د. بسام الهلول
بينما كان احد الارادنة مشرقا وقد اعياه التعب ، سأله احد المغاربة ما لهفيت عندكم؟ قال؛ ما يثرد في القصعة من فتات الخبز ثم يسكب عليه ( اللبن)ويثرد عندها يستهمه القوم ويتهافتون عليه فنظر المغربي وبسر فرد عليه قائلا؛ لعلها ما يماثل (الرفيسة) عندنا او( المشوطة) عند اهل البلقاء كما ورد في رحلة( الجبرتي)…واعيان بعض الرحالة هدا ما تنادت به الركبان ..في تغريبتهم او ان شئت فقل في ( تغريدتهم)..كما الشان في ( التويتر) او لعلها تصلح بابا في مفتتح ( الاسفار)وهذا ما حدثني به وتناقلته الاخبار وفي سني ما مضى وفي مادة ( حقوق الانسان وما اطلعنا عليه ارشيف الزمان (ان قوما تأخر عليهم القطر من السماء .وكادت ان تنفق الاغنام وفيها جف الضرع ، مما حدا بهم ان يستسقوا الغمام ببركة الشيخ المعمم اذ دعوه وقالوا له استسق لنا لعل الله ببركتك ان يرزقنا الغيث. فما كان منه ان انزل الحمل عن حماره، واذ بها صناديق من (اوراق الانتخاب) ودعوة للانخراط في (الاحزاب) انه يا مولاي؛ كما ذكر (الجبرتي)..في رحلته والذي اصبح كائنه (مقلوبا)معياره النفاجة والرداءة والافك والفساد استيلاء يجبُّ ما قبله فما ان يلتقي اربعة خامسهم كلبهم باسط ذراعيه في الوسيط وخبرتهم في السياسة لا تتجاوز الباع حتى يقر في بالهم ان صفحة تاريخية بدأت بهم
لاتكن مع من يلعن طارق الذي احرق سفائنه
في حين تستمتع مع نماذج شائهة اكلت بعرق المتعبين والذين علا فيهم اصوات (ابو سعيد النحس الذي جلب (معه عنزه المحفلة) لبيعها في السوق. كما هي بعض الالقاب في الحراك الحزبي او كثيرا منها (محفلة)…اي امتلأ بل فاض (ضرعها) من الحليب كي يصطاد بها بعض (السابلة) فيغتر بها الشاري ويظن انها (كثيرة الدر) وإذا ما اقدمت صاحبته لحلبها، في المرة الثانية (صكت وجهها) لانها (غرر وخديعة) وخلابة اذ كثيرا مما نراه ونسمعه من اعيان. يتقدمونها في عبر هذا الزحام والحراك السياسي (خلابة) و(محفلة) (مثلما (يحيّن ديد العنز). ليلة ان يبيعها في باكورة الساعة من السوق
وتعود صاحبة البيت (ندامة الكسعي(
ان من يبيع (الشعارات)المحفلة اشبه بل وامثل من ذلك البدوي (الذي غرر به) مما شاهده وعاينه من (اثداء العنز(المحينة) اي الى حين وكذا الشعارات في حراكنا الحزبي الا من رحم.
انه يا سيدي (الاستبعاد الخفي) لكثير من قضايا هذا الشعب المكلوم والمفترى عليه…وملهاة مثلم ا(الصياد الغر)…على شاطئ بحيرة يفتش في الاصداف في حين( اخذ المحار طريقه في البحر سربا يحسبه الظمأن ماء(
عزيزي؛ كي لا نقع في اغتراب مزدوج في علاقتنا مع وطن وهذا هو المسوح السائد من العسف والظلم والضيم.
وهذا مااطلق عليه (الفيلسوف الافريقي (هومي بابا) المنطقة الثالثة التي يسودها العتم، مما يحول دونها (مرقص الثعابين).. من ان يسودها الوعي وهذا ما يحول دونها ما نراه من (الهية الاحزاب) ذلك ان ام الايتام بحاجة الى ما يقوت ابناءها من (الهفيت) او( المشوطة او (الرفيسة) وها انتم تتسابقون مع الفجر كي لا يقف الايتام (ان ما في القدر الا حصى)…واقولها (ان ما في القدر الا حصى(
اليتيم بحاجة الى دولة تتصدر دورها التمثيلي المنفتح على الناس توثر الاجتماع وتنتهل شرعيتها منه.
الارامل بحاجة الى كيان يتماهى فيه السياسي مع الاجتماعي لا كما نشاهده من سمته (الاعضال)عندها يصلون معكم الى (يقين جهينة) وعند جهينة الخبر اليقين.
الدكتور الهلول كاتب ومفكر أردني