الهجوم على السفينة المرتبطة بإسرائيل قرب سواحل الهند تم بطائرة مسيّرة أطلقت من إيران.
هذه التطورات تعني توسيع دائرة الحرب الاقتصادية ضد الاحتلال بالفترة المقبلة، خاصة إذا لم توقف إسرائيل هجماتها الإجرامية على غزة.
تمتد تلك التأثيرات إلى التجارة بين آسيا وأوروبا، أو آسيا والولايات المتحدة، مع تعقد سلاسل التوريد، وزيادة التضخم وغلاء الأسعار في الأسواق.
يزيد حدة التوتر بين واشنطن وطهران تهديد إيران بإغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى “إذا لم توقف إسرائيل والولايات المتحدة جرائمهما في غزة”.
أعلنت المقاومة الإسلامية بالعراق استهداف منصة حقل غاز إسرائيلي بالبحر المتوسط وأن الهجوم أصاب الهدف بصورة مباشرة، مما يفتح الباب لهجمات أخرى على منصات الغاز الإسرائيلية.
* * *
لو صدقت تلكما الروايتان لكنّا أمام حدث مهم يتعلق بزيادة نسبة المخاطر الأمنية والجيوسياسية في البحر الأحمر، وتعقد المرور في الممرات المائية الواقعة في المنطقة ومنها باب المندب وقناة السويس وبحر العرب وخليج هرمز.
وما يصاحب تلك المخاطر من فرار مزيد من سفن الشحن العالمية الكبرى، وهروب شحنات النفط والغاز من المرور عبر تلك الممرات المهمة للتجارة الدولية، وهو ما يزيد الخناق ليس فقط على اقتصاد دولة الاحتلال وتجارتها مع منطقة آسيا والشرق الأقصى.
بل وتمتد تلك التأثيرات إلى التجارة بين آسيا وأوروبا، أو بين آسيا والولايات المتحدة، مع تعقد سلاسل التوريد والإمدادات، وزيادة معدل التضخم وغلاء الأسعار في الأسواق، وهو الأمر الذي يربك الحكومات والبنوك المركزية.
يوم الأحد، أعلن الجيش الأميركي أنّ ناقلة مواد كيميائية أصيبت أمس السبت قبالة سواحل الهند بـ”طائرة مسيّرة هجومية أُطلقت من إيران”، وأنّ ناقلتي نفط ومدمّرة أميركة استُهدفت في البحر الأحمر بمسيّرات أطلقها الحوثيون.
وهي نفس الرواية التي تبنتها القناة 12 العبرية التي قالت إن الهجوم على السفينة المرتبطة بإسرائيل قرب الهند تم بطائرة مسيّرة أطلقت من إيران.
صحيح أن طهران سارعت ونفت الاتهامات الأميركية بتورطها في الهجمات على السفينة الإسرائيلية، كما نفت قبلها علاقتها بالهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر، قائلة إن الجماعة تتحرك من تلقاء نفسها.
لكن الولايات المتحدة تصر في المقابل على وجود رابط بين استهداف السفينة الإسرائيلية أمس وإيران، وأن طهران لديها علاقة مباشرة بشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ، استهدفت سفنا تجارية في البحر الأحمر.
بل وتؤكد إدارة بايدن على أن واشنطن لديها معلومات استخبارية مفادها أن إيران قدمت طائرات من دون طيار وصواريخ ومعلومات استخبارية تكتيكية للحوثيين، وهو ما يزيد من منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
يزيد حدة التوتر تلك بين واشنطن وطهران تهديد إيران بإغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى “إذا لم توقف إسرائيل والولايات المتحدة جرائمهما في غزة”، كما قال مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون التنسيقية الجنرال محمد رضا نقدي، وزيادة حدة المواجهات بين البحرية الأميركية واليمنية في البحر الأحمر، وإعلان الحوثيين يوم الأحد أن البحر الأحمر سيكون ساحة مشتعلة إذا استمرت أميركا وإسرائيل في ممارسة سياسة البلطجة في المنطقة.
أما التطور الثاني، فيتعلق بإعلان المقاومة الإسلامية بالعراق أنها استهدفت منصة حقل غاز إسرائيلي في البحر المتوسط، وأن الهجوم أصاب الهدف بصورة مباشرة، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام هجمات أخرى قد تستهدف منصات إنتاج الغاز الطبيعي الإسرائيلية الواقعة قبالة السواحل اللبنانية والفلسطينية.
هذان التطوران قد تلحقهما تطورات أخرى منها مثلا استهداف حزب الله اللبناني مواقع إسرائيلية لإنتاج النفط والغاز في البحر المتوسط، واستهداف جماعات يمنية أو عراقية أو سورية أهدافا اقتصادية إسرائيلية أخرى بما فيها موانئ دولة الاحتلال الواقعة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط.
وهو ما يعني توسيع دائرة الحرب الاقتصادية ضد الاحتلال في الفترة المقبلة، خاصة إذا لم توقف إسرائيل هجماتها الإجرامية على غزة.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي