الرئيسية / أخبار / (شذرات كروية) ….( دبابيس)

(شذرات كروية) ….( دبابيس)

الدكتور المهندس صقر قريش بسام الهلول 

الكل طلاع انجد وما في حدا أحسن من حدا) رخصة لي في ان افتح قوسا او ربما افتح النار هنا لمشاركة الأصدقاء بتسليط الضوء على زاوية ربما لم يُلتفت اليها بالنسبة لأسباب الانتصارات المتوالية لمنتخبنا الأردني بقيادة المدرب القدير حسين عموتة، ألا وهي اثر المدرسة المغاربية على توجيه اللاعبين و ربما الرأي العام بشكل غير مباشر. هذه المدرسة و ليس بالضرورة الكروية و انما بشكل عام ترتكز على أسس سلطانية لا يمكن إغفالها.

فالأمير امير و  الوزير وزير و السفير سفير و على ذلك قس يا رعاك الله، و يقال ان أردت ان تستشف ثقافة شعب ما فانظر إلى أمثاله الشعبية، و لنا في المثل المغاربي  القائل “إذا أنت  امير و انا ا امير شكون (اي من) يسوق الحمير؟”، اذكر حين عودتي و اهلي الى المغرب قادمين من فرنسا بغية  الاستقرار  ما وجدته من اساتذة المرحلة الابتدائية ،و اخص هنا استاذ اللغة الفرنسية سي بو بكر، اذ كان صارما في منهجه العلمي و يصر دائما على الا ينتفخ تلميذ بريشه مهما كان ذكاؤه، حيث كنت اتقن اللغة الفرنسية و اجيدها اكثر من اقراني نظرا لتمدرسي في فرنسا، الا انه لم  يكن يجُد علي بأكثر من 8/10 رغم إكمالي لكل الوظائف بشكل صحيح و كان ذلك يغيضني و مازال على ذلك حتى بلغت معه يقين جهينة. هذا الديدن السلطاني أسبغ تواضعا على المغاربة لم أجد مثيله بين العرب اذ من العجيب ان المغرب قد يكون من البلدان القليلة التي يشعر فيها الضيف انه معزب واهل البلد فيه ضيوف.

تجلت هذه المدرسة في سلوك المدرب حسين عموتة مع المنتخب الأردني، اذ فرض على اللاعبين والإطار الفني مبادئ صارمة لا يمكن تجاوزها فوقع الكل في حالة الصدمة، ولم يكن يتوانى عن وضع الصحفيين والاداريين واللاعبين في مكانهم الصحيح وقد يتفق الجميع ان كثيرا من اصحاب الريش المنتفخ وجدوا أنفسهم عريا بلا ريش.  الآن و بعد هذه الانتصارات بات الشارع الأردني  بمختلف اطيافه مؤمنا ايماناً تاما بقدرة عموتة على قيادة الأردن إلى مصاف عمالقة اسيا، اغلق القوس هنا و التفت إلى زاوية اخرى، الا وهي الجريمة الممنهجة في تنميط سلوك الأردني بنفخه صغيرا في المدارس و صب علامات ممتاز يا بطل إلى الامام تقييما لوظائف مدرسية هزيلة يلحقها ارفع راسك فوق انت اولا، و اتبع ذلك كله تحصيل الشهادات الجامعية لمن دخل دار ابي سفيان، وزد على ذلك الغث و الهزيل من حاملي الدراسات العليا فأصبحت الاشياء كلها بلا قيمة.

  واصبح الفرد لا يرى في الفرد الاخر حقا ليتميز عنه، و هنا الطامة الكبرى، فكل (طلاع انجد ) من هذا المجتمع ينظر اليه انه عادي، بما معناه انت شو جايب ذنب الذيب مثلا؟  فان كنت طبيبا متميزا، فيقال لك عادي هي ابن فلان رجع من البلد الفلاني طبيب، وان كنت معلما متميزا يقال لك عادي هي فلان استاذ زيك ما شاء الله عليه، وقس على ذلك … .وإذا كنا وصلنا إلى هذه الحالة فكيف لنا ان ننتخب قادة قادرين على احداث التغيير كعموتة؟  لا أدرى ولكن أخطر الجرائم تلك التي تقدم على انها فضيلة وهي في عمقها أردى