وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التمسك بحل الدولتين كشرط للتطبيع مع السعودية.
جاء ذلك، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وفقا لما ذكره موقع “واللا” العبري.
وقال الموقع إنه خلال لقائهما في نيويورك، اتفق الرجلان على أن “المكون الفلسطيني في الاتفاق مع السعودية سيرتكز على مبدأ الحفاظ على القدرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في المستقبل”.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدر مطلع على تفاصيل اللقاء، القول إن بايدن لم يقدّم لنتنياهو قائمة بخصوص المطالب الأمريكية التي تتعلق بتقديم تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين كجزء من اتفاق التطبيع مع السعودية، لكنه أكد أنه يتوقع خطوات من شأنها أن تبقي الباب مفتوحًا أمام اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني مستقبلي قائم على فكرة حل الدولتين.
من جانب، آخر أكد المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو وافق على المبدأ بشكل عام، لافتا إلى أن التحدي الذي يقف أمامه يتمثل بكيفية ترجمة ذلك إلى خطوات عملية.
ووفقًا لمصادر أمريكية مطلعة في الرئاسة الأمريكية، فإن البيت الأبيض يبذل جهودًا كبيرًة في محاولة التوصل إلى صفقة شاملة مع السعودية في الأشهر المقبلة، قبل أن تتصدر الانتخابات الرئاسية جدول أعمال بايدن.
وأوضح موقع “واللا”، أن البيت الأبيض شدد للحكومة الإسرائيلية أنه سيتعين عليها الموافقة على تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين، كجزء من الصفقة الشاملة التي ستشمل أيضًا التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وسبق أن أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بأن القيادة السعودية أوضحت له أن القضية الفلسطينية ستلعب دورًا مركزيًا في أي صفقة مستقبلية مع إسرائيل.
ونقل الموقع العبري، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية، قوله إن “المحادثات بشأن الجانب الفلسطيني من الصفقة السعودية ما زالت في البداية”.
وأشار إلى أن السؤال الأساس يتمثل بكيفية ترجمة المبدأ العام الذي ناقشه بايدن ونتنياهو إلى خطوات عملية على الأرض.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن “التحدي الرئيس هو أن كل طرف قد يعطي تفسيرًا مختلفًا لمبدأ إبقاء حل الدولتين حيًا، وفي مثل هذا الوضع، قد تنشأ خلافات كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة بمجرد بدء مناقشة تفاصيل تقديم التنازلات من الجانب الإسرائيلي”.
من جهته، رأى المحلل والكاتب السياسي براك رابيد في موقع “والا” وصحيفة “هآرتس” العبرية، أن المكون الفلسطيني في الصفقة الشاملة مع السعودية، هو نقطة ساخنة سياسية في واشنطن والقدس والرياض.
وأضاف رابيد أن “البيت الأبيض يريد أن تقدم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين من أجل الحصول على دعم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لاتفاق قد يشمل أيضًا تحالفًا دفاعيًا بين الولايات المتحدة والسعودية”.
وتابع: “لكن التنازلات الكبيرة للفلسطينيين من جانب نتنياهو ستثير معارضة قوية من أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة، ومن داخل الليكود، وتهدد سلامة الائتلاف الحكومي”.
ويرى نتنياهو أن التطبيع مع الرياض هو هدف رئيسي للسياسة الخارجية، ويمكن أن يعزز إرثه، لكن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية الحالية على أي تنازلات مادية للفلسطينيين أو السعوديين كما تطالب ببرنامح نووي خاص، أصبح موضع تساؤل، ومن غير المرجح أن يقبل حلفاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، الذين يعتمد عليهم ائتلافه، مثل هذه التدابير.
وجعل نتنياهو التطبيع مع السعودية “موضوعًا رئيسيًا” في حملته الانتخابية العام الماضي، ووعد بالبناء على “اتفاقيات أبراهام” التي توسطت فيها الولايات المتحدة و”توسيع دائرة السلام”.
وفي عام 2020، أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب.
ويبقى الأمل الأمريكي، الذي لم يتحقق حتى الآن، هو أن تحذو دول شرق أوسطية أخرى حذوها، حيث أن توقيع السعودية، قد يدفع الآخرين للسير على ذات الخطى.