د. بسام الهلول
اكَعد ..( اجلس)…بهذا كوووووود يجيك (بكم)…… ….( السيارة )احمد العثمان ياااااااتي وياخذك)….
لعمري :
انها ( اسمار من دفتر ( المنيرفا) ( MINERVA)
كثير من الافكار لاتبدا الطيران الا بعد ان يرخي الليل سدوله كمثل( بومة المنيرفا)… كما وصفها هيجل مستهمات هي لأم الرأس…
بل هي( هوامل للفكر )..يلم شتيتها( الشوامل)…والهوامل من الابل ؛ ما يترك للرعي وهي اضراب من الحيوانات ملقىٓ على عاتقها جمع شتيت ( الهوامل)…هي( صوىً)..وعلائم تذكر الكاتب او الناقد او الفيلسوف بان يشرع في استكمال ما تركه بالامس لمشغلة..
واليك بعض هذه ( الهوامل)..من الفكر( تحريك الكاف)…وهي اضراب من المفتتحات يغلب عليها( الدارجة)..كتنهيدة ذلك البدوي الذي غادر مرابعه( قسرا)..بعد ان اذاه ذو قربى او عاف اهله وعشيرته او غادرها لمطلوب العيش الكريم او غادرها لاضطهاد سياسي او سفه ( ديكتاتور)..او مهاجر شغفه الحنين حبا اذ يقول:يادار من كثر التواجيف ( الوقوف)..عفناج ( عفناك)..اي( قرفناك ِ)..ولم يضطره العود اليها او المرور بها الا وجود احد من والديه(.يادار عفناج لولا بيك حدا من والدينا)..
..واخر يضيق بالنهج السياسي في موطنه فتراه وبلكنة عامية. مثلما هي عند. حراك اهل بيروت ( كلّن ..كلّن.. يعني كلّن)..
فل..فل..منتا بيّ الكل)..
…ايران برّا برّا…بغداد تبقى حرّة
هرمنا..هرمنا..او ما علت به الحنجرة من ايام تونس ( ابن علي هرب)..ولم نفعه توبته( عند الغرغرة يوم ان ركع وقال ( فهمتكم توا)..
او ما جاء شجى على وتريات ناس الغيوان وجيل جيلالة الفرق المغربية وهم يغنون للمهمشين وبيوت الصفيح( الزينكو)..فين غادي بيا…يا خوي…؟!!
..واخر بلغ به الضجر …( صار البحر جبانة..والحوت جاه عشاه..
..الشط بعيد..والبوغاز..راه بعيد..
…الذراع عيا…وامواج كليبة…والهوا خاد الثمن..ودا المجداف معاه
…العمارات عالية…والكواخ مردومين…
..بحوري عامرة….وحنا جيعانين..
واخر يتوجع من ظلم الاوطان وعهر ساستها ….
..انا مواطن..والسمطة ( الحزام).:عليا
والجنوي (السكين)..ماضي يجرح يديا..
…ويختم محذرا السلطة السياسية
..يكفي هماج ( توحش)..ويذكر الاستبداد واربابه…راه احنا…اولاد العالم…
…لعمري وان كانت الدارجة الا انها اصبحت. موضوع تأمل فلسفي، بل ومرتعا خصبا لتوليد (المفاهيم)…بل تصير متميزة بمكونات معينة ومرتبطة بمشكلات متعددة وشخصيات مفهومية…
…ومن طريف مامر بي من غميس ذكرى.. ابان مباشرتنا. الوظيف الاول التعليم كمهنة اننا وبعد صدور كتاب تعيين صديق في ملاك التربية وكان الموقع المشار اليه في كتاب التعيين (طور الحشاش).. وعلى حد تعبير مصنفاتنا القديمة (احد اعمال محافظة مادبا)..
