اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، على أهمية تجنب الخطوات التي من شأنها زيادة تهديد أمن واستقرار المنطقة، مشددين على أهمية الوقف الفوري لحرب غزة وإقامة سلام عادل.
جاء ذلك خلال استقبال أردوغان لنظيره رئيسي، الأربعاء، بحثا خلاله القضايا ذات الاهتمام المشترك، قبل أن يشهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية، حسبما نقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية (رسمية).
وعقب اللقاء، قال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي، إنه تناول مع رئيسي، سياسات إسرائيل “غير الإنسانية”، واتفقا على ضرورة وقفها فوراً، واتخاذ خطوات عاجلة نحو إقامة سلام عادل ودائم.
وأشار إلى أن الجانبين تطرقا خلال لقاء جمعهما إلى “أهمية مواصلة تعزيز التعاون ضد التنظيمات الإرهابية”، كما أعلن أردوغان توقيع 10 اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون بين إيران وتركيا في عدة مجالات.
وأكد الرئيس التركي أن القضية الفلسطينية هي “القضية المركزية لتركيا وإيران”، ونبه أنه ناقش مع رئيسي “الخطوات التي من شأنها تخفيف التوترات الإقليمية في المنطقة”.
من جهته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه “متفق مع أردوغان بشأن القضية الفلسطينية، وضرورة منح الشعب الفلسطيني حقوقه”.
وأشاد رئيسي بـ”العلاقات الجيدة” مع تركيا، وعبَّر عن رغبته في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى في المرحلة المقبلة.
وعقب اللقاء الثنائي، شهد الرئيسان توقيع 10 وثائق تعاون مشترك في مختلف المجالات، قبل أن يؤكد الرئيس التركي، أن رفع حجم التجارة الثنائية مع إيران إلى 30 مليار دولار هو أحد أهداف أنقرة.
وأضاف أردوغان: “لقد تحدثت مع رئيسي حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها في هذا الصدد”.
وأجبرت وتيرة التصعيد السريعة في الشرق الأوسط رئيسي على إرجاء زيارته لأنقرة مرتين.
وأُلغيت محادثات كانت مقررة في أنقرة مطلع كانون الثاني/يناير بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري والذي قُتل عام 2020 في غارة أمريكية في العراق.
وألغيت رحلة سابقة كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب تضارب الجداول الزمنية للدبلوماسيين المشاركين في المشاورات حول الحرب في غزة.
ووفق وكالة “إرنا” الإيرانية (رسمية)، فإن رئيسي يرأس “وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى” في أول زيارة رسمية له لتركيا منذ انتخابه عام 2021.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني لأنقرة في الوقت الذي بدأت فيه الحرب على غزة بتأجيج التوترات وتصعيد القتال في المنطقة.
ووسط الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، كثّفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتهما الجوية المشتركة ضد الحوثيين في اليمن، رداً على هجماتهم على سفن شحن في البحر الأحمر.
كما استهدفت إسرائيل شخصيات إيرانية في سوريا، بينهم كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني، فيما قالت طهران إنها استهدفت عملاء للموساد في قصف استهدف أربيل، عاصمة كردستان العراق.
كما تبادلت إيران وباكستان الأسبوع الماضي ضربات ضد أهداف وُصفت بأنها “إرهابية”، فيما كثفت تركيا هجماتها ضد مجموعات كردية في سوريا وإيران.
يضاف ذلك إلى التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين في سوريا حيث دعمتا معسكرين متعارضين في الحرب الأهلية في البلاد، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ.
وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان بأسلحة لمساعدتها على هزيمة الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجددا العام الماضي.
وقال مدير مركز إسطنبول للدراسات الإيرانية حقي أويغور لوكالة الصحافة الفرنسية “لطالما كانت العلاقات بين تركيا وإيران معقدة ومتعددة الأبعاد”.
وأضاف “تركيا قادرة على إدارتها، وعلى إيجاد حل وسط بطريقة أو بأخرى، أعتقد أن شيئا مماثلا سيحدث الآن”.
وتتشارك إيران وتركيا حدودا تمتد على 535 كيلومترا، كما يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الوثيقة والخلافات الدبلوماسية.