الرئيسية / أخبار / ماذا وراء لقاء بايدن – بوتين؟

ماذا وراء لقاء بايدن – بوتين؟

عندما يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ظهيرة يوم الثلاثاء ٧ ديسمبر ٢٠٢١ عبر الأثير، سيكون السؤال المطروح هو ماذا عن التعزيزات العسكرية من الجانبين؟ وهل ستتغلب النزعة السلمية على لغة الحرب والصراع؟

من المعروف أن الرئيس الروسي رجل استخبارات من الطراز الرفيع وأنه يمارس الحرب النفسية قبل العسكرية للضغط على الخصوم وإرباكهم. الرئيس الأميركي يتعامل مع الضغوطات الروسية على أنها مجرد تدخل في شؤون دولة قريبة من حدود حلف الـ”ناتو” لكن الرئيس الروسي يرى في الوجود الغربي في أوكرانيا أو على الحدود مع روسيا تهديداً وجودياً للاتحاد الروسي.

على الرغم من التحليلات العسكرية الأميركية بأن الروس يريدون شن هجوم ضد أوكرانيا في أوائل عام ٢٠٢٢ يشارك فيه ما يصل إلى ١٧٥ ألف جندي، إلا أن هذا مستبعد نظراً لأن روسيا لا تريد توتراً في تلك المنطقة في الأشهر القادمة بل ما تريده موسكو هو وضع الضمانات الأمنية على رأس جدول الأعمال بعد تنسيق أمنى روسي صيني في هذا الموضوع على غرار سعي الصين لوقف التدخلات الغربية في تايلاند وهونج كونج.

للإجابة على هذا السؤال، ينبغي أن نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً إلى عام ١٩٨٧ حين وقع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي حظرت بموجبها الصواريخ التي يتراوح مداها من ٣١٠ إلى ٣٤٢٠ ميلا من أوروبا. وهذا ما يفسر الغضبة الروسية اليوم، فنشر الأسلحة والصواريخ التي هي في تلك المديات يعني وصول المدن الرئيسة في روسيا في أقل من ٥ دقائق.

وكان الرئيسان قد التقيا آخر مرة في ١٦ يونيو في جنيف ٢٠٢١ ولكنهما التقيا قبل ذلك في العام ٢٠١٤ في جنيف حيث بحثا الوضع في أوكرانيا. عقب اللقاء الافتراضي غدا بين الرئيسين سيقوم سفراء حلف الـ “ناتو” بمحاولة أخيرة لدفع روسيا إلى سحب صواريخها الجديدة من الأراضي القريبة من بولندا وأوكرانيا وإحياء المعاهدة. فهل تعود لغة السلام بين الجانبين وتتغلب على حوار السلاح؟

من غير المرجح أن يتوج مثل هذا الخلاف الغربي مع روسيا بحرب لأن تكاليف الصراع المحتمل تفوق بكثير الفوائد. فالحرب محفوفة بمخاطر كبيرة على الاقتصاد والاستقرار السياسي والسياسة الخارجية الروسية تماماً مثل ما هو عليه الحال في أوروبا التي ترزح تحت وطأة الأزمات الاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا.

تبدو موسكو جاهزة تقنياً لكافة السيناريوهات لأنها لن تسمح بتجاوز “خطوطها الحمراء”.

لا أحد من الجانبين مهتم بحرب. لذلك من المرجح تغليب لغة العقل والسلم على لغة الحرب والسلاح لكن استعدادات روسيا للمواجهة اليوم باتت أقوى من ذي قبل في ظل تراجع أميركي ملحوظ على الساحة الدولية منذ نهاية العام ٢٠١٩.