تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في “فزغلياد”، عن فوز ترامب رغم خسارته وإمكانية عودته إلى كرسي البيت الأبيض بعد أربع سنوات.
وجاء في المقال: تبدو أمور ترامب، لمراقب بعيد، في أسوأ حالاتها: فالمحاكم، ترفض اعتراضاته؛ ورفاقه في الحزب، ينصحونه بالاستسلام؛ والإدارات الفدرالية، باشرت عملية نقل السلطة إلى شخصيات جو بايدن. ومع ذلك، فإن لدى الرئيس الحالي كثيرا من الأسباب لعدم اعتبار نفسه مهزوما حتى النهاية.
لم تنته لعبة ترامب في السياسات الكبرى بالكامل بعد. فهو، على أقل تقدير، سيحتفظ بنفوذ جدي للغاية في الحزب الجمهوري، ما يمكنه من الاستعداد جيدا للانتخابات القادمة بعد أربع سنوات.
لقد بدأ علم الاجتماع بشكل غير متوقع في التحدث لمصلحة الرئيس، الذي سبق أن عُدّ “صدفة انتخابية” و “فشلا في المنظومة”. ومع أن معظم الأمريكيين يرون بأن على ترامب تسليم السلطة إلى بايدن، فثمة أشياء مدهشة بدأت تتكشف.
على سبيل المثال، 3% فقط من ناخبي ترامب، الذي لا يزال رئيسا، يعدون فوز بايدن شرعيا. وقال 72% إنهم سيستمرون في دعم ترامب شخصيا، وليس الحزب، إذا قرر فجأة الانسحاب منه.
وبحسب استطلاع آخر، فإن 47% من الأمريكيين يؤيدون ترشح ترامب لانتخابات 2024، وهو ما يماثل مستوى التأييد في أفضل شهور رئاسته. بل هذا هو رأي 75% من مؤيدي الجمهوريين، الذين لا يمكن التشكيك بنية مبيتة لديهم من نمط “دعهم يُسقطونه مرة أخرى”.
إذا قرر ترامب حقا الانتقام، فسوف يعبر بسهولة الانتخابات التمهيدية، وفق ما جاءت به نتائج الاستطلاع الثالث للرأي. فالآن، 53% من المحافظين الأمريكيين مستعدون للتصويت له، مقابل 12% لنائب الرئيس مايكل بنس. وعلى قائمة المرشحين المحتملين، يأتي نجل ترامب في المركز الثالث.
وهكذاـ يتبين أن الرئيس الخامس والأربعين لم يكن مجرد “سوء فهم”، إنما هو معبّر حقيقي عن مصالح ناخبي الحزب القديم العظيم، الذين لم يخب أملهم فيه وما زالوا مستعدين لمنحه فرصة ثانية.