كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الوسطاء يقتربون من التوصل إلى اتفاق جديد، قد يتم إبرامه خلال أسبوعين، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” قد ينطوي على وقف القتال في غزة لمدة شهرين، مقابل الإفراج عن نحو 100 أسير لدى الحركة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه تمت صياغة مسودة للاتفاق تدمج مقترحات حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي التي تم تقديمها خلال الأيام العشرة الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أن مسوّدة الاتفاق المكتوبة ستُشكل إطار عمل للتباحث في اجتماع باريس، وأنها قد تُفضي إلى إبرام اتفاق فعلي خلال الأسبوعين القادمين، يُحدث تحولّا في الصراع، بحسب وصفها.
في متناول اليد
وبينما لا تزال هناك خلافات مهمة يتعين حلها، فإن المفاوضين متفائلون بحذر بأن الاتفاق النهائي في متناول اليد، بحسب التقرير”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هاتفيا، الجمعة الماضي، مع قادة مصر وقطر، اللذين عملا كوسطاء مع حماس، لمحاولة تضييق الخلافات المتبقية، كما أرسل مدير المخابرات الأمريكية CIA، ويليام بيرنز إلى العاصمة الفرنسية باريس لإجراء محادثات يوم الأحد مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين.
وقد تحدث بايدن أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ي 19 يناير/كانون الثاني، وهو أول حديث بينهما منذ ما يقرب من شهر، وناقش الاثنان كيفية المضي قدمًا مع صفقة جديدة.
وإذا أحرز بيرنز تقدماً كافياً، فقد يرسل بايدن بعد ذلك منسقه لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، الذي عاد لتوه إلى واشنطن، إلى المنطقة للمساعدة في وضع اللمسات النهائية على الاتفاقية، بحسب الصحيفة.
تفاصيل الاتفاق
ويقول المسؤولون إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الآن سيكون أكثر اتساعًا في نطاقه من الاتفاق السابق.
ففي المرحلة الأولى، سيتوقف القتال لمدة 30 يومًا تقريبًا بينما تطلق “حماس” سراح الأسرى النساء والمسنين والجرحى.
وخلال تلك الفترة، سيعمل الجانبان على وضع تفاصيل المرحلة الثانية التي من شأنها تعليق العمليات العسكرية لمدة 30 يومًا أخرى تقريبًا مقابل الإفراج عن جنود إسرائيليين ومدنيين ذكور.
ولا يزال يتعين التفاوض بشأن نسبة الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي بالمقابل، لكن يُنظر إليها على أنها قضية قابلة للحل.
وسيسمح الاتفاق أيضا بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
حل أوسع للصراع
وفي حين أن الاتفاق لن يكون بمثابة وقف دائم لإطلاق النار الذي طالبت به حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن، إلا أن المسؤولين المقربين من المحادثات يعتقدون أنه إذا أوقفت إسرائيل الحرب لمدة شهرين، فمن المرجح ألا تستأنفها بنفس الطريقة التي اتبعتها، بحسب التقرير.
وتضيف “نيويورك تايمز” أن تلك الهدنة ستوفر نافذة لمزيد من الدبلوماسية التي يمكن أن تؤدي إلى حل أوسع للصراع.
وأوضحت الصحيفة أن انكسار الجليد بين “حماس” والاحتلال نسبيا في منتصف الشهر الجاري، عندما تم التوصل إلى اتفاق، بوساطة قطرية، للسماح بتسليم أدوية للأسرى الإسرائيليين في غزة، شكل نقطة لمزيد من المفاوضات من قبل الوسطاء مع الجانبين أسفرت عن تقديمهما مقترحات على الورق لاتفاق أوسع.
وعمد الوسطاء الأمريكيون إلى ربط تلك المقترحات معًا في مسودة اتفاق واحدة.
الأمور تعقدت لوهلة
لكن الأمور تعقدت مجددا، بعد تسريبات عرضها إعلام عبري لنتنياهو وهو يوجه انتقادات إلى دولة قطر، ويصف دورها في الوساطة بأنه “إشكالي” بسبب علاقتها بحماس، مما دفع قطر إلى وصف التصريحات بأنها “غير مسؤولة ومدمرة لجهود الوساطة”.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى باريس، حيث ينضم إلى محادثات بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والاحتلال، لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وينتظر أن يتوجه المسؤول القطري بعد ذلك إلى واشنطن ضمن جولته لنفس السبب.
ووفق صحيفة “المونيتور” الأمريكية، سيلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بكبار أعضاء الإدارة الأمريكية وكبار المشرعين.