في رفح لأسابيع”، بحسب المجلة.

وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي لم يبدأ بعد في حشد القوات للقيام بهجوم  بهذا الحجم، وبدلا من ذلك، قام الجنرالات بسحب قواتهم من غزة وتسريح العديد من جنود الاحتياط البالغ عددهم 300 ألف جندي، والذين تم استدعاؤهم مع اندلاع الحرب”.

واستطردت: “كما أن التكاليف الاقتصادية للصراع تتصاعد، وفي 9 فبراير/ شباط الجاري، خفَّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف إسرائيل من  A1 إلى A2، وحذرت من أن الحرب الطويلة الأمد قد تُضعف المؤسسات التنفيذية والتشريعية الإسرائيلية”.

كذلك “تستمر شعبية نتنياهو في الانخفاض في استطلاعات الرأي، إذ يتفوق عليه منافسه في حكومة الحرب بيني غانتس في نوايا التصويت، وإذا أُجريت الانتخابات الآن، فإن حزب “الوحدة الوطنية” الوسطي، الذي يتزعمه غانتس، سيحصل على أكثر من ضعف أصوات حزب الليكود، بزعامة نتنياهو”، كما زادت المجلة.

حافز للمقامرة

المجلة قالت إنه “في حين أن المأزق الذي يواجهه نتنياهو يمنحه حافزا للمقامرة على الخلاص من خلال التصعيد في رفح، فإن الجنرالات والجناح البراجماتي في حكومة الحرب، بقيادة غانتس، يفضلون متابعة صفقة لتحرير المزيد من الأسرى، وبالنسبة لهم يمكن التعامل مع رفح لاحقا”.

وتابعت أن “إمكانية التوصل إلى مثل هذه الصفقة يعتمد على المحادثات في القاهرة وعلى حماس، التي رفضت إسرائيل مطالبها بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب دائم للقوات الإسرائيلية من غزة قبل أي تبادل للأسرى بين الطرفين”.

واستدركت: “لكن عودة المسؤولين الإسرائيليين إلى القاهرة الثلاثاء لإجراء المزيد من المفاوضات تعكس تقييما إسرائيليا يعتبر أن مطلب حماس مجرد مناورة افتتاحية وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة”.

و”يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حاجة حماس إلى إعادة تنظيم صفوفها وتوفير بعض الراحة للسكان قبل شهر رمضان المبارك، الذي من المتوقع أن يبدأ في 10 مارس/آذار المقبل، قد يجبر الحركة على إظهار المزيد من المرونة بشأن المفاوضات، لتجنب الجحيم في رفح”، وفقا للمجلة.