وطفقنا بحثا في …..(سوق الرياطية ).. ووجدنا شيبة اي كبيرا في السن وما كان مني ان سألته كيف الوصول الى (طور الحشاش) …فنظر الينا ولباس الزميل غاية في التانق ذلك ان مقدمه من ( بغداد)…عليه علائم….ووسامة التحضر كما العهد من قديم عهد بغدان. او بغداد والتحضر وعلائم العافية بادية عليه عندها عرفت معنى.. كلمة ( بغدان)…اي متبغدد ساكنها وعليه مما تركه ( المسكوف)…سمك بغدان..اثر نعمة…طبعا الزميل هذا من مدينة السلط وكان عريف الصف ابان الثانوية …في كلية الشهيد فيصل..ولعلها مناسبة ان نسدد بعض حسابات قديمة معه ..فنظر الينا الشيبة مشفقا…فقال ؛ وبلكنة بدوية ( ولا زال رجع الصدى هنا ا فيما تركته ظلالها الصوتمية يرن في اذني…( اكَعد بهذا كووووووود يجي بكم( سيارة)..احمد العثمان ياااااااااتي وياخذك)…ففهمت من خلال رطانته. ممتزجة بنظرة اشفاق ان امرا لايسر ينتظر صديقنا….فمعامل الجملة او الجملة العاملية هنا من خلال التلفظ انه مطابق( للتفكيك)…Decodage…ومطابق للزمن الكرونولوجي لايحمل جملة من التأويلات ونبر واضح غير غائم خبيء شفتيه هي اللحظة نفسها عندما سألت فرنسيا ونحن على سلم المترو في اقبية باريس كم الساعة مسيو؟. فرد ولم يلتفت !!!! Quelle heure est-il, Monsieur ? حان الوقت ان تشتري ساعة Il est temps d'acheter une montre
…ياااااااتي…..وياخذك…est très difficile, dit-il
ابحرنا معه منطق( الصحراء)…الداخل مفقود
والخارج ( مولود)….ويمثل الزمن المعطى( GivenPrimary Time…..حيث يأخذنا الى خزين ثرٍ من. الطبيعة والبدائية والعجائبية..والى ساعة ( جوزيف كونراد)..( في ذلك الوقت كانت ثمة فضاءات فارغة كثيرة على الارض ، وكنت اذا رأيت بقعة تشدني على الخارطة اضع اصبعي عليها قائلا ، عند ما اكبر سأذهب الى الهناك)
..نعم ان هدا البدوي ينزع الى صورة مثاله
..لعمري ؛
انها مسافة تستدام لحق الغير….قد توضع النفس قيد الشطب كما فعل نيتشة….وقد توضع المعرفة كذلك كما فعل هايدغر…الا ان ذلك الشاب الفتي جاك دريدا احتفظ بحق القيد مما خطه الاخرون ومنهم هذه( الشيبة)… ان ترك لنا علامة وان كانت ساذجة بسيطة الا ان من واجبنا الاحتفاظ بها ذلك ان الاخر له حق القيد مما خطه هو او اخرون نسجوا على منواله..على ان تكون بشكل مقروء … The Sign is That ill NamedThing
يالها من كلمات خرجت من شيبة الحمد…وبمنفتحها الدلالي في زمن اتسمت سلميّتنا في تراتبية ( الفعل المقلل)… فراغ قوة او (….Power Vacuum والذي خلت من عدته نهج مفردات الزمن التايلوري)… اي ما يضع الفرد على شرط القوة ….(كووووود يجي(..بكم )احمد العثمان….ياااااااتي…..وياخذك) انها ساح مما وضعنا بها منطق( شيبة الحمد)..البدوي ان منطق الصحراء وخطابها لايعرف التيئيس وانما وضعنا في دائرة( الممكن) اذ لا مكان للمستحيل في رحبة الصحراء…. وهذا واضح من مفردات خطابها، ومعادلها الموضوعي الذي يقوم على الالفاظ وما درج على السنتهم قولهم ( وكاد)…. اي قريب من ذلك واذا ما سالته عن (عنونة)…احدهم يغرقك في الابهام والايهام ( مقرط العصا)…لكنه لا يضعك في …….دائرة (المحال)… وهذا هو( المعادل الموضوعي)… الذي يقوم عليه-شخوص -اهل الصحراء – المفهومية)…انها لعمري ايها المتصفح بقايا مهشمة تجاوزت بها افتتانات جمالية ومعابثات مزاجية.. انها تراتيل صحراوية….
د. الهلول كاتب ومفكر اردني