أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن وسيلة الردع هي أن تكون قادرا على حماية بلدك بالأسلحة النووية، وأن إيمان العدو بإمكانية تنفيذ ضربة استباقية، يجعل تفكيره تهديدا لروسيا.
وقال بوتين: “أؤكد لكم، بعد أن يتلقى نظام إنذار الهجوم الصاروخي المبكر إشارة التعرض للهجوم، فإن المئات من صواريخنا ستكون في الجو وسيكون من المستحيل إيقافها”.
وأضاف: “لكنها ستكون استجابة.. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن سقوط الرؤوس الحربية لصواريخ العدو على أراضي روسيا أمر لا مفر منه، عندئذ ستنطلق مئات من صواريخنا وسوف تسقط على أي حال. لن يبقى من العدو أي شيء، لأنه من المستحيل اعتراض مائة صاروخ. وهذا بالطبع أمر رادع”.
وشدد بوتين على أن الاستجابة ستكون رادعا جادا، “لكن إذا اعتقد العدو حتى النهاية أنه من الممكن استخدام ضربة وقائية، ونحن لا، فهذا يجعلنا نفكر في التهديدات التي تخلقها لنا مثل هذه الأفكار من أجل الدفاع عن دول أخرى”.
أعلن أن طبيعة التهديدات ونطاقها يتطلبان تفاعلا متزايدا في خط الدفاع.
وقال بوتين في خطاب له عبر الفيديو أمام اجتماع رؤساء وزارات الدفاع في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة، إن طبيعة وحجم التهديدات يفرضان متطلبات متزايدة على التعاون بين وزارات الدفاع.
وأضاف: “أنا مقتنع بأن طبيعة وحجم التهديدات الحديثة يفرضان متطلبات متزايدة على تفاعلنا بين إدارات الدفاع. ومن الضروري العمل معا لتشكيل نظام أكثر مرونة واستدامة للأمن والتعاون يكون مناسبًا للتحديات الحالية، ويمكن أن لا تستند إلى بعض القواعد الأسطورية غير المكتوبة التي لم يرها أحد، ليس على هيمنة شخص ما واحتكاره، ولكن فقط على القانون الدولي واحترام مصالح الآخرين”.
وأشار بوتين إلى أن الغرب يريد الحفاظ على الهيمنة بأي وسيلة وتعزيز القوة، واللجوء إلى العقوبات والثورات الملونة”، مؤكدا أن الناتو يتوسع بقوة، وتابع: “في الوقت نفسه، تتزايد احتمالات نشوب صراع في العالم، وهذا نتيجة مباشرة لمحاولات بعض النخب في الغرب للحفاظ على هيمنتها السياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية والأيديولوجية بأي وسيلة. تعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي”.
أمام وزراء الدفاع في رابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون، إن “الغرب شجع الإرهاب في دونباس ويستخدم الشعب الأوكراني كوقود للمدافع… لعدد من السنوات، شجع الغرب الإبادة الجماعية والإرهاب في دونباس وحول هذا البلد في الواقع إلى مستعمرة والآن يستخدم الشعب الأوكراني بشكل ساخر كوقود للمدافع وككبش فداء ضد روسيا ويواصل إمداد أوكرانيا بالسلاح والذخيرة، ويرسلون المرتزقة ويدفعون بها في طريق انتحاري”.
وأكد الرئيس الروسي أنّ تبادل أسرى آخرين بين موسكو وواشنطن “ممكن”، غداة الإفراج عن لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر مقابل تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت.
وقال بوتين خلال المؤتمر “الاتصالات تتواصل على مستوى أجهزة الاستخبارات، ولم تتوقف يوماً. فهل إن إجراء (تبادلات) أخرى ممكن؟ نعم كل شيء ممكن”.
وهدد بوتين الجمعة الدول الغربية بـ “خفض إنتاج” النفط الروسي “إذا لزم الأمر”، بعد أيام على تحديد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا سقفاً لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولارًا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في بشكيك على هامش قمة إقليمية “سنفكر في احتمال خفض الإنتاج إذا لزم الأمر”.
واعتبر أن الآلية التي وضعها الغرب وبدأ تطبيقها مطلع الأسبوع “قرار غبي”.
وأكد أمام الصحافيين أن “السقف المفروض (عند 60 دولارًا) يتناسب مع السعر الذي نبيع بناءً عليه اليوم. في هذا الاتجاه، هذا لا يؤثر علينا إطلاقًا”.
يدور سعر برميل النفط الروسي (الخام من جبال الأورال) حاليًا حول 65 دولارًا، أي أعلى بقليل من السقف الأوروبي، ما ينطوي على تأثير محدود جدًا على المدى القصير.
ورأى الرئيس الروسي أن بالنسبة للدول المستوردة للنفط الروسي، فإن “اتّباع هذا الحلّ الضار +غير السوقيّ+ سيكون غبيًّا بالنسبة للجميع”.
وأشار إلى أن آلية من هذا القبيل “تعني الجميع… لأنه إذا قبِل طرف ما مرة واحدة بأن يحدد المستهلك السعر، فسيؤدي ذلك إلى انهيار قطاع (النفط)، لأن المستهلك سيصرّ دائمًا على أن يكون السعر الأدنى الممكن”.
وشدّد على “أننا لن نكون خاسرين في أي ظرف من الظروف”.
واتفقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول السبع وأستراليا الأسبوع الماضي على وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرًا عند 60 دولارًا للبرميل، وبدأ تطبيق هذا السقف الاثنين. والهدف من هذا الإجراء الحدّ من عائدات موسكو لتمويل هجومها العسكري في أوكرانيا.
وبذلك يمكن مواصلة تسليم النفط الذي تبيعه موسكو بسعر موازٍ أو أقلّ من 60 دولارًا. وفي حال كان السعر أعلى من هذا السقف، سيُحظّر على الشركات تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري (السفن، التأمين