طأ وإنكار أمريكي تكرر في فيتنام وأفغانستان والعراق من قبل ومرجح أن يتكرر في فلسطين والاقليم لينهي حقبة امريكية طويلة في المنطقة.
رسالة الملك جاءت واضحة برفض التهجير القسري للفلسطينيين، ووقف الحرب وتمكين أهالي غزة من العودة لبيوتهم؛ وعدم الفصل بين القطاع والضفة.
هل استمع بلينكن لرسالة الملك؛ أم لازال متمسكا بالضغط على الفلسطيني والعربي هروبا من الاستحقاق الاساس: وقف الحرب والاعتراف بحقوق شعب فلسطين وشرعية مقاومته.
تطالب أمريكا دول الاقليم بخفض التصعيد واحتواء آثارالحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة، دون ممارسة الضغوط على الاحتلال الاسرائيلي وهو الطرف الوحيد الخارج عن السيطرة.
* * *
حذر الملك عبد الله الثاني خلال لقاءه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن من تفجر الاوضاع في الضفة الغربية بفعل العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون، والانتهاكات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، داعيا للتصدي لهذه الممارسات.
تصريحات الملك عبدالله الثاني تأتي في وقت تطالب فيه واشنطن دول الاقليم للمساهمة في خفض التصعيد واحتواء اثارالحرب والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، دون أن تعمد الى ممارسة الضغوط على الاحتلال الاسرائيلي الذي يعد الطرف الوحيد الخارج عن حدود السيطرة بسبب الدعم الامريكي والاوروبي المطلق، وهو دعم يتهدد بتصعيد كبير في الضفة الغربية وجنوب لبنان والبحر الاحمر.
رسالة الملك عبدالله الثاني وضعت النقاط على الحروف، اذ لا يتصور ان تتحقق التهدئة والمستوطنون وجيش الاحتلال يمارسون القمع والانتهاكات في الضفة الغربي، ولايتوقع ان ينخفض مستوى التصعيد والحرب مشتعلة في قطاع غزة لم تتوقف.
خفض التصعيد لا يمكن ان يتحقق بالتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية ومحاصرتهم في حين يمارس المستوطنون العنف بدعم من جيش الاحتلال وحكومة الائتلاف الداعية لتهجير الفلسطينيين بشكل شبه يومي ؛ وهو تصعيد ياتي على السنة اعضاء الائتلاف من بن غفير وزير الامن القومي وسموتريتس وزير المالية و عمحاي الياهو وزير التراث.
اخيرا لا يتوقع ان ينخفض مستوى التصعيد واميركا تتجنب ممارسة الضغوط على الجانب الاسرائيلي لوقف عدوانه وحربة سواء في الضفة او قطاع غزة؛ بل ان المسؤوليين الامريكان من امثال عضو الكونغرس الامريكي ليندسي غراهام يحتفي بالجرائم الاسرائيلي في حين ان مايك بنس نائب الرئيس الامريكي الاسبق يوقع على قذائف المدفعية الموجهة لجنوب لبنان لقتل المدنيين.
السلوك الامريكي يقود تلقائيا الى مزيد من التصيعد بدل خفضه ؛ فاطالة امد الصراع بحثا عن حلول تناسب الحليف الاسرائيلي، يقابله انعدام فاعلية حكومة نتنياهو بشقيها الائتلافية والطوارئ في ادارة الحرب؛ وتعاظم والانقسامات في صفوف النخبة على نحو يهدد بتوسيع الصراع لحسابات سياسية ضيقة تتعلق بنتنياهو واليمين الديني المتحالف معه.
الدبلوماسية الامريكية اشتبكت للمرة الرابعة لاحتواء التصعيد وخفضة في المنطقة برسم قواعد اشتباك جديدة تبقيه ضمن حدود السيطرة وهو الحد الادنى الذي تسعى اليه ادارة بايدن، فالانقسامات عادت بقوة الى حكومة الائتلاف والطوارئ التي يقودها نتنياهو بشكل حولها الى عبء على الادارة الامريكية الغارقة في تفاصيل الصراع و يومياته.
ختاما .. رسالة الملك عبد الله الثاني جاءت واضحة برفض التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف الحرب وضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم؛ والامتناع عن الفصل بين القطاع والضفة..
فهل استمع اليها بلينكن؛ ام انه لازال متمسك بضرورة الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي هروبا من الاستحقاق الاساس؛ وهو وقف الحرب والاعتراف بحقوق شعب فلسطين وشرعية مقاومته، خطأ وانكار اميركي تكرر في فيتنام وافغانستان من قبل ومرجح لأن يتكرر في فلسطين والاقليم لينهي حقبة أمريكية طويلة في المنطقة.