د. بسام الهلول
على شاطئ نهر بورقراق وفي العدوة الاخرى منه ( سلا) تناظر خليلتها رباط الفتح وعلى مرأى من ذلك العسف من النخيل يرقد طائر( لاسيقون) او ( اللقلق ) ذي العنق والساقين الطويلتين يناظر طائرنا هنا في الشرق( ابو سعد ) ذاك ابيض وطائرنااسود او كما يقول المغاربة ( اكحل) مما يذكرني في الرقيب (عافت) مدربنا في العسكرية ابان كنا طلبة في الجامعة ومن اوائل ما تعلمناه الصرخة الاولى يستنفرنا ويحفزنا للطابور ( الحق سعد)وكان من فضولي واغلى الاماني ان الحق بسعد وانتهت الدورة العسكرية وانا كلي شغف وحماسة ان الحق بسعد ولم يستطع احد منا اللحاق بسعد وعند نهاية الدورة سألته هل كان من المحال ان نلحق بسعد !؟ فنظر الي مشفقا وقال حتى انا وطيلة ايامي في الجندية لم أستطع اللحاق بسعد
– [ ] وانظر الى هؤلاء وعلى اختلاف رتبهم ما استطاعوا اللحاق ( بسعد)..وتخرجنا في سلكها و كان من اعز الاماني ولكن هيهات ان نلحق ( بسعد )وشاءت الاقدار ان التقيه اي الرقيب( عافت)..وقد بلغ به الكبر في سوق( الرياطية)..بمادبا وسالته بعد ان انحنيت مسلما ومصافحا وغالبته ضحكته ، فسالته سر هذه الضحكة؟ فقال؛ هل التقيت بسعد؟ قلت مضت سنون ولم الحق به. فقال؛ ياولدي هي اختصار الجملة التالية (الى الحركة استعد) وعلا الصوت منا ( قهقهة)..كم كنا اغرارا وبلهاء وسذجا كي تنطلي علينا هذه الاحجية او اللغز !!!
وها انذا التقيه وكان الناس ينادونه هنا بمدينة (سلا) آسي (الفيتنامي) وهو مغربي من الاب والام ولكن البيولوجيا والاخلاص للفكرة بل التماهي فيها الى رجل من رجال ( الفيتكونغ) اتباع( هوشي منه) وحكى لي القصة انه استطاع ان يلتحق بعد هروبه من الحامية الفرنسية برجال ( الفيتكونغ) لما شاهده وعايشه من اخلاص وتفانً لزعميمهم ( هوشي منه) الى درجة الفناء ووصل الحال بهم عندما يقتل الواحد منهم لهجه عند الغرغرة( هوشي منه .. هوشي منه) ثم يسلم الروح لبارئها عندما يكون القائد بحق رائدا لأمته لا يكذبهم يعيش كواحد منهم. ولبث فيهم المغربي الفيتنامي بين اظهرهم مقاتلا وزوجوه منهم ووصل به الحال ان الجغرافية فعلت فعلها في تقاسيم وجهه حتى ظننته (فيتناميا) عندها عرفت ان الجغرافية تغالب البيولوجيا او قد تتعاونا. نعم انها الافكار تتدخل في صناعة الراس والوجه معا حتى تعود الراس تاخذ شكل الافكار التي تحملها وبقيت هذه العبارة في المجرد الى ان رايتها عيانا كما اراها اليوم ماثلة على السنة الرجال الاحياء والشهداء كلهم لهج( غزّة) ( غزّة)
لقد انتبذت غزة مكانا قصيا دون محيطها العربي المتخاذل المتأمر انها ساعة طهر في زمن الخطيئة لاتملك حيال ولادتها ونجابتها الا ان تكلم عترتها ومحيطها الا ( رمزا )…وكما حمل عني طلبتي( ولادة الطهر في زمن الخطيئة لا تملك حيال قومها ان تخاطبهم الا رمزا ) في هذا الزمن السياسي الرديء عادت معه غزة اقتباسا نافرا في نص اعرابي متهالك ، بتنا خيفة وتوجسا ان يأتمر بها محيطها العربي الرديء فهي بين شارتي الطفلة التي كتبت رسالتها الى من سيأتدمون القضية والى الطفل الفلسطيني الغزي ( نحن اطفال فلسطين لا نكبر بل يقتلوننا قبل ان نكبر رسالتان هنا على بوابة المؤتدمين غدا ( لحم غزّة)…. مااقسى زمن يأتمر الابهام فيه على الاصبع
– [x] واليك مستهم القول ما يؤهله ان ندرجه بحق علامة ( SIGN) كما المألوف عند علماء اللسان من مثل( جاك دريدا) ومحمد مفتاح المغربي سمعتها تقول:
– [ ] صحيح انا زغيرة
– [ ] ، بس انا حامل قضية كبيرة، فلسطين ارضي
– [ ] وما حدا بقدر ينزع حقي ) اه الاقتباس .
– [ ] واخر يوجه اليه سؤال لما تكبر شو حاب تصير ؟
– [ ] فرد قائلا: (اطفال فلسطين ما بكبروا
– [ ] ؛ بقتلونا قبل ما نكبر )اه الاقتباس.
– [ ] هذان الاقتباسان مطابقان للتلفظ والتفكيك والزمن الكرونولوجي الامر الذي يحقق نصاب نقلهما الى مقام التداول العام من حيث تناولهما مشكلة مرتبطة بشخوصها المفهومية مما يؤهلنا ادراج هذه ( التهجئة).. على جدول اعمال قمتين: الأولى ( عربية)والثانية( اسلامية)..ولا نعدم من يفك ( شيفرتها).اذ تحقق فيهما (الملفوظ نصا ).
– [ ] الامر الذي يؤهلهما لبلوغهما النصاب كي تنعقد الجلسة والمجلس لينظّر كل منهم وان اختلفت ملامحهم ومشاغلهم فهذا يقلب الاوراق واخر يمسح عثنون لحيته
– [ ] واخر يدخن غليونه الابنوسي وبعضهم يفكر كيف يعبر الى معجم تراكيبه ؟ وكلهم الان كيف يعبرون من مطلق معجمهم من مطلق لغوي الى مطلق لغوي، ؟!
– [ ] ايها المؤتدمون ؛
– [ ] دعوني اتلو عليكم من دفتري المدرسي عندما كنت في الابتداء :
– [ ] ( انبذوا الكلمات لا تدعونا ننصت الى صوت السباب ونعت الخيانات رغم قناعتنا …..
– [ ] ياقوم ايها المؤتدمون ؛للتو ..دعوني اتلو عليكم من ورقه بعد ان عدت اليه مرارا اقلبه بين حين واخر والفارق اليوم ان حروفي كانت في البدء مائلة ثم استقامت…
– [ ] حان الوقت ان تكونوا كحروف الاطفال بعد ان كانت مائلة اليوم مستقيمة..
– [ ] ايها المؤتدمون ؛
– [ ] اليوم لاتكونوا كضجة تتردد في المنتأى وان تكونوا لغزة مواثيق وفاء لا مواثيق للجرح
– [ ] غزة ياقوم هي بين بسملتتا وصلاتنا ..انها ذاكرة المنتهى كلما اوغلت بنا الرؤى في الغيوب.
الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني