الرئيسية / أخبار / الحرب على خمس جبهاتٍ لتدمير إسرائيل قاب قوسيْن أوْ أدنى

الحرب على خمس جبهاتٍ لتدمير إسرائيل قاب قوسيْن أوْ أدنى

زهير أندراوس

في مقالٍ جديدٍ حذّر اللواء في الاحتياط يتسحاق بريك من أنّ الحرب الكبيرة ضدّ إسرائيل باتت قاب قوسيْن أوْ أدنى، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّها ستكون أصعب وأخطر عشرات المرّات من حرب أكتوبر عام 1973، مُطالبًا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالإعلان فورًا عن حالة طوارئ وطنيّة للاستعداد للحرب التي ستكون، بحسب رأيه، متعددة الجبهات، وأنّ الكيان غدا أمام ما أسماه (خراب الهيكل الثالث).

 وأضاف اللواء بريك إنّ التهديدات من إيران وحزب الله تتصاعد، حيثُ يؤكّدان أنّهما بصدد شنّ حربٍ ضدّ إسرائيل بهدف إزالتها، فيما يُحذِّر وزير الأمن الإسرائيليّ، يوأف غالانط والقائد العّام للجيش، هرتسي هليفي، من اندلاع حربٍ متعددة الجبهات في المستقبل القريب، كما أنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) نبهّت لسيناريو الحرب المتعددة الجبهات، على حدّ تعبيره.

 وطبقًا له، فإنّ الحرب المتعددة الجبهات والتي سنخوضها إسرائيل ستندلع على خمس جبهاتٍ في آنٍ واحدٍ: حزب الله في لبنان، الميليشيات الداعم لإيران في سوريّة والجيش العربيّ السوريّ، حماس والجهاد الإسلاميّ في غزّة، واندلاع انتفاضةٍ جديدةٍ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وبالإضافة إلى ذلك اندلاع أعمال شغبٍ وإخلالٍ بالنظام بمشاركة عشرات الآلاف من فلسطينيّ الداخل المُحتّل، ومن الناحية الأخرى، أضاف اللواء الإسرائيليّ، سيتعرّض الكيان لقصفٍ صاروخيٍّ، بمعدل 3500 صاروخ باليوم، بالإضافة إلى المقذوفات والطائرات المُسيَّرة، التي ستستهدف العمق الإسرائيلي، الأمر الذي سيؤدّي لخسائر جمّةٍ في الأرواح والممتلكات، كما أكّد.

 وشدّدّ اللواء بريك على أنّ الحرب المُقبلة ستكون أصعب من حرب أكتوبر 1973 بعشرات المرّات، وستدور رحاها بشكلٍ خاصٍّ في العمق الإسرائيليّ، الذي ما زال حتى اليوم ليس جاهزًا وغيرُ مُستعِّدٍ لهذه الحرب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ ه ذه الحرب تختلِف عن حرب أكتوبر 73 بعدّة عوامل: الحرب، أضاف ستُدمِّر المراكز السُكانيّة المأهولة، البنية التحتية للمياه، الكهرباء، الغاز والنفط، كما ستُدمِّر البنية التحتيّة الاقتصاديّة وأيضًا المواصلات، وقواعد جيش الاحتلال، والبنايات الحكوميّة على متخلف أنواعها، بالإضافة لأهدافٍ إستراتيجيّةٍ أخرى، على حدّ تعبيره.

 ورأى أنّه بالإضافة لذلك، ستلعب الفوضى القائمة اليوم في الكيان دورًا مهمًا، حيثُ الكره العميق بين اليمين واليسار، بين العلمانيين والمتدينين، بين العرب واليهود، بين رجال الجيش بالاحتياط الذين أعلنوا عن رفضهم المثول للخدمة وبين أولئك الذي قرروا الانضمام، وفوق كلّ ذلك، فإنّ الانقلاب القضائيّ، الذي تقوده الحكومة، يمنع المواطنين من الاهتمام بالحرب وصبّ جُلّ اهتمامهم في الانقلاب القضائيّ، والأخطر من ذلك أنّ حكومة نتنياهو لا تولي اهتمامًا بالحرب القادمة وغارقة بتمرير الانقلاب القضائيّ، وأوضح أنّ تمرير القانون الذي يعفي اليهود المتزمتين (الحريديم) من الخدمة في الجيش سيكون بمثابة القشّة التي ستقصِم ظهر البعير.

وأشار اللواء الإسرائيليّ أنّه عوضًا عن الاهتمام بالاستعداد للحرب الوجوديّة التي تنتظر الكيان، فإنّ الأغلبية الساحقة من السُكّان والقادة منشغلون في الانقلاب القضائيّ، وبالتالي فإنّ الشعب في إسرائيل والمستوى السياسيّ كمن يُبحرون في سفينة (تايتانيك) في المياه العاصفة، وهم في طريقهم للاصطدام.

وأوضح أنّ تحذيرات وزير الأمن يوآف غالانط لم تأتِ من العبث، وهو الذي قال إنّه عوضًا عن الاستعداد للحرب، نحن منشغلون في الخلافات والكراهية بين أنفسنا، ولذا، فإنّ اللواء بريك يرى أنّه لا مفرّ أمام رئيس الوزراء نتنياهو إلّا الإعلان عن حالة طوارئ وطنيّةٍ الآن، الآن وليس غدًا، وذلك بهدف منح الجيش والعمق فرصةً للاستعداد لمُواجهة الحرب القادمة، على حدّ قوله.

وتوجّه اللواء إلى نتنياهو قائلاً إنّ هذه ساعتك، وهذه مسؤوليتك، عليك أنْ تتخّذ قرارًا تثبت فيه أنّك القائد، وأنّ ما يهّمك هي المصالح الإسرائيليّة، وليس مصالح السياسة والائتلاف، ولذا عليك اتخاذ القرار الصائب لتؤكِّد أنّك زعيمًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.

 وخلُص اللواء بريك إلى القول إنّ التاريخ لن يرحمك يا نتنياهو، وإذا لم تُعلن حالاً وفورًا عن حالة طوارئ وطنيّة فإنّ التاريخ سيُحاسبك على ذلك وعقوبتك ستكون قاسيةً، لقد آن الأوان أنْ تهتّم وحكومتك بالقضية التي تحتّل المرتبة الأولى في سُلّم الأولويات، الأمن للكيان والأمن الشخصيّ للمواطنين، وكلّ ذلك بهدف منع كارثة مأسويّة لم تشهدها إسرائيل من ذي قبل، على حدّ تعبيره.