“اتفاقية التطبيع المحتملة مع السعودية ستكون إنجازًا دبلوماسيًا قد يشكل الأساس لانسجام إقليمي حقيقي، مما سيقود دولًا أخرى إلى السعي من أجل السلام”، كما أن منح الولايات المتحدة الدول العربية ضمانا للدفاع عنها ضد العدوان الإيراني سيجعل الطموحات النووية العربية غير ضرورية.
جاء ذلك في مقال رأي نشره وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الثلاثاء، في صحيفة “وول ستريت جورنال”، ترجمه “الخليج الجديد”، قال فيه إن اتفاقية التطبيع المحتملة بين إسرائيل والسعودية يمكن أن تكون مفتاح “التناغم الإقليمي الحقيقي”.
وأضاف كوهين في مقاله بعنوان “كوريا نموذجا للسلام في الشرق الأوسط”، أن “اتفاقية التطبيع مع السعودية ستكون إنجازًا دبلوماسيًا قد يشكل الأساس لانسجام إقليمي حقيقي، مما سيقود دولًا أخرى إلى السعي من أجل السلام”.
وتابع كوهين أن “اتفاقًا بين الولايات المتحدة والسعودية، والذي سيكون مكونًا رئيسيًا في أي اتفاق تطبيع بين الرياض والقدس، سيشمل ضمانًا أمريكيًا للمساعدة في الحفاظ على أمن السعودية ودول الخليج من إيران”.
وقدمت السعودية للولايات المتحدة، التي تتواصل بين الطرفين، عدة مطالب من بينها الحفاظ على أمنها في مواجهة العدوان الإيراني.
وضرب كوهين في مقاله، مثالا على ذلك نموذج الضمان الدفاعي الذي منحته الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية في مواجهة هجمات محتملة من كوريا الشمالية.
وكتب كوهين قائلا: “كوريا الجنوبية، على الرغم من أنها تعيش في ظل جارة مسلحة نوويًا ولديها الوسائل لتطوير أسلحتها النووية، فقد امتنعت عن تطوير الأسلحة النووية”.
وأضاف: “الالتزام الدفاعي للولايات المتحدة يعمل كرادع لصالح كوريا الجنوبية ضد العدوان الشمالي (كوريا الشمالية)”، على حد تعبيره.
واعتبر الوزير الإسرائيلي، أن هذا النموذج “يصلح كحل لمطالبة السعودية بامتلاك برنامج نووي مدني كجزء من اتفاق أوسع لإقامة العلاقات مع إسرائيل”.
وقال: “إن تعهدا دفاعيا أمريكيا مماثلا يمكن أن يطمئن دول الشرق الأوسط، وخاصة السعودية ودول الخليج”.
ودفعت التهديدات الكورية الشمالية الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تعزيز شراكتهما الثنائية في مجال الدفاع، بهدف الاستجابة السريعة لأية تهديدات محتملة.
واعتبر أن “هذا النهج سيجعل الطموحات النووية الفردية غير ضرورية، ويعزز الاستقرار الإقليمي، وأجندة السلام والتطبيع”.
وتابع كوهين: “الجبهة الموحدة التي تجمع بين الدول السنية المعتدلة وإسرائيل، ستكون بمثابة رقابة فعالة على طموحات إيران المتنامية”.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن “طهران لا تزال بحاجة إلى منعها من الحصول على سلاح نووي من خلال الضغط الاقتصادي والدبلوماسي الدولي ووجود تهديد عسكري ذا مصداقية”.
ولم تعلق الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل أو السعودية رسميا على التقارير الإسرائيلية والأمريكية عن مطالبة السعودية بامتلاك برنامج نووي مدني.
ولكن وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى مخاوف إسرائيلية من تلبية الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الطلب.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومسؤولون أمريكيون آخرون قاموا في الأشهر الماضية بزيارات عديدة الى السعودية.
تأتي تصريحات كوهين، بعد يومين فقط من قوله، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان “سيصنعان التاريخ”.
وأكد نتنياهو في وقت سابق أنه متفائل بشأن تعميق العلاقات بين إسرائيل والمملكة الخليجية، واصفا ذلك بأنه “أمر غير مسبوق”.
يشار إلى أن فكرة تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية رسميا مطروحة للنقاش منذ أن منح السعوديون موافقتهم الضمنية على تطبيع الإمارات والبحرين للعلاقات مع إسرائيل في 2020.
لكن الرياض ترفض حتى اليوم التطبيع مع إسرائيل، مشترطة تطبيق مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2002.
وتنص المبادرة العربية على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل الاعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في المقابل، يسعى المسؤولون الأمريكيون منذ شهور للتوصل إلى ما قد يكون اتفاقا تاريخيا بين السعودية وإسرائيل، لكن تقدما لم يحرز بعد.
والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن اتفاقا ربما يكون في الطريق مع السعودية بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومبعوث الشرق الأوسط بريت ماكجورك، مع مسؤولين سعوديين في جدة، بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق حتى الآن بين الولايات المتحدة والسعودية، فإن “الهدف الذي حددته إدارة بايدن هو محاولة تحقيق الاتفاق بحلول ربيع عام، وهذا يعني أنه في غضون بضعة أشهر إلى نصف عام، ستصل الصفقة إلى الكونجرس”.